انقلاب عسكري على حكومة حمدوك في السودان

رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك رئيس وزراء الحكومة الانتقالية في السودان والأمين العام السابق للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة.
رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك رئيس وزراء الحكومة الانتقالية في السودان والأمين العام السابق للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة.

اعتقل جنود معظم أعضاء حكومة السودان وأعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد وحل المجلس والحكومة الانتقالية. وقالت وزارة الإعلام التي يبدو أنها ما زالت تحت سيطرة أنصار رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إنه اعتُقل واقتيد إلى مكان مجهول بعد رفضه إصدار بيان مؤيد "للانقلاب".

جيش السودان يحل الحكومة الانتقالية في انقلاب عسكري فيما يبدو: وزارة الإعلام ما زالت تؤيد دعوات حمدوك لمقاومة الانقلاب (25 / 10 / 2021). ولجنة أطباء تقول إن 12 شخصا أصيبوا في اشتباكات. وواشنطن تقول إن سيطرة الجيش ستهدد.

اعتقل جنود معظم أعضاء مجلس الوزراء السوداني يوم الإثنين 25 / 10 / 2021 وحل ضابط كبير بالجيش الحكومة الانتقالية بينما خرج معارضون إلى الشوارع حيث وردت أنباء عن إطلاق نار ووقوع إصابات.

فقد أعلن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد وحل المجلس والحكومة الانتقالية. ومجلس السيادة هو مجلس تقاسم السلطة الحاكم.

وقالت وزارة الإعلام، التي يبدو أنها ما زالت تحت سيطرة أنصار رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إنه اعتُقل واقتيد إلى مكان مجهول بعد رفضه إصدار بيان مؤيد "للانقلاب".

ودعت الوزارة إلى مقاومة الانقلاب وقالت إن عشرات الآلاف من المعارضين له خرجوا إلى الشوارع وإن "جموع الشعب السوداني تتحدى الرصاص، وتصل إلى محيط القيادة العامة للجيش" في العاصمة.

وأفادت لجنة أطباء السودان المركزية في صفحتها على موقع فيسبوك بإصابة 12 شخصا على الأقل في اشتباكات، دون أن تقدم المزيد من التفاصيل.

"الجيش استولى على السلطة"

وقال آدم حريكة مدير مكتب حمدوك لرويترز إن الجيش استولى على السلطة رغم تحركات إيجابية نحو اتفاق مع رئيس الوزراء بعد اجتماعات مع المبعوث الأمريكي الخاص جيفري فيلتمان.

ورأي صحفي من رويترز قوات مشتركة من الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية منتشرة في شوارع الخرطوم. وقامت تلك القوات بالحد من تحركات المدنيين، في حين أحرق محتجون يحملون علم السودان إطارات في مناطق متفرقة من المدينة.

 

أعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي يرأس المرحلة الانتقالية في #السودان الاثنين حلّ مجلس السيادة والحكومة برئاسة عبدالله حمدوك الذي أعتُقل فجراً مع عدد من الوزراء والسياسيين في ما وصفه محتجون بـ"الانقلاب".#فرانس_برس pic.twitter.com/ouv3PKHYC2

— فرانس برس بالعربية (@AFPar) October 25, 2021

 

دعوة لمواصلة المسير

قالت وزارة الإعلام إن قوات الجيش اعتقلت أعضاء مدنيين في مجلس السيادة وأعضاء في الحكومة.

وفي بيان أرسلته لرويترز، دعت الوزارة السودانيين "لقطع الطريق على التحرك العسكري لقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي".

وأضافت "ندعو الجميع لمواصلة المسيرة حتى إسقاط المحاولة الانقلابية" ونرفع أصواتنا عاليا لرفض محاولة الانقلاب.

ويعيش السودان حالة من التوتر منذ أن أفسحت محاولة انقلاب فاشلة الشهر الماضي المجال لتبادل حاد للاتهامات بين الطرفين العسكري والمدني اللذين كانا يقتسمان السلطة بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير قبل عامين.

وأطيح بالبشير وسُجن بعد احتجاجات في الشوارع استمرت شهورا.

وكان من المفترض أن يؤدي الانتقال السياسي المتفق عليه بعد الإطاحة بالبشير إلى إخراج السودان من عزلة عاشها في ظل حكمه الذي استمر لثلاثة عقود، وكان من المقرر أن يقود لانتخابات بحلول نهاية 2023.

وكان من المفترض أن يسلم الجيش قيادة مجلس السيادة المشترك إلى شخصية مدنية خلال الشهور المقبلة. لكن السلطات الانتقالية واجهت صعوبات في التحرك بشأن قضايا رئيسية منها ما إذا كانت ستسلم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية المطلوب لديها بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، نسب مسؤولون مدنيون الفضل لأنفسهم في بعض المؤشرات الأولية على استقرار الاقتصاد بعد انخفاض حاد لقيمة العملة ورفع الدعم عن الوقود.

وقال المبعوث الأمريكي الخاص فيلتمان الذي كان في زيارة للسودان يومي السبت والأحد على تويتر إن الولايات المتحدة تشعر

بقلق بالغ إزاء أنباء سيطرة الجيش على الحكومة الانتقالية في السودان، محذرا من أن ذلك سيهدد المساعدات الأمريكية للبلاد.

وأبدت الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي قلقهما. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد في بيان إنه يجب إطلاق سراح

القادة السياسيين في السودان واحترام حقوق الإنسان. ودعا إلى استئناف المحادثات بين الجيش والأجنحة المدنية للحكومة الانتقالية.

وإلى جانب التوتر السياسي، يمر السودان بأزمة اقتصادية حادة أبرز سماتها تضخم قياسي مرتفع ونقص في السلع الأساسية، وإن بدأت تظهر مؤشرات على تحسن الوضع بعض الشيء مع تدفق مساعدات دولية.

اعتقالات وتنديدات

وذكرت وزارة الإعلام على صفحتها بموقع فيسبوك أن قوات الجيش اقتحمت مقر الإذاعة والتلفزيون في مدينة أم درمان واعتقلت موظفين.

وندد حزبان رئيسيان هما حزب الأمة وحزب المؤتمر السوداني بما وصفاه بالانقلاب وبحملة الاعتقالات.

ويبدو أن خدمات الإنترنت منقطعة بالعاصمة الخرطوم. وذكرت قناة العربية التلفزيونية أنه تم إغلاق مطار الخرطوم وتعليق الرحلات الدولية.

تكنوقراطي يحظى بشعبية

حمدوك اقتصادي ومسؤول سابق بالأمم المتحدة عُيّن رئيسا للوزراء عام 2019، وهو تكنوقراطي يحظى باحترام دولي كبير.

ورغم شعبيته وسط الجماعات المدنية المؤيدة للديمقراطية، واجه صعوبات في الحفاظ على مسار العملية الانتقالية بسبب الانقسامات السياسية بين العسكريين والمدنيين والضغوط الناجمة عن الأزمة الاقتصادية.

 

 

وقالت مصادر من أسرة فيصل محمد صالح المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء لرويترز إن قوة عسكرية اقتحمت منزلها واعتقلت صالح.

وكثف عدد كبير من الوزراء والمسؤولين الذين اعتُقلوا تصريحاتهم ضد الجيش في الأسابيع القليلة الماضية.

ودعا تجمع المهنيين السودانيين، وهو من أبرز الائتلافات التي نشطت إبان الثورة على البشير، أنصاره إلى الاحتشاد بعدما أعلن عن اعتقال أعضاء من الحكومة.

وقال في بيان على فيسبوك "نناشد الجماهير للخروج للشوارع واحتلالها وإغلاق كل الطرق بالمتاريس، والإضراب العام عن العمل وعدم التعاون مع الانقلابيين والعصيان المدني في مواجهتهم".

ومع تصاعد التوتر هذا الشهر، انحاز ائتلاف من جماعات ثورية

وأحزاب سياسية إلى جانب الجيش ودعا إلى حل الحكومة المدنية ونظم اعتصاما أمام القصر الرئاسي.

وشارك وزراء الأسبوع الماضي في احتجاجات كبيرة في عدة مناطق بالخرطوم ومدن أخرى اعتراضا على أن يكون الحكم عسكريا. رويترز

 

 

[embed:render:embedded:node:36231]