غامبيا ذات الأغلبية المسلمة غرب أفريقيا تتهم ميانمار بإبادة الروهينجا المسلمين أمام محكمة العدل الدولية

قالت دولة غامبيا يوم الاثنين 11 / 11 / 2019 إنها رفعت دعوى أمام محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة تتهم فيها ميانمار بارتكاب إبادة جماعية بحق أقلية الروهينجا المسلمة على أراضيها، في خطوة أشادت بها منظمات لحقوق الإنسان ونشطاء من الروهينجا.

وفر أكثر من 730 ألفا من الروهينجا المسلمين إلى بنغلادش المجاورة بعد حملة نفذها جيش ميانمار قال محققون تابعون للأمم المتحدة إنها تمت "بنية الإبادة الجماعية".

وأقامت غامبيا، وهي دولة صغيرة تسكنها أغلبية مسلمة في غرب أفريقيا، الدعوى بعد أن حصلت على تأييد منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة عضوا. وتقام الدعاوى أمام المحكمة من دولة ضد دولة أخرى فقط.

وقال وزير العدل في غامبيا أبو بكر تامبادو في مؤتمر صحفي في لاهاي حيث مقر المحكمة "الهدف هو محاسبة ميانمار على أفعالها بحق شعبها: الروهينجا". وأضاف "عار على جيلنا ألا نفعل شيئا بينما تحدث الإبادة الجماعية أمام أعيننا".

ووقعت كل من غامبيا وميانمار على اتفاقية (منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها) التي تعود لعام 1948 والتي لا تمنع فقط الدول من ارتكاب الإبادة الجماعية لكن تفرض أيضا على جميع الدول الموقعة منع هذه الجريمة ومعاقبة منفذها.

وفي حين تفتقر محكمة العدل الدولية إلى وسائل لتنفيذ أحكامها فإن مخالفة تلك الأحكام يمكن أن يلحق المزيد من الضرر بسمعة ميانمار.

وقالت الناشطة ياسمين الله وهي من الروهينجا في مؤتمر صحفي في لاهاي بعد إعلان رفع الدعوى "هذا حدث جلل بالنسبة للروهينجا الذين تحملوا الكثير".

وأضافت: "توصيف محكمة معاناتنا بأنها إبادة جماعية تأخر كثيرا" داعية الدول الأخرى للانضمام إلى جامبيا في دعواها أمام محكمة العدل الدولية.

ورحبت منظمة هيومن رايتس ووتش بالدعوى أيضا. وقال بارام بريت سينغ المدير المناوب لبرنامج العدالة الدولية في المنظمة لرويترز "جامبيا عثرت على وسيلة تحول أسف‭ ‬وحسرة المجتمع الدولي على الروهينجا إلى تحرك".

ولم يرد متحدث باسم الحكومة في ميانمار بعد على طلبات من رويترز للتعليق.

 "لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي": وقال تامبادو مفسرا مبادرة غامبيا إنه زيارته للاجئين الروهينجا في كوكسز بازار في بنغلادش ذكرته بعمله مدعيا للمحكمة التي شُكلت لمحاكمة المسؤولين عن الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.

وقال: "ثار لدي اعتقاد بأن هذا ليس صوابا وأن العالم لا يمكنه أن يقف مكتوف الأيدي ويرى هذا يحدث مرة أخرى". وأضاف أن منظمة التعاون الإسلامي طلبت من غامبيا النظر في كيفية تقديم ميانمار إلى العدالة بشأن الأمر.

وقالت غامبيا في صحيفة الدعوى التي تقع في 46 صفحة إن أفعال ميانمار "إبادة جماعية في طبيعتها" وإنها اشتملت على القتل والتسبب في أذى بدني ونفسي جسيم، كما شملت إجراءات لمنع التكاثر.

وفي الدعوى طلبت جامبيا من المحكمة اتخاذ ما يسمى بالتدابير المؤقتة لضمان أن توقف ميانمار على الفور "الفظائع والإبادة الجماعية بحق شعبها من الروهينجا".

وقال مكتب (فولي هواج) للمحاماة الذي يعمل مع جامبيا إنه يتوقع عقد أولى جلسات التدابير المؤقتة الشهر المقبل. رويترز