مقدونيا الشمالية بلد أوروبي بلقاني (يوغوسلافي سابقا) بأغلبية سلافية مسيحية أرثوذكسية وأقلية ألبانية مسلمة

تسلّطت الأضواء على مقدونيا الشمالية، البلد الصغير غير الساحلي في جنوب شرق أوروبا، بعدما أعلنت السلطات النمساوية أن مشتبها به -يعتقد أنه من أنصار تنظيم الدولة الإسلامية اتُّهم بقتل أربعة أشخاص (مساء الإثنين 02 / 11 / 2020)  في فيينا- ذا أصول تعود إلى هذا البلد البلقاني.

وبينما لا تزال التفاصيل المرتبطة بالمشتبه به وصلاته بمقدونيا الشمالية غير واضحة، في ما يلي بعض المعلومات عن البلد المتعدد العرقية والذي عمل جاهدا كغيره من دول أوروبا لاحتواء التطرف العنيف في أوساط أقليته المسلمة.

كانت مقدونيا الشمالية جزءا من يوغوسلافيا وتعد خصوصا موطن السلافيين المسيحيين الأرثوذكس، الذين يشكّلون أكثر من ثلثي سكان البلاد البالغ عددهم مليونين ويهيمنون على الحياة السياسية والاقتصادية.

لكن البلد يعد كذلك موطن جالية عرقية ألبانية كبيرة، العديد منهم مسلمون ويعيشون في المناطق الحدودية الشمالية والغربية المحاذية لكوسوفو وألبانيا، البلدين اللذين يشكّل أفراد العرقية الألبانية معظم سكانهما.

وبخلاف جيرانها، تجنّبت مقدونيا الشمالية أعمال العنف العرقية الدامية التي هزّت يوغوسلافيا في التسعينيات.

لكنها بدت على شفير الحرب عندما خاض متمرّدون من العرقية الألبانية تمرّدا عام 2001.

وقتل ما يقارب من مئتي شخص خلال سبعة شهور من المعارك.

وتوقّف العنف بفضل اتفاق "أوخريد" الذي منح الأقلية الألبانية مزيدا من الحقوق.

وبقيت العلاقات سلمية بالمجمل مذاك، رغم أن الاندماج محدود بينما لا يزال الألبان يواجهون تمييزا اجتماعيا واقتصاديا.

على غرار العديد من الدول الأوروبية، كانت مقدونيا الشمالية دولة مصدّرة للمقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من المجموعات الجهادية في الشرق الأوسط منذ العام 2012.

وغادر ما مجموعة 150 مواطنا بينهم مقاتلون وزوجاتهم البلد الواقع في البلقان باتّجاه سوريا، عاد نحو نصفهم، وفق أرقام الشرطة.

وبينما صدّرت دول مجاورة على غرار كوسوفو عددا أكبر من المقاتلين نسبة لعدد سكانها، إلا أن مقدونيا الشمالية كان لها العدد الأكبر من المقاتلين على مستوى غرب البلقان نسبة لعدد سكانها المسلمين، بحسب تقرير للمجلس البريطاني العام 2018.

ويتحدّر معظمهم من أحياء ألبانية في العاصمة سكوبيي وغير ذلك من المجتمعات الألبانية ومن مجتمع الشتات الكبير ذي الأصول الألبانية في غرب أوروبا.

ويتبع المسلمون الألبان في أنحاء البلقان عادة نموذجا معتدلا من الإسلام حيث يعد تناول الكحول أمرا عاديا ونادرا ما ترتدي النساء الزي الإسلامي.

لكن شهدت العقود الأخيرة إحياء للتدين والتطرّف مع تفكك يوغوسلافيا الشيوعية، ما أحدث فراغا في باقي منظومة المعتقدات.

وانتشرت حركة سلفية متطرفة في أوساط الجاليات المسلمة من خلال مساجد "موازية" تنظّم تجمّعات أحيانا داخل المنازل، بحسب تقرير من العام 2017 لمركز أبحاث "مبادرة الأطلسي" في سراييفو.

وإضافة إلى اتخاذها مسارا دينيا متطرفا، ملأت هذه المجموعات ثغرا اجتماعية أخرى تسبب بها ضعف الحكومة في توفير التعليم والرعاية الصحية وغير ذلك من الخدمات الإنسانية، بحسب التقرير.

ويتم تجنيد الجهاديين عادة على مستويات فردية شعبية إذ تعتبر شريحة الشباب الهدف الأساسي.

بينما توقف تدفق المقاتلين المتطرفين إلى الخارج بشكل كامل في 2016، كان على مقدونيا الشمالية مذاك مواجهة خطر الهجمات على أراضيها التي قد يشنها مقاتلون عائدون أو غيرهم من المتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية.

وأحبطت الشرطة في السنوات الأخيرة عدة مخططات إرهابية.

وفي أيلول/سبتمبر 2020، أوقفت الشرطة ثلاثة شبان في العشرينات اتهموا بتخزين أسلحة لخلية "إرهابية" على صلة بتنظيم الدولة الإسلامية.

وفي شباط/فبراير 2019، قالت السلطات إنها منعت وقوع "عمل إرهابي" كان يخطط له أنصار لتنظيم الدولة الإسلامية، بدون تقديم تفاصيل. أ ف ب 04 / 11 / 2020