منظمة التعاون الإسلامي تستنكر إهانة الرموز الدينية باسم حرية التعبير وتدين ارتكاب الإرهاب باسم الدين

أدانت منظمة التعاون الإسلامي يوم الجمعة 23 تشرين أول/ أكتوبر 2020 "استمرار هجوم  فرنسا المنظم على مشاعر المسلمين بالإساءة إلى الرموز الدينية ".

وقالت الأمانة العامة للمنظمة، التي تتخذ من جدة (غرب) السعودية مقرا لها في بيان لها اليوم إنها "تابعت استمرار نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، مبدية استغرابها من الخطاب السياسي الرسمي الصادر عن بعض المسؤولين الفرنسيين الذي يسيء للعلاقات الفرنسية الإسلامية ويغذي مشاعر الكراهية من أجل مكاسب سياسية حزبية".

وأكدت المنظمة أنها "ستواصل إدانة السخرية من الرسل عليهم السلام سواء في الإسلام أو المسيحية أو اليهودية، معبرة مجددا عن "شجبها لأي أعمال إرهابية تُرتكب باسم الدين".

وكانت المنظمة التي تضم في عضويتها 57 دولة مسلمة - قد أدانت في وقت سابق "الجريمة البشعة" التي ارتكبت في حق المواطن الفرنسي صامويل باتي.

وأشارت إلى أن "ذلك ليس من أجل الإسلام ولا قيمه السمحة، وإنما هو إرهاب ارتكبه فرد أو جماعة يجب أن تتم معاقبتهم وفق الأنظمة"، إلا أنها في الوقت ذاته استنكرت أي تبرير "لإهانة الرموز الدينية "من أي ديانة باسم حرية التعبير.

وشجبت المنظمة "ربط الإسلام والمسلمين بالإرهاب"، وحثت على مراجعة "السياسات التمييزية" التي تستهدف المجتمعات الإسلامية وتسيء لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم.

شيخ الأزهر تعليقاً على قطع رأس المدرس الفرنسي: الإساءة للأديان "دعوة للكراهية"

وأدان شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيّب الثلاثاء 20 / 10 / 2020 قطع رأس مدرّس في فرنسا، معتبراً أنه "فعل إرهابي أثيم"، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ الإساءة للأديان تحت شعار حرية التعبير هي "دعوة صريحة للكراهية".

وجاء كلام شيخ الأزهر في خطاب ألقاه من بُعد في روما في ساحة الكابيتول الشهيرة أمام مجموعة من كبار رجال الدين المسيحيين واليهود والبوذيين بينهم البابا فرنسيس وبطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول وكبير حاخامات فرنسا حاييم كورسيا، الذين التقوا الثلاثاء لتوقيع دعوة مشتركة إلى السلام. ووقف المشاركون دقيقة صمت تكريماً لضحايا جائحة كوفيد-19.

وقال شيخ الأزهر في خطاب ألقاه باللغة العربية "إنني كمسلم وكشيخ للأزهر الشريف، أبرأُ إلى الله تعالى وأبرّئ أحكام الدين الإسلامي الحنيف وتعاليم نبيّ الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلّم - من هذا الفعل الإرهابيّ الأثيم".

وأضاف "في ذات الوقت، أؤكد أن الإساءة للأديان والنيل من رموزها المقدّسة تحت شعار حرية التعبير هو ازدواجية فكرية ودعوة صريحة للكراهية".

وقُطع رأس صامويل باتي، أستاذ التاريخ والجغرافيا الجمعة 16 / 10 / 2020  قرب مدرسة في كونفلان سانت - أونورين في شمال غرب باريس.

وقال وزير الداخلية جيرار دارمانان في إشارة إلى مشتبه بهما تمّ توقيفهما "من الواضح أنهما أصدرا فتوى ضد الأستاذ"، متحدثاً بذلك عن والد تلميذة والناشط الإسلامي المتطرف عبد الحكيم الصفريوي.

وكان المدرّس عرض على تلاميذه رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد أثناء درس عن حرية التعبير.

وقتلت الشرطة الفرنسية المهاجم عبد الله أنزاروف وهو روسي شيشياني يبلغ 18 عاماً.

وقال شيخ الأزهر في خطابه "ليس هذا الإرهابي وأمثاله يعبّرون عن دين محمد".

وكان الأزهر الشريف ندّد في أيلول/سبتمبر 2020 بقرار مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة إعادة نشر رسوم كاريكاتورية تمثل النبي محمد، مع بدء محاكمة شركاء الجهاديين الذين قتلوا اعضاء في هيئة تحريرها في كانون الثاني/يناير 2015.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2020، وصف مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وهو بمثابة الهيئة العلمية الأعلى في المؤسسة السنية البارزة، تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الإسلام بأنها "عنصرية" و"تدعم خطاب الكراهية" مندداً بـ"اتهامات" تستهدف الإسلام.

وكان البابا فرنسيس وشيخ الأزهر وقّعا في شباط/فبراير 2019 في أبو ظبي في الامارات "وثيقة الأخوة الإنسانية"، التي نددا فيها بالتطرف الديني ودعم الإرهابيين.

وفي خطابه حول السلام الثلاثاء، اعتبر البابا فرنسيس أن "الأديان هي في خدمة السلام وليست متفرجا جامدا على الشر والحرب والكراهية"، مبديا أسفه للأعمال "الإرهابية والمتطرّفة التي ترتكب أحيانا باسم الدين". أ ف ب

 

.........................

طالع أيضا

محرضون على العنف الإسلاموي مقيمون في أوروبا - إرهاب باسم الإسلام يضرب فرنسا من جديد

لأول مرة يواجه ناجون وعائلات ضحايا هجوم مسجدي نيوزيلندا الأسترالي الإرهابي الذي خطط لتدمير حياتهم

هل تراجعت الإسلاموفوبيا أم انصهرت في أيدولوجية "تفوق الجنس الأبيض"؟

ألمانيا...تجفيف منابع الإرهاب اليميني يتطلب القضاء على العنصرية

لماذا تحوّل "بلد الأنوار" إلى هدف للمتشدّدين؟ الإرهاب في فرنسا: حرب ضد "ظلامية التطرف الإسلاموي"

ماكرون والإسلام.. أزمة دولة لا أزمة ديانة - "إسلام فرنسي" ودفاع عن قيم العلمانية؟

حماية العلمانية الفرنسية أم تأجيج للعنصرية ضد المسلمين؟  خطة ماكرون ضد "الانعزالية الإسلامية"

.........................

 

[embed:render:embedded:node:36325]