مهرجان أفلام حقوق الإنسان في لبنان...جرأة في إعلاء صوت من لا صوت لهم

تكمن قوة الفيلم الوثائقي "نساء بأقراط البارود" في حياده بالدرجة الأولى حيث تتجول الكاميرا بحرية دون أي سيناريو مسبق فتنتج صورا غنية وحقيقية تجسد مصير عائلات تنظيم الدولة الإسلامية.

أثار الفيلم الوثائقي "نساء بأقراط البارود" للمخرج الايراني رضا فرهمند تساؤلات عدة بين الحاضرين من جمهور مهرجان كرامة-بيروت لأفلام حقوق الإنسان حول معاناة النساء في المناطق، التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.

يبدأ الفيلم، الذي عرض أمس الخميس في سينما متروبوليس بتقرير صحفي تجريه المراسلة الحربية العراقية نور الحلي عام 2016 عن عمليات الجيش العراقي للتصدي لتنظيم الدولة في مناطق تلعفر وكوجو

والحويجة. وهناك تقضي نور شهرين متواصلين مع فريق عمل مؤلف من خمسة تقنيين والمخرج فرهمند لتصبح في مواجهة عائلات التنظيم المتشدد للمرة الأولى في المعسكرات التي جمعت زوجات وأولاد المقاتلين.

"قوة الفيلم تكمن في حياده بالدرجة الأولى حيث تتجول الكاميرا بحرية دون أي سيناريو مسبق فتنتج صورا غنية وحقيقية".

والفيلم الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان الألفية الدولي للأفلام الوثائقية في بلجيكا يكتسب قوته أيضا من الجرأة في إعلاء صوت نساء وأطفال همشهم الإعلام وهم ضحايا فعكس الجانب الإنساني والواقع الاجتماعي المصاحب لصعود وانحسار تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال المخرج في مقابلة مع رويترز: "أردت ان أظهر الأحداث غير المرئية والمواضيع الحقوقية البحتة في الفيلم، لنقل أفظع معاناة إنسانية في التاريخ الحديث، فما حصل في العراق وسوريا في الحرب الأخيرة هو أفظع من دراما إنسانية.. هو مأساة".

 

أثار الفيلم الوثائقي "نساء بأقراط البارود" للمخرج الايراني رضا فرهمند تساؤلات عدة بين الحاضرين من جمهور مهرجان كرامة-بيروت لأفلام حقوق الإنسان حول معاناة النساء في المناطق، التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
أثار الفيلم الوثائقي "نساء بأقراط البارود" للمخرج الايراني رضا فرهمند تساؤلات عدة بين الحاضرين من جمهور مهرجان كرامة-بيروت لأفلام حقوق الإنسان حول معاناة النساء في المناطق، التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.

 

قوة الفيلم تكمن في حياده

وأضاف: "فيلمي هو العمل الأول الذي دخل هذه الجبهات في ذلك الوقت، والأول الذي نقل وجهة نظر الطرفين، وكنا نوجه أسئلتنا للطرفين من النزاع من دون البحث في الحق على من".

وتابع قائلا: "كنت أصور المشاهد كلها مع مصورين اثنين لكن عندما يكون المشهد حربيا وعسكريا أو إنسانيا محضا، لا يعود للمخرج دوراً مهماً، تصبح الكاميرا هي المحرك والمخرج ونمشي كلنا كما تتطلب الأحداث مثلما حدث عندما قصفت إحدى المدرعات التي كنا كفريق عمل مع الجيش على متنها".

وقالت ثناء، وهي سورية وناشطة في مجال حقوق الإنسان بعد الفيلم الذي استغرق عرضه 77 دقيقة: "الفيلم جريء ومهم، لكنه لم يحترم أساسيات حماية الاطفال والنساء وعرض وجوههم وكانت الصحفية توجه أسئلة قاسية لأطفال ونساء هم في وضع حرج".

أما حسان وهو مصور فقال: "هذا الفيلم مهم لأنه يلقي الضوء على معاناة النساء كعنصر ضعيف في الحرب، من دون أن يكون لهن أي ذنب. فهن ظلمن من داعش ومن ثم ظلمن من الحكومات التي عاملتهن بشكل غير لائق وغير إنساني في كثير من الأحيان". رنا نجار (رويترز)