نجاح المغنية الأفغانية أريانا في أفغانستان وبين أفغان الخارج يُظهِر تغير حياة النساء من دون طالبان

كلما عادت المغنية الأفغانية الشهيرة أريانا سيد إلى بلدها تواجه تهديدات وتتحمل تدقيقا يصل حتى إلى ما تختاره من ملابس.

ورغم ذلك فهي تعود كثيرا لتشجيع النساء في البلد المحافظ ونشر أغانيها التي تمزج بين موسيقى البوب والأغاني التقليدية.

وقالت في مقابلة في كابول: "من الصعب حقا بالنسبة لي كمغنية أن أواصل عملي في أفغانستان مع مثل هذه الضغوط والتهديدات التي تأتيني من حين لآخر والهجمات على مواقع التواصل الاجتماعي". وأضافت: "تصلني رسائل مخيفة حقا".

وانتهت المغنية، التي تعرف عادة باسم أريانا، مؤخرا من الغناء في برنامج (النجم الأفغاني)، وهو مسابقة غنائية تلفزيونية.

وفي عام 2017، أثارت أريانا غضب الأفغان المحافظين بعد التقاط صورتها وهي ترتدي ثوبا بلون البشرة في حفل في باريس. وحذر رجال دين من أنها ستقتل إذا عادت لإحياء حفل غنائي كان مقررا في كابول، وهو ما فعلته رغم ذلك.

وقال المخرج السينمائي صدام وحيدي، الذي يعد فيلما وثائقيا عن أريانا: "يحب الناس سماع صوتها. لكنهم لا يحبونها". ويقارن الناس أريانا كثيرا بنجمة تلفزيون الواقع في هوليوود كيم كادراشيان.

المغنية الأفغانية الشهيرة أريانا سيد (يمين) مع نجمة تلفزيون الواقع في هوليوود الأمريكية كيم كادراشيان (يسار).  يقارن الأفغان أريانا كثيرا بنجمة تلفزيون الواقع في هوليوود كيم كادراشيان.
المغنية الأفغانية الشهيرة أريانا سيد (يمين) مع نجمة تلفزيون الواقع في هوليوود الأمريكية كيم كادراشيان (يسار). يقارن الأفغان أريانا كثيرا بنجمة تلفزيون الواقع في هوليوود كيم كادراشيان.

ويُظهِر نجاح أريانا في أفغانستان وبين الأفغان المقيمين في الخارج مدى التغير الذي طرأ على معاملة النساء منذ أطاحت قوات بقيادة أمريكية بحكم طالبان. لكن الانتقادات التي تثيرها تبين مدى صعوبة تغيير بعض الآراء.

ولدت أريانا في كابول وفرت وهي في الثامنة من العمر مع أسرتها من الحرب الدائرة في البلاد وتوقفوا أولا في باكستان ثم سويسرا. وبعد رفض طلب اللجوء الذي قدمته الأسرة، لجأت إلى مُهرب لتصل إلى لندن واستقرت هناك.

تتنقل أريانا في مدينتها في سيارة مدرعة، لكنها تقيم في عزلة أغلب الوقت. وقالت: "في الواقع أنا سجينة في غرفتي... كل ما أفعله هو التنقل بين الغرفة وموقع التسجيل لأسجل العرض".

ونالت النساء الحق في العمل وبات بإمكان الفتيات الذهاب إلى المدرسة منذ سقوط حكومة طالبان. ويعد هذا تناقضا صارخا مقارنة بالحياة تحت حكم الإسلاميين المتشددين، إذ كانت النساء ممنوعات من الخروج دون قريب من الرجال أو وهن كاشفات وجوههن. وكان استخدام الآلات الموسيقية محظورا أيضا.

لكن لا تزال المناطق الريفية محافظة أكثر من المدن، ويعارض الكثيرون هناك ما ترتديه أريانا ومناداتها بحقوق النساء.

وقال لايق خان وحدت (26 عاما) المقيم في إقليم بكتيكا: "لا تتوافق الحفلات الغنائية التي تحييها أريانا سيد مع مجتمعنا والإسلام". وأضاف: "ارتداء مثل هذه الملابس يمكن أن يشجع على البغاء والفتنة".

وتزامنت أحدث زيارة تقوم بها أريانا لأفغانستان مع مباحثات سلام تجريها الولايات المتحدة مع حركة طالبان لإنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاما. ويثير احتمال إعادة دمج الحركة خوف المغنية.

وقالت: "حتى التفكير في الأمر مخيف جدا... لا أرغب في قبول أن هذا آخر حفل غنائي لي. أخشى إذا عادوا بنفس العقلية أن تُسلب حقوق النساء منهن مجددا". رويترز