نزوح 350 ألف سوري من إدلب في شهر ونصف بقصف روسي سوري وجماعات مسلحة موالية لإيران

الأمم المتحدة تقول إن السوريين يعيشون أوضاعا متردية. استمرار الحملة المدعومة من روسيا رغم وقف إطلاق النار رسميا.

قالت الأمم المتحدة يوم الخميس 16 يناير / كانون الثاني 2020 إن نحو 350 ألف سوري معظمهم نساء وأطفال نزحوا من إدلب منذ أوائل ديسمبر / كانون الأول 2019 إلى مناطق قرب حدود تركيا بسبب هجوم جديد مدعوم من روسيا على المحافظة التي تسيطر عليها المعارضة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في أحدث تقاريره إن الوضع الإنساني مستمر في التدهور نتيجة "تصاعد" الأعمال القتالية.

وقصفت طائرات روسية ومدفعية سورية بلدات وقرى في الأسابيع الأخيرة في إطار هجوم جديد تدعمه جماعات مسلحة موالية لإيران تهدف إلى إخلاء المنطقة من المعارضين.

وقال ديفيد سوانسون المتحدث الإقليمي للأمم المتحدة عن سوريا والمقيم في العاصمة الأردنية عمان لرويترز "هذه الموجة الأخيرة من النزوح تعقد الوضع الإنساني المتردي بالفعل على الأرض في إدلب".

واستأنفت الطائرات الروسية والسورية قصف مناطق مدنية في جيب المعارضة بعد يومين من البدء الرسمي يوم الأحد لوقف لإطلاق النار اتفقت عليه تركيا وروسيا.

وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن وزارة الدفاع نفت اليوم تقارير إعلامية عن أنها قصفت أهدافا مدنية في محافظة إدلب، قائلة إنها لم تنفذ أي طلعات جوية منذ تطبيق وقف إطلاق النار في التاسع من يناير / كانون الثاني 2020.

وقال سكان وعاملون في مجال الإنقاذ إن عشرات البلدات والقرى تحولت إلى أنقاض بسبب القصف الجوي المكثف المستمر منذ أسابيع.

ووفقا لوكالات الإغاثة الدولية، فقد تسببت الحملة التي تقودها روسيا في تدمير عشرات المستشفيات والمدارس.

وقالت كارين أبو زيد عضو لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم الحرب في سوريا للصحفيين في جنيف إن كثيرا من المدارس المدمرة والمغلقة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة تستخدم الآن أماكن إيواء للسكان الفارين من العنف.

ويقول مسؤولون من الأمم المتحدة إن الأزمة الإنسانية ازدادت سوءا مع نزوح آلاف المدنيين من إدلب إضافة إلى نحو 400 ألف فروا في موجات قتال سابقة إلى مخيمات قرب الحدود التركية.

وقال باولو بينيرو رئيس اللجنة للصحفيين يوم الخميس إن كثيرا من العائلات النازحة والتي تقيم الآن في مخيمات مؤقتة تواجه نفاد الغذاء والماء.

وتقول الأمم المتحدة إن أحدث هجوم جعل الحملة العسكرية المدعومة من روسيا أكثر قربا من مناطق ذات كثافة سكانية عالية في محافظة إدلب المحاصر بداخلها نحو ثلاثة ملايين شخص.

 

وقال عمال إنقاذ وسكان يوم الخميس إن طائرات سورية وروسية قصفت مدينة معرة النعمان المدمرة وهي إحدى المراكز الحضرية الرئيسية في المحافظة وتقع على طريق سريع رئيسي يسيطر عليه مسلحو

المعارضة.

ويتقدم الجيش السوري وجماعات مسلحة مدعومة من إيران صوب المدينة. وسوف تكون السيطرة عليها نصرا استراتيجيا في الحملة الحالية التي يتمثل هدفها أيضا في السيطرة على طرق تجارة رئيسية ذات أهمية قصوى للاقتصاد السوري المتداعي.

وقتل 21 مدنيا على الأقل أمس أربعاء في ضربات جوية مكثفة بينهم 19 شخصا لاقوا حتفهم عندما أسقطت قنابل على سوق مزدحمة في وسط مدينة إدلب. رويترز