أزمة ايطاليا السياسية: حكومة "أعداء الأمس" الجديدة وتهميش وزير الداخلية الشعبوي سالفيني؟

كلف الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا اليوم القائم بأعمال رئيس الوزراء، جوزيبي كونتي، بتشكيل حكومة ائتلافية جديدة تتكون من حركة "5-نجوم" الشعبوية والحزب الديمقراطي المعارض.

وحصل كونتي على تفويض جديد بتشكيل حكومة بعد نحو أسبوع فقط من استقالته في أعقاب قرار حزب الرابطة اليميني المتطرف الانسحاب من ائتلافه حركة "5-نجوم".

ويبدو أن الخطوة التي أقدم عليها ماتيو سالفيني، زعيم الرابطة الذي كان يريد إجراء انتخابات مبكرة للاستفادة من نجاح حزبه في الانتخابات الأوروبية، قد أتت بنتائج عكسية إذ تخلت حركة "5-نجوم" والحزب الديمقراطي عن رفضهما تشكيل حكومة بقيادة كونتي.

وقال كونتي بعد مغادرة القصر الرئاسي: "في الأيام المقبلة سأعود لرئيس الجمهورية... وأقدم مقترحاتي الخاصة بالوزراء".

وأضاف الأكاديمي، الذي ليس لديه انتماءات سياسية لكنه يعد مقربا لحركة "5-نجوم"، أن العمل على موازنة 2020 يمثل أولوية بالنسبة له.

وذكرت صحيفة "إل سول 24 أور" المالية أن الجانبين سيطلبان من الاتحاد الأوروبي في مسودة أولية للبرنامج السياسي للتحالف أن يكون مرنا بشأن عجز موازنة 2020 "لتعزيز التماسك الاجتماعي" في البلاد.

ويفرض الاتحاد الأوروبي قواعد الموازنة على أعضائه بهدف ضمان الاستقرار المالي فيه، وعلاقاته مع إيطاليا متوترة في ظل الإدارة الحالية وقال سالفيني إن قواعد الاتحاد تسببت في إفقار الإيطاليين.

وأدى احتمال تشكيل إدارة جديدة بقيادة كونتي إلى انتعاش الأسواق التي تراهن على حكومة تتمتع بالحصافة المالية وتتجنب المواجهة مع أوروبا.

غير أن اتفاق التحالف لم يصبح نهائيا ولا يزال يتعين على التحالف المقبل أن يتفق على برنامج سياسي مشترك وفريق الوزراء.

"حكومة تغيير تعطي الكلمة لإيطاليا الجميلة، تلك التي يغلب فيه الأمل على الخوف، والتفهم على الأحقاد، والوفاق على الحقد".

وقال كونتي إنه سوف يسلم الرئيس مسودة قائمة بوزراء الحكومة "خلال أيام  قليلة". وإذا ما سارت الأمور على نحو جيد، سيشارك في مراسم تأدية حكومته الجديدة اليمين الدستوري، يليه تصويت برلماني بالثقة على السلطة التنفيذية الجديدة.

وقال للصحفيين في بيان إنها سوف تكون "حكومة تغيير".  وأضاف: "إنه وقت بدء موسم جديد، موسم جديد رائع للإصلاحات وللاستئناف وللأمل ولتقديم بعض الأجوبة للبلاد وأيضا بعض اليقين". 

ومن المتوقع أن تكون حكومته الجديدة أكثر ودا تجاه الاتحاد الأوروبي وتتخذ خطا أكثر اعتدالا بشأن الهجرة من الحكومة المنتهية ولايتها، والتي كان لسالفيني تأثيرا كبيرا عليها. (أ.ف.ب، د.ب.أ)

 

اقرأ/ي أيضًا

النزعة الشعبوية...العنصر المهدد لمستقبل أوروبا

المراهقون - الشريحة "الأجمل والأخطر" في أوساط اللاجئين

قبل الانتخابات الأوروبية قادة أوروبا يحشدون ضد "تيارات شعبوية متواطئة مع بوتين تريد تدمير أوروبا"

بين البوسنة وكرواتيا تخبو أحلام المهاجرين الوردية