محمد أبو رمان باحث في مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية، ومتخصص في شؤون الفكر الإسلامي والإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي في العالم العربي. من كتبه "السلفيون والربيع العربي"و" الإصلاح السياسي في الفكر الإسلامي"و "الحل الإسلامي في الأردن" و"الإسلاميون والدين والثورة في سورية

أسباب صعود تنظيم "الدولة الإسلامية"
داعش: لماذا نجحت الرواية الأخرى؟

ما هي الرواية الأخرى، التي يقدّمها داعش، فتقنع عشرات الآلاف ممن ذهبوا إلى أحضان التنظيم في الرقّة والموصل، وربما أضعافهم في بلدانهم ممن يؤيدون التنظيم، فتهزم بسهولة كل الروايات الرسمية والغربية والعربية؟ ومن من يريد أن يفتش عن أسباب صعود داعش في مناهج التربية، وفي خطب يوم الجمعة، أو في النصوص التراثية، فهو يغمّس خارج الصحن.

لم ينشأ إسماعيل عمر مصطفاي، أو الشقيقان إبراهيم وصلاح عبدالسلام، أو حتى من اعتُبر العقل المدبر لأحداث التفجيرات في باريس، الأسبوع الماضي، عبدالحميد أباعود (وقُتل في أثناء مداهمة شقة في ضواحي باريس لاحقاً)، ولا شركاؤهم في تلك التفجيرات، بلال حدفي وسامي أميمور، في مدارس عربية قد تكون تدرّس، كما يرى نفر من المثقفين العرب، التعصب، ولا تشجع التسامح الديني، ولم يتربّوا في أكناف حركات أصولية منذ الصغر!

هم من الجيل الثاني، تقريباً، من المهاجرين من شمال إفريقيا إلى أوروبا، وبعضهم عاش في عائلات فقيرة، يعاني من البطالة، وبعضهم الآخر يعتبر من عائلات الطبقة الوسطى، مثل عبدالحميد أبا عود، لكنّهم جميعاً ترعرعوا ونشأوا في أحياء للجاليات العربية، التي فشلت السلطات الفرنسية والبلجيكية في عملية إدماجها ضمن النظام السياسي الجديد.

من يريد أن يفتش عن أسباب صعود داعش في مناهج التربية، وفي خطب يوم الجمعة، أو في النصوص التراثية، فهو يغمّس خارج الصحن، ويدرس في كتاب آخر غير المطلوب، فهذه النصوص والمناهج والخطب والخطابات ما هي إلا عوامل مساعدة، يوظّفها قادة التنظيم ومنظّروه لتبرير منهجهم ومواقفهم، أو يستعينون بما يناسبهم منها، لكن السبب الجوهري والحقيقي يتمثل في الشروط الواقعية والموضوعية، سواء في العالم العربي والإسلامي، حيث الاستبداد والفساد والفشل المركوب على فشل في التنمية والعدالة والإدماج السياسي والثقافي والاقتصادي للأجيال الصاعدة، أو حتى في حي مولينبيك في بلجيكيا، حيث تصل نسبة البطالة في أوساط الشباب إلى 40%، أو في ضواحي باريس، في الشروط الثقافية، الاقتصادية- الاجتماعية والسياسية نفسها.

كتاب: "أنا سلفي" صدر باللغة الألمانية أيضا. "من يريد أن يفتش عن أسباب صعود داعش في مناهج التربية، وفي خطب يوم الجمعة، أو في النصوص التراثية، فهو يغمّس خارج الصح".
كتاب: "أنا سلفي" صدر باللغة الألمانية أيضا. "من يريد أن يفتش عن أسباب صعود داعش في مناهج التربية، وفي خطب يوم الجمعة، أو في النصوص التراثية، فهو يغمّس خارج الصح".

صعوبة فهم الظاهرة الداعشية

المشكلة أنّ جهود مكافحة الإرهاب، على مختلف المستويات، الدولية أو الإقليمية، أو حتى المحلية، لم تصل بعد إلى هذه القراءة المطلوبة، أو وصلت إليها نظرياً، لكنّها عملياً لا تزال تعتمد على الأساليب الأمنية التقليدية، حتى تلك الأوروبية والغربية. فمنذ صعود هذا التنظيم، والجهود متمركزة على ضربه عسكرياً عبر الجو، أو دعم المليشيات المحلية المناوئة له، مثل الحشد الشعبي والأكراد، وحتى الفصائل السنية الأخرى الضعيفة، ودولياً وإقليمياً التركيز على مكافحة التمويل والملاحقة الأمنية للأفراد المتأثرين به، والتعامل مع العائدين.

بعد التفجيرات في كل من باريس والطائرة الروسية فوق سيناء، أو حتى تفجيرات الضاحية الجنوبية، عاد الحديث إلى مناقشة التقصير الأمني والثغرات وتبادل الاتهام وإلقاء المسؤولية بين الحكومات والدول. لكن، لم يتجاوز سياسيون كثيرون تلك المربعات إلى طرح السؤال الأكثر عمقاً وأهمية: لماذا يستطيع خطاب عدمي، مثل هذا الذي يقدمه الداعشيون، مسكون بالانتقام والدماء والعنف، أن يقفز على كل الدعايات المضادة والماكينة الإعلامية الجبارة والجهود الدولية المكثفة والظروف المعاكسة، فيصل إلى نسبةٍ كبيرة من الشباب المسلم في العالم العربي والإسلامي، بما يتجاوز قدرة أي تنظيم إسلامي، وربما غير إسلامي، سابق؟

ما هي الرواية الأخرى، التي يقدّمها داعش، فتقنع عشرات الآلاف ممن ذهبوا إلى أحضان التنظيم في الرقّة والموصل، وربما أضعافهم في بلدانهم ممن يؤيدون التنظيم، فتهزم بسهولة كل الروايات الرسمية والغربية والعربية؟ ما هي تلك الرواية التي تدفع أعداداً كبيرة من الشباب الخليجيين الأثرياء، أو الفرنسيين، الذين يعيشون في أرقى الدول في العالم، وقد تربوا في المدارس العلمانية، وكذلك الحال في ألمانيا وبلجيكا إلى القبول بوضع حزام ناسف، أو عبوات متفجرة، وإلقاء أنفسهم في عمليات انتحارية تنهي حياتهم.

هل توقفتم عند أعمار مجموعة باريس على الأقل، أولئك الذين قلبوا العالم في ساعات محدودة، أكبرهم عمره 31 عاماً، أما العقل المدبر (أباعود) المفترض، فلا يتجاوز الـ28 عاماً. هذه الأسئلة في تقديري التي تحتاج إلى تفكير ونقاش عميق، وأن يتم ربطها بالجهود الأمنية الدولية والإقليمية غير الناجعة، إلى الآن، في مواجهة صعود هذا التنظيم، أو الاتجاه الأيديولوجي المؤيد له، في دول كثيرة.

ثمّة فجوة، اليوم، بين ما طوّره هذا التنظيم وأتباعه من أدوات وخطاب ومفاهيم جديدة، اخترقت شرائح اجتماعية في الشرق والغرب، والنظريات الأمنية المتّبعة التي لم تصل بعد إلى ملاحقة الجيل الداعشي الجديد في أفكاره، وقراءة كيف يفكّرون؟ وما هي الخطوات الحالية والمقبلة؟ وكيف يمكن تجاوز هذا القطار للعمل على إيقافه، بدلاً من اللحاق الفاشل به دائماً؟.

محمد أبو رمان باحث في مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية، ومتخصص في شؤون الفكر الإسلامي والإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي في العالم العربي. من كتبه "السلفيون والربيع العربي"و" الإصلاح السياسي في الفكر الإسلامي"و "الحل الإسلامي في الأردن" و"الإسلاميون والدين والثورة في سورية
محمد أبو رمان باحث في مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية، ومتخصص في شؤون الفكر الإسلامي والإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي في العالم العربي. من كتبه "السلفيون والربيع العربي"و" الإصلاح السياسي في الفكر الإسلامي"و "الحل الإسلامي في الأردن" و"الإسلاميون والدين والثورة في سورية

خروقات أمنية

من المهم الإجابة عن سؤال: كيف استطاع عبد الحميد أباعود العودة إلى بلجيكا، وتجاوز المطارات والتفتيش الأمني، على الرغم من أنّه مطلوب؟ أو معرفة لماذا لم تقرأ التحذيرات الأميركية والغربية بحذر واهتمام من الأجهزة الأمنية الأوروبية؟ أو كيف حدث الاختراق الأمني في مطار شرم الشيخ، فأدى إلى إسقاط الطائرة الروسية؟. لكن، قبل ذلك من المهم أكثر طرح السؤال: لماذا أصبح عبد الحميد أباعود وصلاح وإبراهيم وحسناء بولحسن، وجميعهم لم يكونوا قبل أعوام متدينين، أتباعاً مخلصين لداعش؟ هل هي فقط الرسالة الإعلامية عبر مواقع الجهاديين أم اللغة الفرنسية المسستخدمة؟ أم هي الشروط التي صنعت منهم مرشّحين جاهزين لهذا التحول التراجيدي الجذري؟

في الأردن، مثلاً، من المفترض أن تطرح الأسئلة نفسها عن حالة النقيب أنور السعد، الذي قتل المدربين الأميركيين في مركز تدريب للشرطة في الموقر، وهو الأمر الذي حاولت الحكومة الأردنية فصله تماماً عن موضوع داعش، على الرغم من أنّ المؤشرات تظهر بوضوح تأثره، في الآونة الأخيرة، بأفكار التيار المؤيد لداعش، حتى وإن لم يكن قام بالعمل جرّاء اتصال أو تخطيط مركزي مع التنظيم، فإنّه نفّذه التزاماً بأجندتهم وخطابهم، وذكره العدد الأخير لمجلة دابق، بوصفه ذئباً منفرداً.

بالعودة إلى المربع الأول في موضوع الحرب على الإرهاب، فإنّ السؤال المطروح: بعد أكثر من عام على إعلان الحرب على داعش، وأكثر من 14 عاماً على أحداث "11 سبتمبر" هو: ما الذي حدث خطأ في هذه الاستراتيجيات والمواجهات، طالما أنّ الفكر ومؤيديه في ازدياد وانتشار، وأعدادهم تتضاعف في العالم؟ الجواب: يتم التعامل مع المخرجات، لا مع المدخلات، مع النتائج، وليس مع الشروط، فلو فرضنا جدلاً أن الضربات الجوية أدت إلى محو الرقة وآلاف الداعشيين من الوجود في سورية والعراق، كما يطالب، اليوم، خبراء أمنيون غربيون، فهل سينهي ذلك المشكلة، أم سيؤدي إلى تعقيدها، وإخراج لنا، من رحم هذه الظروف، ما هو أكثر قسوة وحدّة وعدمية من الثقافة الداعشية؟

 

محمد أبو رمان

حقوق النشر: محمد أبو رمان 2016

موقع قنطرة ينشر المقال بالاتفاق مع الكاتب.  

باحث في مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية، ومتخصص في شؤون الفكر الإسلامي والإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي في العالم العربي. من كتبه "السلفيون والربيع العربي"و" الإصلاح السياسي في الفكر الإسلامي"و "الحل الإسلامي في الأردن" و"الإسلاميون والدين والثورة في سورية

اقرأ أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة

تعليقات القراء على مقال : داعش: لماذا نجحت الرواية الأخرى؟

المقال وعنوان المقال المثير للجدل هو الذي شدني للكتابة والرد على ما كتبه السيد محمد ابو رمان مع كل الاحترام لك والتقدير لجهوده : 1- إن تنظيم داعش لم يعصد الى الان وليس لديه مقومات الدولة على الرغم من سيطرته على 40% من مساحة العراق وسوريا ويتحكم في رقاب اكثر من 8 ملايين عراقي وسوري وتحكمه بثلث بترول وكبيرت ومعادن العراق وكل بترول سوريا
2- لا يجوز التعميم على أسباب ظهور داعش لان لكل حالة سببها الخاص بها وانا اذكر لكم الأسباب الموضوعية في ذلك , فمثلا انتماء اهل الموصل الى داعش او تاييدهم له او سكوتهم على افعاله هو لما كانوا يعانوه من القتل والارهاب الذي يمارسه نظام الحكم في بغداد ضد كل من لا يتفق معه سواء كان شيعي او سني او مسيحي او يزيدي او تركماني وهناك وقائع وارقام ومستندات تؤيد قيام ذلك النظام بعمليات التطهير العرقي المبرمج والمنظم للتفرة من 2003 والى تاريخ كتابة هذا المقال والشكل العام الذي يراه الاغلبية السنية المسلمية في الموصل هو انهم تحت اضطهاد شيعي لكن الحقيقة هي اضطهاد نظام طائفي ضد كل من يعارضه ويجب تشكيل محاكم متخصصة لمحاكمة ذلك النظام على جرائم الابادة التي يمارسها بحق جميع اطياف الشعب العراقي . اما في سوريا فان الحالة مشابهة فللخروج من اضطهاد الاقلية العلوية للسكان بشكل عام وللسنة بشكل خاص في سوريا هي التي دعت السوريين الى تاييد او السكوت على ما يقوم بع داعش , اما التحاق الشباب المسلم في اوروبا الى داعش فله اسباب عدة منها الفراغ الروحي والفشل في الحياة والمخدرات والبطالة وحب المغامرة والتاثر بالاخبار التي تقوم وسائل الاعلام بتضخيمها وبثها على الناس . 2- ان ما يقوم به داعش وما يبثه من افكار هي مجموعة من المغالطات والقراءات الخاطئة للدين جذورها التي كانت سببا في تفريخ تلك المنظمات والافكار هي الوهابية التي انجبت الاخوان المسلمين والذين انجبوا تنظيم القاعدة الذي انجب داعش وسوف يتم انجاب تنظيم اكثر وحشية من داعش قريبا لو لم نعالج اسباب ظهور داعش قريبا 3- مصدر اخر لداعش هو الاحباطات التي تسود الشارع العربي ومنها مشكلة فلسطين حيث يؤيد غالبية الفلسطينيين في كل انحاء العالم اي تنظيم جديد قد يكون له دور في حل مشكلته ولولا قوة النظام في الاردن وحكمة القيادة الهاشمية لاصبحت الاردن الان تعرف بولاية الاردن . ان الخروج من كابوس داعش يجب ان يبدا بتفسير اسباب ظهور هولاء الجهلة الذين احتلوا اجزاء من العراق وسوريا ووصلوا الى ليبيا وحل تلك المشاكل فورا لايقاف تدفق المزيد من الجهلة الى تنظيم داعش وامتصاص غضب الشارع العربي . يجب محاسبة النظام الطائفي في بغداد عن جرائمه ويجب محاسبة النظام الطائفي في سوريا كذلك ويجب ايجاد حل لمشكلة اندماج العرب في فرنسا وبلجيكا وايجاد حل لموضوع البطالة هناك ايضا ويجب ايجاد حل للمشكلة الفلسطينية واذا لم نجد حلولا لكل تلك المشاكل فاننا سنفقد السيطرة على العالم بكامله ويجب ان يتذكر الجميع بان لكل فعل رد فعل يساوية بالقوة ويعاكسه بالاتجاه . الانظمة العربية الدكتاورية لها دور كبير ايضا في ظهور داعش لذلك علينا ان نجد حلولا لها ويجب ان نتذكر باننا اليوم نعيش في قرية كبيرة واحدة وان امن اي بلد هو امن الجميع وان رفاهية اي بلد هي رفاهية الجميع وان الدكتاتورية ستنعكس على الجميع , من كان يصدق قبل سنة من الان ان مليون ونسف المليون لاجيء سيصلون الى اوربا ؟ ومن يصدق ان الدكتاتورية الرهيبة التي كان يسير عليها نظام الدكتاتور بن علي سيؤدي الى سقوطه وانه سيفجر كل تلك الثورات التي اطاحت به وبالقذافي وعلي عبد الله صالح وحسني مبارك وبتلك السرعة ؟ يجب ان نفكر بحلول حقيقية لمشكلة داعش وليس ان ندور حول المشكلة ونتكلم بامور ليس لها علاقة باساس المشكلة لقد اصبحت الصورة واضحة المعالم اليوم ولا يخفى على احد ان الافكار المتطرفة والكتب التي تملء المكتبات التي كتبها عتات المتطرفية من الاخوان المسلمين والمناهج الدراسية التي تنشر الكراهية ( الى هذه اللحظة يتم تدريس مادة اسمها فقه الجهاد في جامعة الازهر ) وخطب الجمعة المليئة بالسموم هي التي تنشر افكار داعش ولو فتش اي واحد منا عن داعش فسوف يجده في بيته من خلال كتاب او فكرة او زي ملابس مبتدع او اسلوب تعامل . اتمنى ان تصل افكاري للجميع وبارك الله بموقع قنطرة وجميع العاملين فيه والذي اصبح مصدرا للنور والحقيقة

بسام شكري08.02.2016 | 10:47 Uhr

Den Artikel von Hr. Bassam Shukri finde ich sehr gut und die Informationen die er auffuehrt sagen sehr viel. Ich wuerde mir wuenschen das Hr. Shukri sein Wissen zum Thema Terrorgruppen bei den entsprechenden Stellen einfliessen lassen koennte und dort Anerkennung findet.

Marc12.02.2016 | 17:17 Uhr

موضوع المقالة جيد بصورة عامة و لو انه يعطي صورة باهتة و لا اريد ان اقول قاصرة عن حقيقة نجاح داعش في كسب و تجنيد الالاف المولفة من المسلمين الذين يحلمون بسراب الدولة الاسلامية فالسيد محمد ابو رمان شرح الموضوع و هو ينظر اليه من بعيد و الظاهر انه كون الصورة التي قدمها للقراء من خلال ما سمع او قرأ و ليس من خلال معايشة الواقع الحقيقي لمعرفة الاسباب الحقيقية التي تدفع بالشباب المسلم المغرر بهم في احضان داعش و بحكم اني من اهل العراق و نحن عايشنا الظروف التي قادت لوصول الحال الى ماهو عليه الان فاعتقد ان الرد الذي تفضل به السيد بسام شكري و يقترب كثيرا من الواقع الذي عرفناه و عايشناه فحقيقة ان الشحن الطائفي و فساد الحكومات المتعاقبة في العراق و زج الالاف من الشباب في السجون جعلهم يخالطون الارهابيون الحقيقيون و بدل ان يخرج هولاء الشباب كافراد صالحين يفيدون و يخدمون مجتمعهم صار العكس اصبحوا ارهابيون و تكونت النواة الاولى لداعش فبعد هروب الكثير من الارهابيين من السجون العراقية و فرارهم الى سوريا و استقطاب كل من له توجه ارهابي من الدول العربية و خصوصا الخليجية و دول الربيع العربي فاصبحت سوريا قبلتهم التي يتوجهون اليها بتشجيع من حكوماتهم التي تريد التخلص منهم و ارسالهم الى المحرقة الكبرى بالاضافة الى الكتب التي تدرس في المناهج التعليمية و في مختلف المراحل التي تزرع تكفير المخالف مهما كانت درجة هذا الاختلاف فوصل الامر الى تكفير اكثر من 90% من المسلمين و لهذا نجد داعش تقتل و تستحل دم كل من يخالفهم في ابسط الامور ....

ماجد الجنابي / اسطنبول -تركيا

ماجد الجنابي 14.02.2016 | 14:43 Uhr

الاستاذ ماجد الجنابي
شكرا على تعليقك واتمنى ان تكون كل جهودنا من اجل فضح تلك التنظيمات الارهابية ومعالجة اسباب انتشارها في الدول العربية والاسلامية واما في اوربا فان تلك التنظيما تمتلك شرعية قانونية في بعض الدول ولها مكاتبها الرسمية ومعترف بها كجزء من التنظيمات الدينية والفكرية والمشكلة الكبرى والخطيرة في بعض البلدان الاوربية فان تلك التنظيمات المتطرفة تسيطر على الكثير من وسائل الاعلام الناطقة بالعربية بحيث لا يتمكن التيار الاسلامي المعتدل العمل او الوصول الى وسائل الاعلام تلك وتبقى التنظيمات المتطرفة هي الناطق الوحيد باسم الاسلام ومن جانب اخر فان تلك التنظيمات تعطي صورة خاطئة عن الاسلام المتسامح الحقيقي وانا اتوقع موجه هائلة من التطرف ستبدا في اوربا ما ان تنتهي قوة التطرف في العالم العربي والاسلامي وسوف تبدا حروب دينية سنعرف بدايتها ولا نعرف نهايتها وساذكركم بذلك ليس ببعيد وانما خلال هذه السنة . اذا انتهى تنظيم داعش في العراق وسوريا فان النار سوف تشتعل في اوربا للاسباب التي ذكرتها اضافة الى عودة من كان يقاتل بين صفوف داعش الى اوروبا وليس له اهتمام سوى العنف والتطرف . المسؤولية الكبيرة الان تقع على عاتق المثقفين العرب والمسلمين لاخذ زمام المبادرة لايقاف التطرف الذي اخذ الشرعية الرسمية والقانونية في اوربا ولا نستغرب عندما نرى الى جانب النازيين الجدد الارهابيين المسلمين الدواعش وهم يجلسون في مقاعد البرلمان . ان كلامي هذا ليس من باب التنبوء وانما من خلال قراءة الواقع الاسلامي في اوربا. ليحفظ الله الجميع

بسام شكري16.02.2016 | 16:06 Uhr