أمريكا تجدد استعدادها للتفاوض بلا شروط مع إيران وتعرض على طهران إمكانية التطبيع الكامل للعلاقات

اتهمت الولايات المتحدة إيران بمحاولة "ابتزاز" أموال من المجتمع الدولي من خلال انتهاك الاتفاق النووي المبرم عام 2015. جاء هذا الاتهام على لسان سفيرة واشنطن لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب أنشطة إيران النووية بموجب الاتفاق الهش. 

وقالت السفيرة جاكي والكوت لمجلس محافظي الوكالة، الذي يضم 35 دولة، في فيينا: "لا يوجد سبب موثوق لإيران لتوسيع برنامجها النووي، ولا توجد طريقة لقراءة هذا غير أنه محاولة فظة وواضحة لابتزاز دفعات مالية من المجتمع الدولي".  

وكانت السفيرة تشير إلى تقليص إيران لالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق، ردا على العقوبات الاقتصادية الأمريكية الصارمة. ويتعلق التقليص حتى الآن برفع تخصيب اليورانيوم فوق المستوى المنصوص عليه في الاتفاق، وكذلك زيادة المخزون من اليورانيوم المنخفض التخصيب فوق الكمية المسموحة.

وتوعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددا يوم الأربعاء 10 / 07 / 2019 بزيادة العقوبات على إيران "قريبا"، في أحدث تهديداته لطهران. وزعم ترامب أيضا في تغريدة أن إيران تخصب سرا اليورانيوم، دون أن يقدم دليلا على ذلك.

وأضاف الرئيس في التغريدة: "إيران تقوم بالتخصيب سرا في انتهاك تام للاتفاق الذي وضعه جون كيري (وزير الخارجية الأمريكي الاسبق) وإدارة أوباما والذي تبلغ قيمته 150 مليار دولار. وتذكروا أن هذا الاتفاق ستنقضي مدته في خلال سنوات قليلة. وقريبا سوف يتم زيادة العقوبات بشكل كبير".

وفي فيينا، أكدت والكوت مجددا أن واشنطن "مستعدة للمفاوضات بدون شروط مسبقة" ودعت طهران إلى التراجع عن الانتهاكات الأخيرة. وأضافت: "نعرض على إيران إمكانية التطبيع الكامل للعلاقات".    

إلا أن إيران رفضت عرض أمريكا الخاص بإعادة التفاوض حول الاتفاق النووي والذي يحمل اسم "خطة العمل المشتركة الشاملة". 

وتهدف إيران من خفض التزاماتها إلى الضغط على الدول الأوروبية لتعزيز جهودها لمساعدة إيران على تخطي أثر العقوبات.

وأعربت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي أمس عن "بالغ القلق" من أنشطة التخصيب الإيرانية، وحثوا طهران على الرجوع عن إجراءات تقليص الالتزامات "دون تأخير".

كما طالبوا بعقد اجتماع عاجل للأطراف المتبقية في الاتفاق النووي.وتلقى الرئيس الإيراني اليوم خطابا بشأن النزاع النووي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لدائرة الرئاسة في ايران بأن الرئيس روحاني أثنى خلال استقباله مستشار رئيس جمهورية فرنسا للشؤون الدبلوماسية إيمانويل بون، على جهود ماكرون والرسالة التي بعث بها إليه، قائلا: "لقد أبقت إيران على مسار الدبلوماسية مفتوحا تماما ونتمنى أن يغتنم الجانبان هذه الفرصة بشكل جيد لنصل الى المستوى المنشود، أي التنفيذ الكامل للاتفاق النووي".

وأضاف أن هدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية يكمن في تنفيذ التعهدات المنصوص عليها ضمن الاتفاق النووي على نحو تام من قبل طرفي الاتفاق، وإذا ما التزم الجانبان بهذه التعهدات، ستتخذ إيران خطوات جديدة في سياق اكمال تعهداتها أيضا". (د ب أ)