أوروبا تتخلى عن حقوق اللاجئين وتحصّن قلعتها

لم يكن الاجتماع الأوروبي في بروكسل الأحد قمة لإنقاذ المستشارة انغيلا ميركل، لكن الاجتماع أظهر توجها واضحا لدى الزعماء يتمثل في إبعاد المهاجرين عن القارة العجوز، مضحين بذلك بالقوانين والإنسانية، حسب رأي بربارا فيزل.

هل بإمكان المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بعد القمة حول الهجرة في بروكسيل عرض حل على حليفها الحكومي هورست زيهوفر حول إمكانية إعادة اللاجئين إلى إيطاليا؟ الجواب هو كلا. فإذا أرادت تحقيق شيء على هذه الجبهة، فوجب عليها إيجاد حل ثنائي. ونظرا للحكومة الجديدة الواثقة من نفسها في روما ليس بوسعنا إلا أن نتمنى لها كل الحظ.

أكثر من رئيس حكومة أوروبي أعلن عقب المحادثات في بروكسيل أن الاجتماع برمته ليس تظاهرة لإنقاذ السيدة ميركل. لكنهم استغلوا الفرصة لمنع تحول قانوني في سياسة الهجرة.

تأمين أفضل للحدود الخارجية

الجدل حول تأمين أفضل للحدود الخارجية هو منذ مدة جزء من مكونات النقاش حول الهجرة. لكن حدود الاتحاد الأوروبي البرية القليلة في اتجاه الجنوب هي في الحقيقة مؤمنة بصفة جيدة. ويمكن الرفع هنا من مستوى الأسلاك الشائكة ونشر حراس أكثر على الحدود. ويمكن دفع المزيد من المال لبلدان أعضاء كي تقوي جهودها. وتريد مفوضية الاتحاد الأوروبي تعيين 10.000 حارس حدودي لإثارة الانطباع بأن أوروبا محصنة جيدا. وإلى حد الآن يوجد عدد قليل من الدول المتطوعة لتوفير الموظفين والمال.

ويتعلق الأمر في الحقيقة بإغلاق الطريق البحري عبر البحر المتوسط. وإيطاليا طلبت بسفن دوريات إضافية لبلدان أخرى من الاتحاد الأوروبي وتعني بذلك بوجه خاص فرنسا المطلة على البحر المتوسط. والرئيس ماكرون يدعم مبدئيا الحكومة في روما في عدم الرغبة في انتشال اللاجئين من المياه أمام الشواطئ الليبية. فقوى خفر السواحل هناك هي التي يجب أن تتولى المسؤولية عن ذلك وتتلقى في المقابل مزيدا من التجهيزات والأموال.