تونس: مرشحة حزب النهضة سعاد عبد الرحيم أول رئيسة لبلدية العاصمة التونسية

انتخبت سعاد عبد الرحيم، التي تصدرت لائحة حزب النهضة الاسلامي في الانتخابات البلدية اليوم رئيسة لبلدية العاصمة التونسية، لتصبح اول امرأة تتولى هذا المنصب.

أصبحت مرشحة حزب النهضة الإسلامي، سعاد عبد الرحيم، أول امرأة تونسية تفوز بمنصب رئيس بلدية تونس بعد تفوقها الثلاثاء 3 تموز/يوليو في الانتخابات على مرشح حركة نداء تونس.

وانتخبت عبد الرحيم، العضو في المكتب السياسي لحزب النهضة وتعرف عن نفسها بأنها مستقلة من قبل اعضاء المجلس البلدي الجديد ب26 صوتا مقابل 22 لخصمها الرئيسي كامل ايدير، المسؤول المحلي في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي والأول على لائحة حزب نداء تونس، الذي أسسه الرئيس الباجي قائد السبسي والحليف الحالي للنهضة على المستوى الوطني.

وانتخبت سعاد عبد الرحيم في دورة ثانية قاطعها بعض نواب اليسار والوسط الذين رفضوا التصويت لأي من حزبي النهضة ونداء تونس.

أول "شيخ" لتونس العاصمة

ويعد منصب "مشيخة" تونس - بحسب التسمية التاريخية - من أرقى المناصب السياسية على مستوى البلديات لعراقة بلدية تونس التي تأسست منذ عام 1858.

وكتب راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة على حسابه في تويتر بأن سعاد عبد الرحيم هي أول امرأة في تونس تفوز بهذا المنصب منذ تأسيسه.

 

 

وحل حزب النهضة الاسلامي المتحالف حاليا مع حزب نداء تونس على المستوى الوطني في الطليعة في عدد من البلديات في الانتخابات البلدية التي جرت في السادس من ايار/مايو وكانت الاولى منذ ثورة 2011.

وفي صفاقس ثاني مدن البلاد والمركز الاقتصادي الكبير، انتخب احد المقربين من النهضة رئيسا للبلدية في نهاية حزيران/يونيو.

وفي العاصمة جاء في الطليعة بدون ان يحقق أغلبية وحصل على 21 مقعدا من أصل ستين في اقتراع شهد نسبة امتناع كبيرة خصوصا من قبل الشباب تغذيها الصعوبات الاقتصادية المستمرة وغياب الثقة في النخب.

وعل مستوى البلاد فازت لوائح المستقلين بالعدد الاكبر من المقاعد وحصلت على 2367 منها في 350 بلدية، اي نحو 32,9 بالمئة من المقاعد.

سياسية محبوبة ساهمت في كتابة الدستور التونسي

سعاد عبد الرحيم التي تتمتع بشعبية كبيرة لدى قاعدة النهضة، واكبت الحزب منذ فترة طويلة. وكانت ناشطة خلال سنوات دراستها الجامعية وعضوا في تكتل النهضة في المجلس الوطني التأسيسي من 2011 الى 2014 قبل أن تختفي من المشهد السياسي تماما حتى الانتخابات البلدية.

وعلى غرار حزب النهضة نفسه، ترفض عيد الرحيم تعريفه بـ"الإسلامي" وتقدم نفسها على أنها "مستقلة" داخل حزب يحرص على تقديم صورة "المسلم الديموقراطي" وتحول في منتصف 2016 الى حزب "مدني مرجعيته اسلامية" يعمل للفصل بين السياسي والديني.

وقالت سعاد عبد الرحيم بعد انتخابها إن "أول الملفات سنتناولها مع المجلس البلدي هي جمالية مدينة تونس".

وتعاني العاصمة التونسية من مشكلة ادارة النفايات التي تفاقمت مع الانتفاضة التي اطاحت في 2011 نظام الرئيس زين العابدين بن علي.

من جهة أخرى، تشكل هذه الانتخابات بداية تطبيق اللامركزية في تونس حيث لم تكن المجالس البلدية مستقلة بل مرتبطة بإدارة مركزية تعتمد على المحسوبية في معظم الاحيان. ومنذ ثورة 2011، اصبحت تديرها مندوبيات خاصة ادارتها فاشلة.

وأصبحت سعاد عبد الرحيم، التي ينبغي ان تتخلى عن شركتها لتولي منصبها بموجب القانونأ أول "شيخ للمدينة" وهو اللقب الذكوري الذي يطلق على رئيس بلدية العاصمة، لأنه يقوم بمهام محددة خلال بعض الحفلات الدينية.

وعلى غرار عبد الرحيم تولت نساء عديدات مناصب محلية بموجب قانون صارم جدا حول المساواة. وقالت الهيئة الانتخابية المستقلة إن 47 بالمئة من اعضاء المجالس البلدية المنتخبين من النساء اللواتي احتلت 573 منهن المراتب الاولى على اللوائح .

وما زالت المجالس البلدية في طور التشكل، لكن عدد النساء اللواتي سيشغلن مناصب رؤساء بلديات قد يكون مرتفعا نسبيا، كما يقول المراقبون. (أ.ف.ب، د.ب.أ)