أيقونة احتجاجات السودان "ملقبة بِـ كنداكة أي الملكة النوبية": دور المرأة في الحراك جزء من تاريخنا

أكدت امرأة سودانية تحولت إلى أيقونة انتشرت صورها عبر الإنترنت بعدما قادت الهتافات خلال التظاهرات التي خرجت في الخرطوم أن النساء يشكّلن حجر الأساس في الانتفاضة ضد حكم الرئيس عمر البشير.

وقالت آلاء صلاح لوكالة فرانس برس بعد يومين من انتشار تسجيلات مصورة أظهرتها وهي تقف على سيارة تقود الحشود خارج مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم "المرأة السودانية دوما هي فاعلة في المجتمع السوداني وتهتم بقضاياه وتطالب بحق شعبها وحقوقها كامرأة". وقالت: "هذا جزء من تاريخنا". مضيفةً: "في مملكة مروي القديمة كانت السيدات ملكات ويطلق عليهن اسم +كنداكة+ وهو ما يستخدم الآن للنساء في هذا الحراك".

وتظهر التسجيلات المصورة آلاء صلاح، التي لقبت عبر الإنترنت بـ"كنداكة" أي الملكة النوبية، واقفة على ظهر سيارة ومرتدية ثوبا طويلا باللون الأبيض وهي تغني وتحفّز الحشود بينما يعكس قرطاها الذهبيان ضوء كاميرات الهواتف النقالة المحيطة بها.

وقالت طالبة الهندسة المعمارية في "جامعة السودان العالمية": "أنا فخورة بالمشاركة وثورتنا لا بد أن تنتصر لأنها ثورة من أجل حقوق شعبنا في الصحة والتعليم والحياة الكريمة".

وعلى حسابها في موقع "تويتر"، شكرت الجميع "من أعماق قلبها" مؤكدة أن "الكفاح لتكون السودان ديموقراطية ومزدهرة متواصل".

وكتبت في تغريدة "أردت الصعود إلى ظهر السيارة ومخاطبة الناس (...) والتحدث ضد العنصرية والقبلية بجميع أشكالها والتي تؤثر على الجميع في كافة مناحي الحياة". وأضافت: "أردت التحدث نيابة عن الشباب وأن أخرج إلى العلن للقول إن السودان للجميع". 

ولعبت النساء دورا كبيرا في التظاهرات المتواصلة خارج مقر القيادة العامة للجيش. وأكدت آلاء صلاح أنها تشارك في التظاهرات منذ بدأت في 19 كانون الأول/ديسمبر 2018 ردا على قرار الحكومة رفع أسعار الخبز بثلاثة أضعاف.

 

وسرعان ما تحولت التظاهرات إلى حركة احتجاجية في كافة أنحاء البلاد. ويفيد مسؤولون أن 49 شخصا قتلوا في أعمال عنف على صلة بالحركة الاحتجاجية. 

وأصدر تجمع المهنيين السودانيين، الذي يقود الاحتجاجات، قائمة طويلة من المطالب نحو تغيير شامل بهدف إنهاء القمع وتخفيف الأزمة الاقتصادية بعدما عزل الجيش رئيس البلاد عمر البشير الأسبوع الماضي.

ودعا تجمع المهنيين السودانيين، الذي قاد على مدى أسابيع الاحتجاجات التي أنهت حكم البشير الذي استمر 30 عاما، في أول مؤتمر صحفي له يوم الإثنين إلى حل المجلس العسكري الانتقالي وتشكيل مجلس حكم مدني مؤقت يتضمن ممثلين للجيش.

ودعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي في بيان يوم الإثنين الجيش السوداني إلى تسليم السلطة إلى "سلطة سياسية انتقالية بقيادة مدنية" في غضون 15 يوما وإلا واجه تعليق عضوية البلاد في الاتحاد. أ ف ب