
إردوغان: تركيا دولة أفريقية-يوروأسيويةهكذا تنافس تركيا الصين في أفريقيا
إردوغان كسب الرهان في تعزيز الشراكة بين تركيا وأفريقيا: استفاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي خرج للتو من أزمة جديدة مع الغربيين (أكتوبر / تشرين الأول 2021)، من جولة إفريقية قام بها في الآونة الأخيرة عشية قمة مجموعة العشرين في روما، لتعزيز روابط تركيا بالقارة.
من الألغام إلى قطاعات الصحة والطاقة والبنى التحتية، كلها مواضيع تهم رجال الأعمال الأتراك الذين يكثفون الشراكات ويقدمونها على أنها اتفاقات مفيدة للطرفين.
مع ابتعادها شيئا فشيئا عن أسواقها الأوروبية المعتادة، زادت تركيا تبادلاتها التجارية مع أفريقيا بخمسة أضعاف من 5,4 مليار دولار في 2003 حين وصل إردوغان إلى السلطة وصولا إلى 25,4 مليار دولار في 2020.
والرئيس التركي العائد من جولة شملت أنغولا وتوغو ونيجيريا في وقت توترت فيه علاقاته مجددا مع الولايات المتحدة وكندا وثماني دول أوروبية، أعلن خلال منتدى اقتصادي حول إفريقيا في إسطنبول مؤخرا عزمه زيادة هذه التبادلات بثلاثة أضعاف.
أحد المجالات الاستراتيجية والحساسة لهذا التعاون يتعلق بالدفاع الذي حققت فيه تركيا في الآونة الأخيرة نجاحا عبر طائراتها المسيرة التجارية والعسكرية، كما حصل في ليبيا.
من صناعات الدفاع إلى الزراعة والصحة
وقال الأستاذ في جامعة العلوم الاجتماعية في أنقرة مرسال بيرم إن "صناعات الدفاع تقدم فرصا جديدة".
وأضاف "لكن تركيا يمكنها أيضا ان تقدم خبرتها في عدة مجالات مثل الزراعة والصحة، على سبيل المثال عبر بناء مستشفيات كما حصل في السودان والصومال وليبيا".
وإردوغان الذي وصف في السابق تركيا على أنها دولة "أفريقية-يوروأسيوية" بسبب قربها من ليبيا عبر المتوسط، زار ثلاثين دولة إفريقية من أصل 54.
ارتفع عدد السفارات التركية في القارة من 12 الى 43 منذ 2002، وباتت شركة الخطوط الجوية التركية تؤمن رحلات إلى أكثر من 60 وجهة.
وقال رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية نائل أولباك لوكالة فرانس برس إن "السبب الأبرز لاهتمامنا المتزايد بتركيا، هو أننا نرى القدرات".

وأشار على سبيل المثال إلى الحاجة الملحة للقارة للبنى التحتية، من الكهرباء إلى الجسور والمياه العذبة أو معالجة النفايات، وهي مجالات تبرع فيها الصناعات التركية.
قامت شركات تركية أساسا ببناء مسجد في غانا وملعب رياضي مغلق في رواندا وحوض سباحة أولمبي في السنغال وتعمل حاليا على بناء مطار في السودان.
من جانب آخر، أصبحت الجزائر أحد أبرز مزودي أنقرة بالغاز الطبيعي ما أتاح لها "خفض اعتمادها على روسيا وإيران" كما أوضح بيرم.
بالنسبة للمسؤولين الأفارقة فإن الشركات التركية تقدم وظائف وسلع بأسعار تنافسية تقارن في معظم الأحيان بالمنافسين الصينيين، المستثمرون الحاضرون دوما في القارة.
وقال وزير التجارة والصناعة التنزاني كيتيلا مكومبو خلال منتدى إسطنبول الذي شارك فيه أربعون وزيرا تركياً وأفريقياً، إن "تركيا بالنسبة إلينا صديق موثوق يريد الاستثمار في أفريقيا".