إردوغان: على البشرية مكافحة كراهية الإسلام بنفس العزم الذي كافحت به معاداة السامية بعد المحرقة

دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجمعة 22  / 03 / 2019 إلى مكافحة العداء للإسلام على غرار مكافحة "العداء للسامية بعد محرقة" اليهود، وذلك خلال اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي، تناول مجرزة المسجدين في نيوزيلندا.

وأعلن إردوغان أن "على البشرية محاربة كراهية الإسلام الآخذة في الاتساع، بنفس العزم والطريقة التي حاربت بها معاداة السامية بعد كارثة المحرقة".

وكان إردوغان يتحدث في افتتاح اجتماع طارىء في اسطنبول لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، جرت الدعوة إليه في أعقاب الهجمات التي وقعت الأسبوع الماضي ضد مسجدين في نيوزيلندا.

وأثار هذا الهجوم المزدوج صدمة عالمية. فقد أدى إلى مقتل 50 مصليا، بينهم أطفال، أثناء صلاة الجمعة في مدينة كرايست تشيرش، على يد أسترالي يؤمن بتفوّق العرق الأبيض، وقد صوّر هجومه ونشره مباشرة عبر فيسبوك.

ودعت المنظمة في بيان أعقب اجتماع اسطنبول، المجتمع الدولي إلى اتخاذ "خطوات ملموسة" ضد معاداة الإسلام بعد مجزرة كرايست تشيرش.

واعتبر المجتمعون أن هذه المجزرة، وغيرها من الاعتداءات التي تستهدف المساجد أو المسلمين، هي "من النتائج الشنيعة، وغير الإنسانية، والمروعة" لمعاداة الإسلام.

وقال بيان المنظمة إن هذا الأمر "يتطلب إجراءات ملموسة وشاملة ومنهجية لمعالجة هذه الآفة".

ودعت أيضا البلدان التي يعيش فيها مسلمون إلى "الامتناع عن أي سياسة، أو تصريح أو عمل يربط الإسلام بالإرهاب والتطرف".

علاوة على ذلك، اقترحت الدول المسلمة إقامة "يوم دولي للتضامن ضد العداء للإسلام" في 15 آذار/مارس، في ذكرى يوم الهجوم على المسجدين في كرايست تشيرش.

من جانبه، قال وزير الخارجية النيوزيلندي ونستون بيترز الذي حضر الاجتماع بدعوة من منظمة التعاون الإسلامي إن بلاده تعطي الأولوية "لضمان أن تشعر الجاليات المسلمة بالأمان".

صورة ضابطة شرطة نيوزيلندية تحمي عائلات ضحايا هجوم إطلاق النار الإرهابي الذي هز العالم.

 

- "مثل داعش" -

ودعا إردوغان في كلمته إلى عدم التعامل مع جماعات اليمين المتطرف كتنظيمات سياسية، وإنما بصفتها تنظيمات "إرهابية على غرار داعش".

وحذر من أنه "إذا استمررنا في تجاهل الإرهاب النازي الجديد، سيكون الثمن باهظاً".

في الوقت نفسه، قال إردوغان إن تضامن نيوزيلندا مع المسلمين بعد الهجوم على المسجدين يجب أن "يكون مثالا يقتدي به قادة العالم أجمع".

وبُثت صلاة المسلمين في نيوزيلندا الجمعة في كافة البلاد، مرفوقة بدقيقتي صمت حدادا على الضحايا.

وصور الرئيس التركي هجمات نيوزيلندا على أنها حدث يندرج ضمن مخطط أوسع يستهدف تركيا، وذلك قبيل انتخابات بلدية مرتقبة في 31 آذار/مارس.

وبرغم الانتقادات، بث عدة مرات خلال لقاءاته مقاطع مسجلة للهجوم مع تمويه الوجه، وعرض مقتطفات من "المانيفست" الذي نشره المهاجم عبر الانترنت ووجه فيه تهديدات لتركيا.

وعاد إلى هذه المسألة خلال لقاء في مدينة قونيا الجمعة، بعد ساعات قليلة من اجتماعه مع وزير الخارجية النيوزيلندي. وبعد بثه صورا جديدة مموهة جزئياز

وهدد إردوغان الإثنين من هم أعداء لتركيا من بين أحفاد أستراليين ونيوزيلنديين شاركوا في الحرب العالمية الأولى ضد القوات العثمانية، بإعادتهم "في نعوش".

وقوبلت تصريحات إردوغان بانتقادات حادة من نيوزيلندا وأستراليا، واتُهم بتسييس الحدث. لكن الرئاسة التركية أكدت أن تصريحاته "أخرجت من سياقها".

وأكد وزير الخارجية النيوزيلندي ونستون بيترز للصحافيين عقب لقائه إردوغان على هامش اجتماع اسطنبول، حصوله على "ضمانات" من الرئيس التركي بأن الزوار النيوزيلنديين سيبقون "موضع ترحيب" في تركيا. أ ف ب