إردوغان: هدفنا إقامة منطقة آمنة في سوريا كي يعود أربعة ملايين لاجئ سوري تستضيفهم تركيا إلى بلدهم

تركيا تؤكد على اتفاقية أضنة (مع حافظ الأسد عام 1998) التي تخولها دخول سوريا ضد حزب العمال الكردستاني. ودمشق تشترط تخلي أنقرة عن المعارضة السورية لإعادة إحياء هذه الاتفاقية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الإثنين 28 / 01 / 2019 إن بلاده تهدف إلى إقامة مناطق آمنة في شمال سوريا حتى يتمكن نحو أربعة ملايين لاجئ سوري تستضيفهم تركيا من العودة لبلادهم.

وذكر إردوغان الذي كان يتحدث في اسطنبول أن نحو 300 ألف سوري عادوا بالفعل وأنه يتوقع عودة ملايين السوريين إلى المناطق الآمنة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في ديسمبر / كانون الأول 2018 سحب كل القوات الأمريكية من سوريا وأعلن أردوغان بعد ذلك أنهما ناقشا إقامة منطقة آمنة بعمق 20 ميلاً (32 كيلومتراً) داخل سوريا على الحدود مع تركيا.

تركيا تؤكد ويؤكد الرئيس التركي ومسؤولون أتراك منذ أيام أن تركيا قادرة على التدخل على الأراضي السورية استنادا إلى اتفاق وقعته في 1998 مع سوريا تعهدت بموجبه الأخيرة بمنع حزب العمال الكردستاني من التحرك في شمال أراضيها.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الجمعة 25 / 01 / 2019، إن هناك اتفاقا تم إبرامه في عام 1998 يسمح لتركيا بدخول الأراضي السورية إذا واجهت تهديدات.

وأصر إردوغان على أن أنقرة وحدها يمكنها إقامة "منطقة آمنة" على الحدود مع سوريا. وقال إردوغان عن المنطقة العازلة التي تريدها تركيا على طول حدودها مع شمال سوريا "نحن نرفض كل عروض الحل ما عدا هذا (أي أن تسيطر تركيا عليها بالكامل)".

وأضاف إردوغان في تجمع حاشد في مدينة أرضروم الشرقية "نتوقع الالتزام بالوعد بإقامة منطقة آمنة تهدف إلى حماية بلادنا من الإرهابيين في غضون بضعة أشهر" في إشارة إلى الولايات المتحدة التي تسحب قواتها من سوريا.

وتم توقيع بروتوكول أضنة لعام 1998 بين سوريا وتركيا ، حيث وعدت دمشق بإنهاء الدعم لحزب العمال الكردستاني . وقال إردوغان إن البروتوكول يسمح أيضا لتركيا بدخول سوريا متى وأينما واجهتها تهديدات بذلك.

وتربط تركيا بين حزب العمال الكردستاني المحظور، والمتمردين الأكراد الذين يسيطرون على معظم المناطق الحدودية في شمال سوريا. ولعب الأكراد السوريون المدعومون من الولايات المتحدة دوراً محورياً في محاربة تنظيم داعش الإرهابي.

وبحث إردوغان بشكل متكرر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسألة "المنطقة الآمنة" التي يبلغ عمقها 32 كيلومترا. وقال إردوغان إنه إذا لم يقدم شركاء الائتلاف الأمريكي الدعم اللوجستي لتلك المنطقة فإن تركيا ستقيمها بمفردها.

وأضاف إردوغان: "للصبر حدود ولن ننتظر إلى ما لا نهاية بان يتم الوفاء بهذا الوعد". وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقترح منتصف كانون الثاني/يناير 2019 إقامة "منطقة آمنة على طول الحدود مع سوريا" وهي فكرة دعمتها السلطات التركية التي تقول إنها مستعدة لتطبيق مثل هذا المشروع.

وتقول تركيا إن ذلك يستجيب للحاجة لإبعاد -عن حدودها- وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها "إرهابية" وتنظيم الدولة الإسلامية.

لكن وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على قسم كبير من الأراضي في شمال سوريا وهي حليفة واشنطن، ترفض هذا الاقتراح.

من جهتها دعت روسيا إحدى الجهات الرئيسية في النزاع السوري المستمر منذ 2011، إلى عودة النظام السوري إلى هذه المناطق بعد الانسحاب المقرر للقوات الأمريكية.

وفي محادثة هاتفية الأحد اتفق ترامب وإردوغان على تسريع المباحثات الجارية بين جنرالات البلدين المعنيين بهذا المشروع.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا داميا ضد أنقرة منذ 1984 وتخشى من إقامة -على طول حدودها- كيان كردي قد يعزز الطموحات الانفصالية على أراضيها.

ويؤكد الرئيس التركي ومسؤولون أتراك منذ أيام أن تركيا قادرة على التدخل على الأراضي السورية استنادا إلى اتفاق وقعته في 1998 مع سوريا تعهدت بموجبه الأخيرة بمنع حزب العمال الكردستاني من التحرك في شمال أراضيها.

والاتفاق المعروف باسم "بروتوكول أضنة" وقع في هذه المدينة التركية لإنهاء أزمة بين أنقرة ودمشق كان سببها وجود في سوريا في حينها زعيم حزب العمال عبدالله أوجلان.

وترى تركيا أن هذا البروتوكول يمنحها حق التدخل على الأراضي السورية ضد حزب العمال الكردستاني وحلفائه في حال لم يتحرك النظام السوري ضدهم.

وقالت سوريا يوم السبت 26 / 01 / 2019 إنها مستعدة لإحياء معاهدة أمنية تاريخية مع تركيا أدت إلى تطبيع العلاقات لمدة 20 عاما قبل الحرب التي اندلعت في 2011 إذا سحبت تركيا قواتها من سوريا وتوقفت عن دعم مقاتلي المعارضة.

وقالت سوريا في بيان لوزارة الخارجية إنها ملتزمة باتفاقية أضنة المبرمة عام 1998 والتي أجبرت دمشق على الكف عن إيواء حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن حملة تمرد مسلحة ضد الدولة التركية منذ عشرات السنين.

وقال البيان: "تؤكد الجمهورية العربية السورية أنها مازالت ملتزمة بهذا الاتفاق والاتفاقيات المتعلقة بمكافحة الاٍرهاب بأشكاله كافة من قبل الدولتين".

ولكن دمشق قالت إن احياء اتفاقية أضنة والذي أثاره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأسبوع الماضي يعتمد على وقف أنقرة دعمها لمقاتلي المعارضة الساعين إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد وسحب قواتها من شمال غرب سوريا.

وقال البيان: "إن الجمهورية العربية السورية تؤكد أن أي تفعيل لهذا الاتفاق يتم عبر إعادة الأمور على الحدود بين البلدين كما كانت، وأن يلتزم النظام التركي بالاتفاق ويتوقف عن دعمه وتمويله وتسليحه وتدريبه للإرهابيين، وان يسحب قواته العسكرية من المناطق السورية التي يحتلها، وذلك حتى يتمكن البلدان من تفعيل هذا الاتفاق الذي يضمن أمن وسلامة الحدود لكليهما. 

ودعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجمعة الى إقامة "المنطقة الآمنة" على الحدود السورية "في غضون بضعة أشهر" وإلا فإن أنقرة ستتكفل بذلك لوحدها. وقال إردوغان في خطاب نقله التلفزيون "نتوقع أن يتم الالتزام بالوعد الذي قطع باقامة منطقة آمنة لحماية حدودنا من الإرهابيين في غضون بضعة أشهر، وإلا فسنتكفل بذلك بأنفسنا". د ب أ ، أ ف ب ، رويترز