
اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيلقرار ترامب...إطلاق العنان لموجة جديدة من التطرف؟
في أوائل كانون الأول/ديسمبر 2017، أعلن رئيس الولايات المتحدة ترامب، اعترافه بالقدس عاصمة للشعب اليهودي ولدولة إسرائيل. وبهذه الخطوة غير المحسوبة، لم يخالف ترامب إرادة المجتمع الدولي وقراراته وتطلعاته فحسب، بل أيضاً استمر بدعمه غير المشروط لحكومة اليمين في إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو.
وقد استُقبِل قرار ترامب بالإدانة من قبل الدول العربية، والبلدان الإسلامية، والدول الأوروبية، وروسيا والصين. حتى أن البابا فرانسيس انتقد حركة الرئيس. كما حذر رئيس الوزراء التركي من أن هذه الحركة ستثير حرباً مقدسة في المنطقة، وأعلن البرلمان الإيراني أن قرار ترامب من الممكن أن يؤدي إلى نشوب نزاع.
في 21 كانون الأول/ديسمبر، صوتت 192 دولة لصالح قرار غير ملزم في الأمم المتحدة، رافضة قرار ترامب ومعلنة أنه لاغ وباطل. من ناحية، فإن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة هو صفعة في وجه السياسة الخارجية لترامب، بما أنه وللمرة الأولى، صوّتت كل الدول الأوروبية تقريباً ضد رغبات الولايات المتحدة أو امتنعت عن التصويت.
ومن ناحية أخرى، فإن ترامب يحيد عن تاريخ الولايات المتحدة الطويل من الدبلوماسية فيما يتعلق بالشرق الأوسط، وبالتحديد، النزاع العربي-الإسرائيلي، الذي لعبت فيه الولايات المتحدة دور وسيط سلام. وبقراره، جعل ترامب الولايات المتحدة جزءاً من النزاع بدلاً من كونها وسيط سلام.

ووفقاً للباروميتر العربي لعام 2016، الذي شمل سبع دول عربية (الجزائر، الأردن، مصر، تونس، المغرب، فلسطين ولبنان)، فإن 14% من الأشخاص الذين شملهم المسح، قالوا إنهم يعتبرون الولايات المتحدة التهديد الأكبر للمنطقة، بينما يرى 36% إسرائيل التهديد الرئيسي.
ورأى أقل من 6% أن إيران هي التهديد الرئيسي للمنطقة أو مصدرٌ لعدم الاستقرار. وفي نفس المسح، عند السؤال عن أفضل سياسة إيجابية يمكن أن تنتهجها الولايات المتحدة في المنطقة، قال 42% إن ذلك سيكون في عدم التدخل و25% قالوا إن ذلك سيكون بحل النزاع العربي-الإسرائيلي.
وفي حين أن قرار ترامب قد أثار احتجاجات في أنحاء العالم الإسلامي -ولا سيما في الأراضي الفلسطينية المحتلة- إلا أنني أعتقد أن التأثير الحقيقي سيظهر على المدى الطويل. فالأرقام المذكورة أعلاه عمرها سنة واحدة فقط؛ وقد يظهر استطلاع جديد أن الغالبية يعتقدون أن الولايات المتحدة هي المصدر الأساسي لعدم الاستقرار في المنطقة.