الإمارات تعيد فتح حدودها مع قطر أمام التجارة والسفر - لكن "لا علاقات دبلوماسية قبل معالجة ملفات شائكة"

أعلنت الإمارات الجمعة 08 / 01 / 2021 أنها ستعيد فتح كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية أمام القطريين اعتبارا من السبت 09 / 01 / 2021 بحسب وكالة أنباء الإمارات، لتكون ثاني دولة بين الدول التي قاطعت قطر منذ أكثر من ثلاث سنوات تستأنف حركة النقل بين البلدين.

وأعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة قطر في حزيران/يونيو 2017 على خلفية اتهامها بدعم مجموعات إسلامية متطرفة والتقارب مع إيران. وأغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية، ومنعت التعاملات التجارية مع الإمارة وأوقفت دخول القطريين إلى أراضيها.

وحصلت مصالحة بين الدول الأربع وقطر في قمة لمجلس التعاون الخليجي عقدت الثلاثاء 05 / 01 / 2021 في مدينة العُلا السعودية، وأعلنت الدول الأربع رفع القيود.

ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي خالد عبد الله بالهول أن الإمارات "ستعمل على إعادة فتح كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية أمام الحركة القادمة والمغادرة" من قطر.

وبحسب البيان، سيبدأ تفعيل الإجراءات "اعتبارا من 9 كانون الثاني/ يناير الجاري" 2021.

وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أكد الخميس 07 / 01 / 2021 في مؤتمر صحافي أن "عودة التنقل بين الدول والتجارة وفق اتفاق العلا سيكون خلال أسبوع من التوقيع على الاتفاق". وأشار كذلك إلى إعادة فتح البعثات الدبلوماسية دون إبطاء.

وكان يُنظر للإمارات التي وجهت انتقادات شرسة للدوحة وقيادتها خلال الأزمة، على أنها مترددة في التقارب مع قطر.

لكن قرقاش شدد على أن الإمارات دعمت مسار المصالحة، وإن كانت معالجة الملفات الشائكة على غرار علاقة قطر مع إيران وحضور تركيا في الخليج ستتطلب وقتا.

ودفعت واشنطن بشكل متزايد لإنهاء ما تصفه قطر بأنه "حصار"، وشددت على ضرورة عزل غريمتها إيران في المنطقة.

الإمارات: استئناف التجارة والسفر مع قطر قريبا لكن لا علاقات دبلوماسية بعد

وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش قال يوم الخميس 07 / 01 / 2021 إن الدول المقاطعة لقطر قد تستأنف التجارة وحركة التنقل معها خلال أسبوع بموجب اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة، لكنه أشار إلى أن استئناف العلاقات الدبلوماسية يتطلب مزيدا من الوقت ريثما تعمل الأطراف على إعادة بناء الثقة.

كانت السعودية قد أعلنت عن حدوث انفراجة لإنهاء الخلاف المرير مع قطر خلال قمة انعقدت يوم الثلاثاء 05 / 01 / 2021 وقال وزير خارجيتها إن الرياض وحلفاءها سيستأنفون كل العلاقات التي قطعوها مع الدوحة في منتصف 2017.

وقال قرقاش في مؤتمر صحفي عبر الفيديو إن الإجراءات التي سيجري تطبيقها في غضون أسبوع من الاتفاق "تشمل إجراءات عملية تتعلق بخطوط الطيران والشحن البحري والتجارة".

وقالت الخطوط الجوية القطرية في تغريدة على تويتر يوم الخميس 07 / 01 / 2021 إنها ستستأنف عددا من رحلاتها عبر المجال الجوي السعودي اعتبارا من مساء هذا اليوم.

لكن قرقاش أشار إلى أن مسائل أخرى كاستئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة ستستغرق وقتا نظرا لاستمرار وجود جوانب خلاف من بينها قضايا جيوسياسية مثل إيران وتركيا وجماعات الإسلام السياسي التي تعتبرها بعض النظم العربية خطرا وجوديا.

وتابع "بعض المسائل أسهل في إصلاحها وبعضها الآخر سيستغرق فترة أطول"، مضيفا أن مجموعات العمل الثنائية ستحاول تحريك الأمور. وقال "لدينا بداية جيدة جدا... لكن لدينا مشاكل تتعلق بإعادة بناء الثقة".

واستعادة روابط النقل مع مركز الطيران الإقليمي في الإمارات ستكون مهمة لاستضافة قطر لكأس العام عام 2022.

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد قاطعت قطر متهمة إياها بدعم الإرهاب والتقارب الشديد مع إيران. وتنفي قطر هذا وتقول إن المقاطعة تستهدف النيل من سيادتها.

ولعبت الكويت والولايات المتحدة دور الوساطة في الخلاف الذي تقول واشنطن إنه يعيق جهود احتواء إيران، وهي قضية أساسية بالنسبة للسعودية ولا سيما بعد هجمات على منشآتها النفطية عام 2020. كما زاد النزاع الخليجي من تعقيد المساعي لإرساء الاستقرار في دول ترزح تحت سنوات من الاضطرابات، فيما تنافست الأطراف وحلفاء كل منها على النفوذ من ليبيا إلى اليمن والسودان.

ومنذ احتجاجات الربيع العربي، التي كانت تطمح للإصلاح الديمقراطي لكن انتهى بها الأمر إلى الحرب في عدة دول، برزت مصر والإمارات على وجه الخصوص كخصوم أساسيين لجماعة الإخوان المسلمين المدعومة من قطر وتركيا.

إعادة بناء الثقة

وقالت مصادر مطلعة على الأمر لرويترز إن الرياض وإدارة ترامب ضغطتا على الدول المقاطعة الأخرى لتوقيع الاتفاق وإن السعودية ستتحرك أسرع من حلفائها لاستعادة العلاقات.

وذكر مصدر مطلع لرويترز يوم الخميس 07 / 01 / 2021 أن المناقشات استمرت حتى بعد توقيع الاتفاق في قمة انعقدت بالمملكة يوم الثلاثاء 05 / 01 / 2021 لتقديم تطمينات.

وقالت كريستين سميث ديوان وهي باحثة بارزة في معهد دول الخليج العربية في واشنطن "الشيء الوحيد الأسوأ من هذا الاتفاق بالنسبة للإمارات هو العزلة التي كانت ستفرض عليها لو أنها رفضته والكشف عن شقاق مع السعودية".

وأضافت "لا أتوقع أن هذا سيغير من المنافسة الأيديولوجية والاستراتيجية مع قطر"، مشيرة إلى أن دبي المركز المالي للإمارات ستنتفع من استعادة العلاقات التجارية.

وكانت الدول الأربع قد وضعت 13 شرطا للدوحة لإنهاء المقاطعة تتضمن إغلاق قناة الجزيرة وإغلاق قاعدة عسكرية تركية وقطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين وخفض مستوى العلاقات مع إيران.

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لصحيفة فاينانشال تايمز إن بلاده وافقت على تعليق القضايا القانونية المتعلقة بالمقاطعة والتعاون في مكافحة الإرهاب و"الأمن العابر للحدود الوطنية" لكن الاتفاق لن يؤثر على علاقة قطر بإيران وتركيا.

وقال قرقاش إن المشكلة الرئيسية فيما يخص تركيا وإيران هي التدخل في السيادة والمصالح العربية وإن رأب الصدع الخليجي سيعزز المزيد من "الاتفاق الجماعي بشأن القضايا الجيوستراتيجية" على الرغم من الاختلافات في النهج. أ ف ب ، رويترز

 

[embed:render:embedded:node:42775]