عبد العزيز الأفغاني الأصل: طارد "سفاح نيوزيلندا"، لكنه لا يريد أن يكون بطلاً

يُحتفى بعبد العزيز وهاب زاده كبطل في نيوزيلندا، لكنه يقول إنه لا يريد أن يكون بطلا. بيد أن الأفغاني البالغ من العمر 48 عاما تصدى للمهاجم الإرهابي الذي كان ينوي مواصلة قتل المزيد من المصلين داخل المسجدين.

الكاتبة ، الكاتب: Nasim Saber & Naser Ahmadi

بعدما قتل الإرهابي اليميني البالغ من العمر 28 عاما، برينتون ترانت في مسجد النور بمدينة كرايست تشيرش 41 شخصا، توجه إلى مسجد لينوود بإحدى الضواحي حيث تجمع بين 80 و100 من المؤمنين لأداء صلاة الجمعة، بينهم عبد العزيز وهاب زاده الذي يعيش منذ سنتين في نيوزيلاندا حيث يدير متجرا للأثاث ولوازم البيوت. وبعد 27 عاما قضاها في أستراليا انتقب عبد العزيز وهاب زاده إلى نيوزيلاندا.

وفي الـ 15 من مارس جاء رد فعله بسرعة، كما تذكر عبد العزيز في مقابلة حصرية مع دويتشه فيله:" كانت خطبة الجمعة قد انتهت. وصلينا الركعة الأولى عندما سمعنا طلقات نارية من مسدس. واعتقدنا بأن أحدا يلعب لتوه بألعاب نارية وواصلنا ببساطة الصلاة. لكن أخا من الصف ألأول صرخ بأن أخواتنا وإخواننا المسلمين يُقتلون في الخارج".

وكان عبد العزيز وهاب زاده في تلك اللحظة بالقرب من مدخل المسجد فركد إلى الخارج وهو يحمل بيده جهاز قراءة البطاقات البنكية. "رأيت في الخارج سيارة واقفة وسط المدخل. وهناك كان رجل يرتدي قبعة عسكرية يقف بالقرب من سيارته، وسألته "من أنت"؟ فنظر إلي وبدأ يشتم".

وعندما أدرك عبد العزيز وهاب زاده أن الرجل أمامه ليس عسكريا، بل قناصا بنوايا إرهابية، ضربه بجهاز البطاقات البنكية، لكن الإرهابي تمكن من المراوغة وأخرج مسدسا رشاشا وبدأ يطلق النار على عبد العزيز وهاب زاده الذي تمكن من الاختباء وراء سيارات. وفي تلك اللحظة ناداه ابنه وطلب منه أن يعود إلى المسجد، لكن وهاب زاده أمر ابنه بالذهاب وانتظاره. وبدون تردد صرخ وهاب زاده في وجه الإرهابي:" تعالى إلى هنا. أنا موجود هنا". فقد استمال اهتمام القناص إليه لحماية المصلين داخل المسجد وتفادي وفاة المزيد من المصلين.

 

 

وهاب زاده لا يريد أن يكون بطلا

وروى عبد العزيز لدويتشه فيله أنه قام بمطاردة مطلق النار الذي كان يتوجه إلى سيارته لجلب قطعة سلاح جديدة، فتسلل بين سيارات مركونة وتمكن من السيطرة على قطعة سلاح كان المهاجم تركها لنفاد الذخيرة منها.

وقال عبد العزيز إنه بعد أن استولى على السلاح المتروك "رماه كالسهم على سيارته فحطم زجاجها"، مضيفا "هذا ما أخافه" فغادر المكان. وهذا الأمر قد يكون ساهم في تجنب سقوط عدد أكبر من الضحايا، لأن الشرطة أوقفت القاتل بعد ذلك بفترة قصيرة.

كما قتل داود نبي، الأفغاني البالغ من العمر 71 عاما، وهو يحاول إنقاذ مصلين في مسجد النور بوسط مدينة كرايست تشيرش.

والمصلون داخل المسجد وحتى وسائل إعلامية دولية تصف الرجل الأفغاني بأنه بطل. إلا أنه يعتبر أن "كل شخص تدب فيه روح بشرية" سيفعل نفس العمل. وهذا يتطلبه  منه دينه الإسلامي وكذلك الإنسانية.

وفي أرجاء نيوزيلاندا الهادئة تفاعل المواطنون مع دعوات التّضامن، إذ تمّ جمع ملايين الدولارات، والتبرّع بالطعام الحلال، بل وحتّى تطوّع البعض بمرافقة المسلمين الخائفين الآن من السّير بمفردهم في الشوارع.

م.أ.م/ أ.ح (دي في، أ ف ب )