قال دوردا لدويتشه فيله: "التحالفات التقليدية أصبحت شيئاً من الماضي. الآن يتحدث الجميع إلى الجميع، حتى أننا نرى اليوم الأشخاص الذين تم اعتقالهم في عام 2011 وكانوا قد هُمشوا تماماً، قد عادوا للظهور وكأنهم يمكن أن يصبحوا جزءا من تحالف مستعد لخوض غمار المنافسات السياسية".
يعتقد دوردا أن المفاوضات حول الإفراج الأخير عن سجناء مثل الساعدي القذافي هي جزء من بناء هذا التحالف. وأشار إلى أن هذه الاندماجات السياسية لم تعد مسألة قائمة على الأيديولوجية، بل هي معاملات بحتة وتتعلق بالسلطة السياسية. وهو المكان الذي تعود إليه عائلة القذافي.
الرئيس القذافي؟
لا تزال عائلة القذافي تتمتع بشعبية لدى بعض الليبيين، بل يبدو أن بإمكانهم تكوين حلفاء "محتملين" أيضاً، حتى بالنسبة لأولئك الذين اعتبروهم في السابق أعداء. عن ذلك يقول إيتون: "هناك أشخاص في ليبيا يوافقون على أنه - بالنظر إلى أحداث السنوات القليلة الماضية - البلاد كانت في وضع أفضل في ظل حكم القذافي".

ويضيف بالقول: "بعض هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين يُرجِعون سبب المشاكل التي وقعت خلال السنوات القليلة الماضية إلى الارهابيين أو إلى التدخل الأجنبي. هناك أشخاص في ليبيا لم يتخلوا قط عن عائلة القذافي، ولا يزال العلم الأخضر يرفع في أنحاء مختلفة من البلاد"، في إشارة إلى حقيقة أن معمر القذافي اختار اللون الأخضر للعلم الليبي عام 1977، وقال إيتون: "هناك بالتأكيد أنصار لسيف الإسلام".
ويجادل دوردا بأن سيف الإسلام "لديه فرصة كبيرة للقيام بأداء جيد في الانتخابات، وإذا لم يترشح وحصل بشكل ما على دور "صانع الملوك" بدعمه لمرشح آخر، فهو بذلك يضمن موقعاً في السلطة".
ورغم أن إيتون يبدو متشككاً إلى حد ما. لكنه يقر بذلك فيقول: "على الرغم من أنك بحاجة إلى توخي الحذر بشأن المصادر التي تتناول هذا الموضوع، إلا أن بعض استطلاعات الرأي تشير بالتأكيد إلى أن سيف الإسلام هو الاسم الأكثر قبولاً، الأمر الذي يستمد منه (سيف الإسلامي القذافي) ثقة كبيرة".
ويجادل المحلل البارز في تشاثام هاوس قائلاً: "لكن من الصعب أن نرى كيف يمكن لسيف الإسلام أن يعود إلى صدارة المشهد.. لا يمكنه العمل في العلن وفي المناطق المفتوحة ولا يستطيع التنقل بحرية في جميع أنحاء ليبيا، وليس لديه أي قوات مسلحة موالية له. بالنسبة إلي.. يبدو الأمر بعيد المنال".
كاثرين شير
ترجمة: ع.ح
حقوق النشر: دويتشه فيله 2021