بيدَ أنه مقابل الانقلاب وكذلك الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي تمارسها جماعة أنصار الله، لا تظهر الجهة المقابلة بريئة، خصوصا بعد استنجاد حكومة هادي بالسعودية والإمارات لمحاربة الحوثيين، ليصير قرار الرئيس في يد الرياض، خاصة أنه يمارس سلطاته منها.

وكان إصرار الحكومة المعترف بها على الحل العسكري سببا آخر لتعميق الأزمة في البلد، ووقوع مجازر راح ضحيتها مدنيون نتجت عن غارات ما يعرف بـ"التحالف العربي".

غير أن هناك من يرجع "الإخفاق" إلى فترة اندلاع الانتفاضة، إذ يقول علي البخيتي، وهو ناشط يمني (عرف سابقاً ناطقا باسم الحوثي قبل انشقاقه عنهم)، إن حركات متعددة لا تؤمن بالشراكة استغلت حراك الشباب المطالب بالحرية والديمقراطية لمحاولة الصعود إلى الحكم، ومن هذه الأطراف الإخوان المسلمون (التجمع اليمني للإصلاح)، وكذلك جماعة الحوثي.

 

مقاتلون من المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المرتبط بالإمارات
مقاتلون من المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المرتبط بالإمارات

 

ويمضي البخيتي في القول لدويتشه فيله إن هناك أسبابًا معرفية لـ "الإخفاق" تعود إلى رغبة اليمنيين بالديمقراطية لكن دون القطع مع فكرة سيادة الشريعة الإسلامية وغياب الحرية.

وهناك سبب إقليمي يعود إلى دعم وجود القوى أطراف الأزمة، فـ"إيران تدعم الحوثيين، والإمارات تدعم السلفيين والانفصاليين الجنوبيين، وقطر تدعم الإخوان، والسعودية تدعم أطرافاً أخرى كحكومة هادي".

الحل للخروج من الأزمة

في الوقت الذي وصل فيه التحالف العربي ضد الحوثيين إلى طريق شبه مسدود ولم يحقق أهدافه بـ"إعادة الشرعية" [إلا جزئيا].

وفي ظل إدارة أمريكية جديدة معترضة على الحرب، أضحى التركيز العالمي على اليمن منصباً على وقف الأزمة الإنسانية أكثر من البحث عن حل سياسي ينهي الانقسام. ويؤكد المذحجي أن لا حل سهل في اليمن ولا يمكن الوصول إليه، إلا بتنازلات كبيرة من الأطراف المحلية والإقليمية الداعمة لها.

المعطى ذاته يعبّر عنه البخيتي عندما يقول إن الأزمة اليمنية عميقة خصوصاً أن المشاكل في البلد تعود إلى عقود طويلة، ويعتقد المتحدث أن الأطراف اليمنية الحالية ستبقى مسيطرة إلى أن تسقط شعاراتها ومظلوميتها، ومن "هذا الخراب قد يتبلور مشروع يمني وطني ضد الجماعات الدينية".

 

 

الحلّ المعقد في اليمن لم تنجح في بسطه أيّ وساطة، غير أن هناك من يعتبر أن حلّ الخلافات الإقليمية بين السعودية وإيران، والتوقف عن تغذية الانفصال في جنوب اليمن، والضغط الدبلوماسي على الحوثيين، أمور قد تقرّب أكثر الحل، بينما هناك من يرى أن الثورة اليمنية دفعت ثمناً باهظاً لاندلاعها في بيئة غير مستقرة يحكمها نظام مستعد لأيّ شيء للاستمرار، وحركات دينية إقصائية مسلحة ونوايا انفصالية وولاء عدة أطراف لقوى إقليمية.

"لا حل للأزمة اليمنية سوى بإنهاء انقلاب الحوثيين في الشمال والانتقالي الجنوبي في الجنوب واستعادة الدولة والعاصمة صنعاء كخطوة أولى" يقول عجلان.

ويضيف أنه يمكن لاحقاً "البدء بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي اتفق عليها جميع اليمنيين سياسيين ومواطنين بما يكفل إجراء انتخابات ديمقراطية رئاسية ونيابية ومحلية وتسليم السلطة".

 

 

إسماعيل عزام

حقوق النشر: دويتشه فيله 2021

 

 

ar.Qantara.de

 

 

 

اقرأ أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة