"الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا ينتشر للتصدي لهيئة تحرير الشام المتشددة بريف حلب وإدلب

قال مقاتلون من المعارضة وسكان إن القوة الرئيسية لمسلحي المعارضة المدعومة من تركيا انتشرت على امتداد خطوط المواجهة قرب مواقع المتشددين في شمال غرب سوريا لصد أي تقدم جديد للمتشددين بعد هجوم أدى إلى توسيع سيطرتهم في آخر معاقل المعارضة بالبلاد.

ودخل مقاتلو هيئة تحرير الشام الإسلامية التي كانت مرتبطة سابقا بالقاعدة يوم الأحد 06 / 01 / 2019 بلدة الأتارب بعد أيام من انتزاع السيطرة على بلدة دارة عزة من منافسيهم في هجوم عسكري امتد بعد ذلك عبر إدلب ومناطق قريبة من الحدود التركية. وتقع الأتارب ودارة عزة في ريف حلب الغربي.

ودخل رتل من مقاتلي هيئة تحرير الشام بلدة الأتارب ذات الكثافة السكانية العالية بعد إجبار وجهائها على تسليم السيطرة عليها من خلال التهديد باقتحامها إذا لم يغادر مقاتلو المعارضة المخالفون لأفكارهم الإسلاموية المتشددة.

وأثار هجوم هيئة تحرير الشام قلق الجيش الوطني المعارض وهو القوة الرئيسية لمقاتلي المعارضة الذين تدعمهم تركيا والتي تهدف إلى توحيد الفئات المختلفة في شمال غرب سوريا.

وقال المتحدث باسم الجيش الوطني السوري المعارض الرائد يوسف حمود: "اتخذنا قرار المشاركة بصد بغي هيئة تحرير الشام على ريف حلب وإدلب وريفها. "هناك جيوب تعمل عليها قواتنا لمنع تمدد قوات هيئة تحرير الشام وبسط سيطرتها على مزيد من القرى والبلدات. "تهدف هيئة تحرير الشام إلى إنهاء تواجد فصائل الجبهة الوطنية للتحرير وبسط سيطرتها على كامل مدينه إدلب وصبغها بالسواد".

ويضم الجيش الوطني نحو 35 ألف مقاتل من بعض من أكبر الفصائل في حرب أدت إلى سقوط مئات الآلاف من القتلى وتشريد 11 مليون شخص خلال السنوات السبع الأخيرة.

ويعد المتشددون القوة المهيمنة في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة، كما أن لديهم أيضا إدارة مدنية تدير الخدمات الأساسية في بلدات كثيرة منها مدينة إدلب.

وتفصل خلافات عقائدية المقاتلين المتشددين عن جماعات في الجيش السوري الحر تجمعت تحت لواء الجبهة الوطنية للتحرير التي حصلت على دعم تركيا. وعرقل الاقتتال والتناحر المحلي مساعي المعارضة المسلحة لإسقاط الرئيس بشار الأسد.

وكرر حمود وجهة نظر خبراء عسكريين بأن السيطرة على أراضٍ ستساعد في توسيع قبضة المتشددين على شريط من الأرض، بمحاذاة الحدود الشمالية مع تركيا لمعاقلهم إلى الجنوب في ريف حلب الغربي.

واتهم حمود أيضا المتشددين بمحاولة إبعاد قوات الجيش الوطني عن المشاركة في أي هجوم للجيش التركي للسيطرة على مدينة منبج والبلدات العربية الواقعة شرقي نهر الفرات التي يسيطر عليها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية السورية.

وأدى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ بالانسحاب من سوريا إلى ترك أسئلة كثيرة بلا إجابة ولاسيما ما إذا كانت تركيا ستستهدف الآن المقاتلين الأكراد الذين يعملون في شمال سوريا. رويترز

الصورة لمئات الآلاف من المتظاهرين خرجوا في وقت سابق يوم الجمعة (21 أيلول/سبتمبر 2018) في عموم مناطق سيطرة المعارضة في شمال وغرب سوريا في حملة تحت شعار "لا دستور ولا إعمار حتى إسقاط بشار". وقال مصدر في الدفاع المدني في ذلك الوقت بمحافظة إدلب، شمال غرب سوريا، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "خرج مئات الآلاف من المتظاهرين في أكثر من 140 نقطة في أغلب مدن وبلدات وقرى محافظة إدلب وريفي حماة وحلب، للمطالبة بإسقاط النظام السوري والإفراج عن المعتقلين".