الأديان من أجل السلام ـ دور المرأة في الدين والدبلوماسية

بسبب جائحة كورونا يعقد مؤتمر "أديان من أحل السلام" هذا العام بشكل أساسي عبر تقنيات الفيديو (ًصورة من الأرشيف من لقاء العام الماضي)
بسبب جائحة كورونا يعقد مؤتمر "أديان من أحل السلام" هذا العام بشكل أساسي عبر تقنيات الفيديو (ًصورة من الأرشيف من لقاء العام الماضي)

ما علاقة الدبلوماسية والإيمان والنوع الاجتماعي (الجندر) ببعضها البعض؟ هذا هو موضوع مؤتمر تعقده أكبر منظمة غير حكومية بين الأديان في العالم، الأديان من أجل السلام، في لينداو على بحيرة كونستانس بجنوب ألمانيا.

الكاتبة ، الكاتب: Christoph Strack

خطاب الكراهية ودور الدين في النزاعات موضوعان تم إدراجهما على جدول أعمال اجتماع هذا العام، غير أن التركيز الرئيسي هو على كيفية تعامل النساء مع القيادة السياسية والمسؤولية والتحديات الكبيرة التي تواجه الإنسانية.

تسعى منظمة أديان من أجل السلام (Religions for Peace)، التي وفقاً لبياناتها تعتبر أكبر منظمة غير حكومية بين الأديان في العالم، إلى مواجهة التحديات الحالية المتمثلة في الابتعاد عن الدبلوماسية التقليدية ذات الالتزامات المتعددة الأطراف والحكومية الدولية، والتحول نحو القومية والشعبوية، والتحول نحو العنف.

للمرة الثانية بعد عام 2019، سيقام حدث كبير لمدة أربعة أيام من قبل منظمة الأديان من أجل السلام (RfP) في لينداو على بحيرة كونستانس والذي يمطلق اليوم الثلاثاء (10 تشرين الثاني / نوفمبر). ففي آب/ أغسطس من العام الماضي، حضر أكثر من 900 ممثل من جميع الأديان الرئيسية في العالم إلى لينداو، حيث رحب الرئيس فرانك ـ فالتر شتاينماير بالمشاركين.

وستقام الفعالية هذا العام بشكل كبير عبر الإنترنت، إذ كأي حدث آخر في عام 2020، فقد طغت جائحة كورونا على الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة أديان من أجل السلام : وينطبق ذلك أيضاً على مؤتمر "المرأة والإيمان والدبلوماسية". وتقام المحاضرات والمناقشات كلها عبر الإنترنت.

عزة كرم، الأمين العام لـ (RfP)، أول امرأة في هذا المنصب، هي واحدة من القلائل الذين قدموا من الخارج.

 

عزة كرم هي الأمينة العامة الجديدة لـ "أديان من أجل السلام". ولأول مرة تعتلي امرأة قمة هذه المنظمة الدولية، التي تشرف على مرور 50 عاما من تأسيسها. رسالة كرم تتلخص في المساهمة في نشر السلام بين الأديان المختلفة.
عزة كرم هي الأمينة العامة الجديدة لـ "أديان من أجل السلام". ولأول مرة تعتلي امرأة قمة هذه المنظمة الدولية، التي تشرف على مرور 50 عاما من تأسيسها. رسالة كرم تتلخص في المساهمة في نشر السلام بين الأديان المختلفة.

 

نقطة حاسمة في التاريخ

ووفقاً لكرم فإن المؤتمر سينظر إليه على أنه منتدى للتبادل والدعم المعنوي للمجتمع العالمي في وقت الأزمات، وقالت "يتيح لنا التبادل هنا الفرصة لفهم أننا جميعاً في منعطف حرج في تاريخ العالم. ليس فقط بسبب الوباء، بل أيضاً بسبب البيئة المتدهورة التي تؤثر على مئات الملايين من الأرواح وتتحدى الخدمات الصحية الوطنية". ويذكر أن كرم مواطنة هولندية ولدت في مصر وعملت كمستشارة للأمم المتحدة حول الثقافة والدين، وتقيم في الولايات المتحدة منذ عشرين عاماً. وكانت قد كرست حياتها المهنية لقضايا الدين والديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان والنوع الاجتماعي.

بالنسبة لكرم، يدور مؤتمر "المرأة والإيمان والدبلوماسية" حول إيجاد صلة ذات أهمية عالمية. وترى أنه يمكن لأتباع الأديان إحداث "نوع جديد من القيادة والدبلوماسية" على المستويين الجزئي والكلي.

سيطرة الرجال على الدين

تجمع عزة كرم بين أجندتها ونظرة نقدية إلى الدين. وتقول: "اليوم يهيمن الرجال على الدين"، مضيفة أن المؤسسات الدينية "تعطي الأولوية للرجل" في بحثها عن الحلول والخبرة. وفي نفس الوقت بحسب قولها، إن 90 في المائة من الأعمال الدينية تقوم بها النساء. وقالت كرم: "إنهم من يضمن بقاء الأديان على قيد الحياة"، فإن النساء لديهن أسلوب مختلف في القيادة ويرون دائماً مسؤولياتهن كجزء من الخدمة.

 

بسبب جائحة كورونا يعقد مؤتمر "أديان من أحل السلام" هذا العام بشكل أساسي عبر تقنيات الفيديو (ًصورة من الأرشيف من لقاء العام الماضي)
بسبب جائحة كورونا يعقد مؤتمر "أديان من أحل السلام" هذا العام بشكل أساسي عبر تقنيات الفيديو (ًصورة من الأرشيف من لقاء العام الماضي)

 

تجمع عزة كرم بين أجندتها ونظرة نقدية على الدين المنظم. وتقول: "اليوم يهيمن الرجال على الدين"، مضيفة أن المؤسسات الدينية "تعطي الأولوية للرجل" في بحثها عن الحلول والخبرة. وفي نفس الوقت بحسب قولها، إن 90 في المائة من الأعمال الدينية تقوم بها النساء. وقالت كرم: "إنهم من يضمن بقاء الأديان على قيد الحياة"، فإن النساء لديهن أسلوب مختلف في القيادة ويرون دائماً مسؤولياتهن كجزء من الخدمة.

خلال الأيام القادمة، يجب على المحاورين من مناطق عديدة أن يوضحوا كيف تبدو هذه المساهمات اليوم ومناقشتها. وهناك ممثلات من الدول العربية، وراهبة كاثوليكية من نيجيريا، وناشطات في مجال حقوق الإنسان وخبراء بيئة من الكاميرون وزامبيا ودول أفريقية أخرى وأيضاً من آسيا أو أمريكا اللاتينية ومنطقة البلقان والشرق الأوسط، وأسقف من السويد، إلى جانب مجموعة من المشاركين الذين لعبوا دوراً رائداً في الحوار بين الأديان أو العلوم. وسيفتتح المؤتمر برسائل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والحكومة الألمانية.

وسيحتل نُصب خشبي كبير يحمل اسم "خاتم السلام" مركز الاهتمام في احتفال صغير يدعى "السلام والنور" سيتم بثه مباشرة. وقد تم كشف النقاب عن هذا العمل الفني العام الماضي من قبل (RFP) في حديقة لينداو الرئيسية.

وقد أثر الوباء على كل من المنظمة وموضوع الحدث. وتوضح عزة كرم: "نحن في لكريستوف شتراك/ ريم ضوا.حظة يجب أن نقف فيها معاً كأفراد وأسرة كبيرة ونعترف بأن أي تهديد على الفرد هو تهديد للجميع. وفي نفس الوقت، إنها لحظة خاصة للدبلوماسية".

 

كريستوف شتراك/ ريم ضوا

حقوق النشر/ دويتشه فيله 2020

 

 

إقرأ/ي أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة

مصر- سجال شيخ الأزهر ورئيس جامعة القاهرة.. خلاف علمي أم سياسي؟

لماذا تتناقض مشاريع الإصلاح مع واقع المجتمعات المسلمة؟

تطابقات جلية بين الشريعة الإسلامية والقوانين الألمانية

"الإعلان العالمي لحقوق الإنسان جزء أصيل من الإسلام"