على مستوى شخصي، كان هذا أمرا شديد الإحباط. على مدار خمسة عقود من الزمن، رأيت كيف أصبح نهج الولايات المتحدة في التعامل مع حقوق الفلسطينيين تبريريا. واليوم أتأمل وكلي دهشة وعدم تصديق كيف أن الشعب اليهودي، الذي عانى الكثير لفترة طويلة، قادر على ممارسة بعض من ذات الفظائع التي ارتُـكِـبَـت في حقه ذات يوم ضد شعب آخر.
من ناحية أخرى، تغدق الولايات المتحدة بالأموال على الجميع في محاولة لمنع المزيد من العنف في غزة، دون بذل أي جهد لمعالجة أسبابه الجذرية. وفي العالم العربي والإسلامي تتنامى حالة متحمسة من التشدد النضالي ضد الاحتلال الإسرائيلي، ويتجه التطرف إلى الازدياد.
عندما أفكر في كل هذا، وفي 67 طفلا فقدوا حياتهم في أحدث أعمال العنف، يكاد اليأس يتملكني.

بصيص أمل في مستقبل افضل في الشرق الأوسط
لكني ما زلت أستشعر بصيصا من أمل، وأرى اعترافا واسع النطاق بأن العودة إلى الوضع السابق ودائرة العنف الجهنمية أمر غير وارد. كما أستشعر بداية بعض البحث عن الذات داخل إسرائيل، وبين الفلسطينيين، وعبر العالم العربي لإيجاد طرق جديدة للمضي إلى الأمام على أساس التعايش والقبول المتبادل.
لقد عملت عن كثب مع الإسرائيليين والفلسطينيين، ورأيت كيف أساءت الأطراف كافة إدارة الصراع في الشرق الأوسط على نحو جسيم لعقود من الزمن. مع ذلك، ما زلت آمل أن تغتنم الولايات المتحدة الفرصة وتضع ثقلها خلف تطبيق مبدأ سيادة القانون الذي تعتبره أميركا مقدسا - والذي تعلمتُ أهميته الجوهرية كطالب في كلية الحقوق في جامعة نيويورك - لصالح الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
إن النهج الأميركي الأكثر عدلا وإنصافا من شأنه أن يساعد الفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة والعالم. وإذا تمكن بايدن من إدارة التحول الضروري في السياسة الخارجية الأميركية، فآنذاك فقط ستعود أميركا حقا.
محمد البرادعي
ترجمة: إبراهيم محمد علي
حقوق النشر: بروجيكت سنتديكيت 2021
محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الحائز على جائزة نوبل للسلام.