العراق يستعيد نحو 17 ألف قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأمريكية "هي أكبر" مجموعة آثار مستردة

العراق يقول إن أمريكا تعيد 17 ألف قطعة أثرية نُهبت بعد الاجتياح: قال العراق يوم الثلاثاء 03 / 08 / 2021 إن الولايات المتحدة تعيد أكثر من 17 ألف قطعة أثرية تم نهبها وتهريبها من البلاد بعد الاجتياح الأمريكي في 2003 منها لوح من الطمي عمره 3500 عام كُتب عليه جزء من ملحمة غلغامش.

واختفت عشرات الآلاف من القطع الأثرية من العراق بعد الاجتياح الأمريكي، فضلا عن تهريب الكثير أو تدميرها على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على ثلث الأراضي العراقية بين 2014 و2017 قبل أن تهزمه القوات العراقية والدولية.

وقالت وزارتا الخارجية والثقافة العراقيتان إن السلطات الأمريكية التي تعمل على إعادة الآثار توصلت في الآونة الأخيرة لاتفاق مع بغداد لإعادة القطع التي تم ضبطها لدى تجار وفي متاحف في الولايات المتحدة.

وصرح وزير الثقافة حسن ناظم لرويترز بأن الحكومة الأمريكية ضبطت بعض القطع الأثرية وسلمتها إلى السفارة العراقية بينما سيعود لوح غلغامش الذي يحمل أهمية خاصة إلى البلاد في الشهر المقبل بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية.

وقالت وزارة العدل الأمريكية إن السلطات ضبطت لوح جلجامش في 2019 بعد تهريبه وعرضه للبيع في مزاد وبيعه إلى تاجر أعمال فنية في أوكلاهوما وعرضه في متحف بالعاصمة واشنطن. وأضافت أن محكمة أصدرت أمرا بمصادرته في الشهر الماضي.

وأشارت الوزارة إلى أن تاجر قطع أثرية أمريكيا جلب اللوح من تاجر مقيم في لندن في 2003. وملحمة غلغامش هي أقصوصة مكتوبة باللغة السومرية وتعتبر أحد أقدم النصوص الأدبية في العالم. وقال ناظم إن القطع الأخرى التي ستُسترد تشمل ألواحا عليها نصوص باللغة المسمارية.

وتعرض التراث العراقي القديم للتخريب بسبب الصراعات والتدمير والنهب، لا سيما منذ 2003. ولا تزال آلاف القطع مفقودة.

وبعد 2014 داهم تنظيم الدولة الإسلامية مواقع تاريخية ودمرها، على نطاق وصفته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بأنه "صناعي"، أي النهب بغرض تمويل عمليات التنظيم عبر شبكة تهريب ممتدة داخل الشرق الأوسط وخارجه.

وتحاول السلطات العراقية بمساعدة وكالات دولية تعقب آثارها واستعادتها وترميمها.

العراق بصدد استعادة 17 ألف قطعة أثرية من الولايات المتحدة

ويستردّ العراق 17 ألف لوح طيني -مهرب- مسماري أثري من الولايات المتحدة، هي "أكبر مجموعة" أثرية تستردها البلاد وفق وزارة الثقافة، من بين العديد من القطع ثمينة الأخرى العائدة لحضارات ما بين النهرين والتي سلبت خلال سنوات من الحروب والأزمات.

وأعلن وزير الثقافة العراقي حسن ناظم في بيان حصلت فرانس برس على نسخة منه، أن تلك القطع ستعود إلى الأراضي العراقية بعد بعد زيارة رسمية لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن التقى فيها الرئيس الأميركي جو بايدن.

وأوضح الوزير أن غالبية القطع المستردة من الولايات المتحدة تأتي من جامعة كورنيل الأميركية التي تملك أرشيفاً واسعاً لألواح مسمارية قديمة.

على موقع الأرشيف الالكتروني للرُّقم المسمارية التابع للجامعة، تظهر ألواح مسمارية تعود لحقب متعددة من حضارات بلاد ما بين النهرين أسهمت في مساعدة الباحثين في الجامعة على التوصل إلى فهم أفضل للحياة اليومية لسكان تلك الحضارات القديمة.

وتوثق غالبية الألواح المستردّة "تبادلات تجارية جرت خلال فترة الحضارة السومرية"، إحدى أقدم حضارات بلاد ما بين النهرين، عمرها نحو 4500 عام، وفق بيان وزارة الثقافة.

وكانت وزارة العدل الأميركية أعلنت أنها ستعيد للعراق لوحاً مسمارياً أثرياً عمره 3500 عام يوثّق جزءاً من "ملحمة غلغامش"، بعدما تبيّن لها أنّه "مُلكية ثقافية مسروقة" أُدخلت إلى سوق الفن الأميركية بطريقة احتيالية.

وتتعرض الآثار العراقية للتهريب منذ عقود طويلة، وفق ما أوضح مدير آثار وتراث البصرة قحطان العبيد لفرانس برس. ويشرح الخبير أنه "ليس ممكناً إحصاء عدد القطع الأثرية التي سرقت من المواقع الأثرية مباشرةً، لأنها غير مرقمة"، وأيضاً غير معروفة أو غير مكتشفة بعد، بالأخص في المناطق التي شهدت نزاعات مسلحة.

ويوضح أن "عمليات السرقة تلك بعضها مقصود ويأتي في إطار الجريمة المنظمة"، فيما أخرى "تكون غير مقصودة، لا سيما في المناطق النائية حيث يلجأ السكان المحليين إلى البحث عن الأحجار الكريمة وبيع قطع أثرية بهدف تأمين المعيشة اليومية ولا يعرفون مدى قيمتها وأهميتها".

وتعرضت المواقع الأثرية في عموم العراق إلى تدمير وسرقة وإهمال كبير، خلال الحروب التي مرت بالبلاد خلال السنوات الماضية، خصوصا في المرحلة التي أعقبت اجتياح التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لإسقاط نظام صدام حسين العام 2003.

وسرقت من متحف بغداد وحده نحو 15 ألف قطعة أثرية، و32 ألف قطعة من 12 ألف موقع أثري بعد الاجتياح الأميركي.

وبالنسبة للقطع التي سرقت من المتاحف، "فهي موثقة، وتمت استعادة البعض منها التي كانت تعرض في الأسواق العالمية"، وفق العبيد، من خلال هيئة الآثار والتراث العراقية.

ودمّر تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على ثلث مساحة البلاد في حزيران/يونيو 2014، الكثير من المواقع الأثرية غالبيتها في شمال العراق. ويقول خبراء الآثار أن الجهاديين دمروا قطع الآثار الكبيرة وسرقوا القطع الصغيرة للاتجار بها.

ويعمل العراق جاهداً لاستعادة الآلاف من القطع الأثرية بالتنسيق بين وزارة الثقافة ووزارة الخارجية.

وقال وزير الثقافة إن استعادة القطع من الولايات المتحدة "حدثٌ كبيرٌ، وآمل في المستقبل القريب العمل الجاد أيضاً مع سفاراتنا في العالم، وفي أوروبا تحديداً لنستعيد بقية آثارنا". رويترز ، أ ف ب

 

[embed:render:embedded:node:37039]

 

 

[embed:render:embedded:node:14482]