
"المسيح أيضا رأى النور بوقت صعب داخل مغارة"عيد الميلاد في بيت لحم بلا أجواء العيد بسبب كورونا
أعياد الميلاد 2020 في بيت لحم لم تُلغَ، لكنها احتفالات مختلفة بسبب جائحة كورونا. وعادةً ما تكون فترة أعياد الميلاد الأكثر رواجا في مدينة مولد المسيح في الضفة الغربية المحتلة. وكما في كل عام تم نصب شجرة عيد الميلاد المزينة في ساحة المهد، لكن القليل من الأشياء يُذّكر بأنه لم يعد هناك سوى أيام معدودة لحلول عيد الميلاد.
الساحة أمام كنيسة المهد هادئة بشكل غير معتاد. مجموعة من سكان بيت لحم يلتقطون صور ذاتية (سيلفي) أمام شجرة عيد الميلاد. وبائعو القهوة في بعض المواقع يعرضون مشروبات ساخنة في هذه الأيام من شهر ديسمبر/ كانون الأول 2020. ومجموعات السياح منذ شهور غير موجودة.
لا وجود للسياح في مدينة مولد المسيح
لقد كانت سنة صعبة بالنسبة إلى المدينة الفلسطينية التي تعيش بشكل كبير من السياحة. نادين بابون وكريستينه ناجاريان تنظمان "رحلات غذائية" بديلة يتعرف فيها زوار بيت لحم على تقاليد الأطعمة ويزورون السكان المحليين داخل المطبخ.
لكنهما أجبرتا منذ مارس/ آذار 2020 على إلغاء جميع الرحلات. وبسبب تفشي فيروس كورونا عمدت الحكومة الفلسطينية إلى وضع بيت لحم كأول مدينة في الضفة الغربية المحتلة تحت حظر التجول.

"منذ بداية الجائحة كان واضحا أنه سيحصل حجر صحي والسياح والزوار لن يتمكنوا من القدوم. فالوضع متأرجح جدا ويصعب التخطيط"، تقول نادين بابون من بيت لحم عبر الفيديو.
ومنذ بداية الجائحة لجأت إسرائيل إلى إغلاق حدودها في وجه الزوار الأجانب وبذلك لم تعد السفريات إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة ممكنة. وحتى الأردن أغلق المعابر الحدودية.
والفلسطينيون المقيمون في إسرائيل والفلسطينيون من باقي الضفة الغربية تمكنوا هذه السنة 2020 بمحدودية من زيارة بيت لحم.
وتأمل الشابتان في حلول موسم أفضل السنة المقبلة وعليه قامتا ببلورة مخططات بديلة. والآن يتعلق الأمر بكيفية الاحتفال بشكل آمن بعيد الميلاد.
"عادةً نتوجه يوم 24 إلى بيت لحم للاحتفالات ونتناول الطعام مع العائلة"، تقول كريتستينه ناجاريان. وهذه المسيحية الأرمنية من القدس الشرقية تحتفل بعيد الميلاد عدة مرات ـ فحفل عيد الميلاد الأرمني يكون في يناير/ كانون الثاني 2020.
"لكن بسبب الوضع قررنا الاحتفال فقط في دائرة العائلة الضيقة وبشكل أصغر من المعتاد. لكن شيئا واحدا يبقى مؤكدا: ستكون هناك هدايا".
تزايد الإصابات وقداس عبر الإنترنت
في الأسابيع السابقة ارتفعت مجددا نسبة العدوى بكورونا في الضفة الغربية وقطاع غزة. وسلطة الحكم الذاتي -الفلسطينية التي تدير أجزاء من الضفة الغربية -المحتلة من قِبَل إسرائيل- فرضت مجددا حظر تجوال في عدة مناطق.

وحظر التجول الليلي إضافة إلى الحجر الصحي في نهاية الأسبوع تم تمديده. وحتى قداس منتصف الليل التقليدي في ليلة عيد الميلاد يتم تقييده ويبقى محجوزا لرجال الدين. وعلى غرار كل سنة سيتم نقل فعاليات القداس عبر التلفزة.
ومنذ الجائحة بدأت الكثير من الكنائس في نقل القداس عبر الإنترنت. وعلى بعد مئات الأمتار من كنيسة المهد تقع الكنيسة البروتستانتية. والقسيس مونتر إسحق استثمر في اقتناء كاميرات ونظام صوتي حتى يتمكن أعضاء الجالية انطلاقا من البيت من تتبع قداس الأحد. بنجاح، كما يقول.