يحتفل الفلسطينيون مع بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر بانطلاق فعاليات أعياد الميلاد المجيدة التي تبدأ بإضاءة أشجار الميلاد في الساحات العامة، وتصل ذروتها عشية قداس العيد في منتصف ليلة الرابع والعشرين من الشهر نفسه.

عشية الثالث والرابع من كانون أول/ ديسمبر يتم سلق القمح والذرة وتقديمها مع السكر والرمان أو إضافات تحليه أخرى وتعرف باسم "البربارة". وبالرغم من أن الأطفال يستمتعون في أكل الحلوى إلا أن عيد القديسة العظيمة "بربارة" له دلالات تؤكد على ترسيخ الإيمان المسيحي.

بيت لحم تتحول إلى مدينة تشع بالألوان والأنوار بعد أن تتزين شوارعها وأسطح منازلها بزينة العيد، كما وتتلألأ سماء المدينة بأضواء الألعاب النارية عند إنارة أكبر شجرة في ساحة المهد.

رفعت رئيسة بلدية بيت لحم السيدة فيرا بابون شعار العيد لهذا العام "أنا أريد في عيد الميلاد العدالة". تعد بيت لحم أول مدينة فلسطينية تضيء شجرة الميلاد في ساحة المهد ومن ثم تتبعها رام الله وغيرها من المدن.

مراسم الاحتفال تبدأ بإقامة الصلوات وترتيل ترنيمات خاصة باللغة العربية وأخرى باللاتينية. تميزت سنة 2014 بمشاركة غبطة البطريرك ميشيل صبّاح في إقامة تلك الشعائر داخل كنسية العائلة المقدسة لللاتين في مدينة رام الله.

يتوجه الفلسطينيون إلى البازار السنوي أو كما يسمى سوق الميلاد ويعرض فيه أصناف متنوعة تشمل مطرزات يدوية وألعاب وهدايا ومستلزمات زينة الشجرة وملابس وحلويات العيد.

يخرج الأطفال والشباب مرتدين ملابس بابا نويل ويطوفون على بيوت الجيران والأقارب و"يعايدونهم" فيتم إعطاءهم بعض الحلويات وكعك العيد.

أطلق شارة البدء في ساحة المهد، رئيس الوزراء د. رامي الحمد لله، واعتبر "أن إنارة شجرة الميلاد في بيت لحم، رسالة للعالم أن الشعب متمسك بقيم التعايش وبصنع السلام".

تستقطب الضفة الغربية عشرات الآلاف من الحجاج من أنحاء العالم بالإضافة إلى الزوار من مختلف أنحاء الضفة والقدس والناصرة والجليل، وهذا الحراك يساهم في إنعاش الحالة السياحية والاقتصادية.

واختتم غبطة البطريرك فؤاد صبّاح رسالته "إننا كشعب مؤمنون مسيحيون ومسلمون ننظر كلنا إلى الاستقلال الفعلي، حيث ينتهي الاحتلال في الأرض المقدسة ونحن مستمرون بقوة المحبة والسلام". كتابة وتصوير: جمال سعد/ رام الله / حقوق النشر: دويتشه فيله 2014