إذ إنَّ نطاق كيفية ترجمة الفعل "ضَرَبَ" واسع ويمتد من "الضرب" إلى "العقاب" وحتى "الضرب الرمزي غير المؤلم" أو حتى " الانعزال عنهن".
وعلى العموم تتزايد الرغبة في الحصول على قراءات أكثر مساواة للقرآن، مثلما تقول يوهانا بينك.
لقد أصبح الإسلام في ألمانيا أكثر حضورًا خلال العقود الأخيرة نتيجة الهجرة، وازدادت الحاجة إلى وجود أدبيات إسلامية باللغة الألمانية، وكان يجب إيجاد لغة للمفاهيم والمصطلحات الإسلامية، لأنَّ المفردات الدينية الألمانية لها طابع مسيحي.
فهل نكتب الله أم نكتب الإله، أم نترجم كلمة الصلاة أم يجب ترك المصطلح العربي "صلاة" كما هو لوصف طقوس فريضة الصلاة بشكل أدقّ.

"ترجمات القرآن مرآة لكيفية تغيُّر المجتمعات"، مثلما تقول يوهانا بينك.
وهي تأمل في أن يعمل مشروعها على توسيع بؤرة اهتمام الدراسات الإسلامية، وأن تحظى بالمزيد من الاهتمام دول مثل إندونيسيا وغيرها.
وهي مناطق لم تكن تؤخذ حتى هذا الوقت على محمل الجدّ فيما يتعلق بإنتاج النصوص والأفكار الإسلامية. وهذه المناطق تشمل أوروبا أيضًا.
ولكن منطقة الشرق الأوسط لا تزال تثير الضجة: لنأخذ على سبيل المثال ترجمة القرآن العبرية، التي طبعتها ونشرتها في بداية عام 2022 المملكة العربية السعودية.
لقد اتَّهمت حركة حماس الإسلامية السعوديين بتهويدهم القرآن، وقالت إنَّ هذه الترجمة تخدم مصالحَ يهوديةً وتضع تطبيع العلاقات مع إسرائيل فوق المصالح الفلسطينية.
تعتقد يوهانا بينك أنَّ الاتِّهامات الموجَّه لهذه الترجمة لا أساس لها من الصحة وقد أشاعتها إيران - أكبر منافس للسعودية في المنطقة.
وها هي ترجمةُ سطور عمرها قرون من الزمن تؤثِّر من جديد على السياسة اليومية.
أرنفريد شِنك
ترجمة: رائد الباش
حقوق النشر: ديتسايت أونلاين / موقع قنطرة 2022