"الهجرة تخفّض نسبة الجرائم المحلية ولا ترفعها"

رغم ارتفاع عدد المهاجرين في ألمانيا فإن نسبة الجريمة قد انخفضت لديهم بمقدار 18% في الربع الأول من عام 2016، في حين زادت الاعتداءات على المهاجرين وطالبي اللجوء السياسي ومراكز إيوائهم في نفس الفترة.

الشعبويون اليمينيون يثيرون المخاوف من اللاجئين إلا أن الدراسات تفند هذه المخاوف بالأرقام والحقائق: لا يوجد علاقة بين بلد المنشأ والجريمة.

وفي دراسة أعدها خبير الجريمة كريستيان فالبورغ من مدينة مونستر، قام فيها بتحليل البيانات الصادرة عن المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة، يظهر أن معظم جوانب الجريمة الكلاسيكية لم تشهد زيادة في نسبة الجرائم لكل 100 ألف مواطن. ويستثني الخبير جانبين فقط من جوانب الجريمة شهدا زيادة وهما: السطو على المنازل والسرقة.

إلا أن مدير شرطة مدينة براونشفايغ أولفكش Ulf Küch يقول، إن هذه الجرائم لم يرتكبها لاجئون، ويضيف: "إنهم أولئك القادمون من أوروبا الشرقية وأناس من الدول المغاربية. وهؤلاء لا يمكن احتسابهم على اللاجئين الذين وصلوا في السنة الماضية". ويضيف، أن هؤلاء الأشخاص يعيشون في الغالب منذ سنوات في ألمانيا.

ساندرا بيكوريوس توصلت إلى نتائج أكثر إدهاشاً، فخبيرة الجريمة تعيش وتعمل منذ سنوات في كندا، وهي بلد هجرة، في حقل العلاقة بين المهاجرين والجريمة. "الدراسات في الساحة الدولية واضحة بهذا الخصوص"، تقول بيكوريوس، وتضيف: "واضحة بمعنى أن الهجرة تخفض من نسبة الجرائم المحلية ولا ترفعها". لكن الخبيرة شخصت ارتفاع الجريمة بين صفوف الجيل الثاني من المهاجرين، وهي تشكو من قلة الاندماج الاجتماعي وتقول: "الاندماج في النظام التعليمي والعمل وانفتاح المجتمعات على المهاجرين بشكل عام والخطاب السياسي والنقاشات التي نشهدها في بلد ما". وهي ترى أن إدماج المهاجرين في دول الهجرة التقليدية يتم بشكل أفضل من الدول الأوروبية.

وتوصلت دراسة صادرة عن المكتب الاتحادي الألماني لمكافحة الجريمة، حيث تم تحليل بيانات الجرائم في الشهور الثلاثة الأولى من السنة: بالرغم من ارتفاع عدد المهاجرين في ألمانيا، فإن نسبة الجريمة قد انخفضت لديهم بمقدار 18% منذ بداية العام وحتى شهر آذار/ مارس. أما المقلق في هذه البيانات للشرطة، فهو أن الاعتداءات على المهاجرين وطالبي اللجوء السياسي ومراكز إيوائهم شهدت ارتفاعاً ملحوظا في الربع الأول من عام 2016. المصدر: دي دبليو

[embed:render:embedded:node:22731]