الوسطية في الإسلام - صوم رمضان في ألمانيا مثالا
"صيام رمضان يسر لا عسر - بلا إفراط أو تفريط"

وسطية الإسلام في ملاحظات شخصية للكاتبة الألمانية المعتنقة للإسلام آنيا هيلشَر: يتوجب التعامل مع الصيام وفقا لقاعدة الوسط الذهبي، التي يشتغل وفقها الإسلام. قاعدة تستحق الاتباع فعلا. طريق وسط بين: عبادة الصحة لدى بعض الألمان والتشدد في الصيام أكثر من المطلوب لدى بعض المسلمين. وتقول لموقع قنطرة حول جاذبية الإفطار: "من لم يجرب صيام رمضان، لا يدرك الإحساس الرائع الذي يستبد بنا لحظة الإفطار".
هل تصومين؟ وفي ظل هذه الحرارة؟! تصرخ صديقتي في غضب. "لكن بإمكانك الشرب؟" لا، حتى الشرب لا. وذلك حتى غروب الشمس! ماذا؟ لكن الغروب بحلول العاشرة إلا ربع ليلاً! لن تشربي شيئا حتى ذلك الوقت؟ كيف يمكنك ذلك؟ الأمر يتعلق إذن فقط بمجرد المحاولة للبقاء على الحياة، أليس كذلك؟" "صعب للغاية!"، أنبس في انزعاج، إذ لا يحق لنا أن نتشاجر في رمضان.
 
"لكن يمكن لإلهكم أن يسمح لكم على الأقل بالشرب؟!" تسأل الطبيبة، صديقتي، البالغة من العمر 65 عاما. "لا، حتى الشرب محرم علينا!"، تجيب عائشة في طول بال، مبتسمة في ألم، هي التي تعودت منذ عقود على مثل هذه الأسئلة الغبية والاستدلالات السيئة. فهناك الكثير من الناس لا يمكنهم تصور وجود أناس، يمنحون مكانة أكبر لأمور على حساب رفاهيتهم.
 
الرحمة! تأخر الوقت! المتشددون قادمون!
 

شباب يتناولون إفطار رمضان بعد الصيام في اسطنبول - تركيا. Foto: Kürşat Akyol
جاذبية الإفطار : "الإنسان الذي لم يجرب يوما صيام رمضان، لا يمكنه إدراك الإحساس الرائع الذي يستبد بنا لحظة الإفطار. لكن لحظة الإفطار تلك، تملك بالنسبة لي مكونا روحانيا أيضا"، تكتب هيلشر.
في رأيي توجد جماعاتان هنا في البلد [ألمانيا]، تنغصان علينا رمضان: أولاهما العدوانيون من غير المسلمين، والثانية المسلمون أنفسهم. يوم أمس تجاذبت أطراف الحديث مع امرأة عجوز متحجبة، والتي تمنيت لها رمضانا مبارك. "ليست لي مشاكل مع الصوم" ترد علي، وتردف قائلة: "الأسبوع الماضي كنت في المستشفى وعلى الرغم من ذلك صمت. وأبي في مقدونيا يبلغ من العمر 86 عاما وهو أيضا يصوم! هناك تتجاوز درجات الحرارة الأربعين! امرأة طيبة، ولكني مع ذلك لم أصدق أذني.
 
يتوجب التعامل مع الصيام، كما أخبرتني صديقتي بذلك يوما، وفقا لقاعدة الوسط الذهبي، والتي يشتغل الإسلام وفقها، وهي تستحق الاتباع فعلا، أي أن نجد طريقا وسطا بين عبادة الصحة لدى الألمان والتشدد في الصيام من جهة ثانية، (وبلغة أخرى محاولة أن نحول هذا الشهر إلى حفلة مستمرة). وغالبا ما يقوم الإخوة والأخوات الأعزاء في رمضان بالظهور بمظهر متشدد ويمطروننا عبر وسائل التواصل الاجتماعية بأمنياتهم وتباريكهم، مساجد مضيئة، أغان رمضانية، روابط يوتيوب وأحاديث نبوية وآيات قرآنية.
 
اقرأ أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة