بعد تأكيد إصابة العشرات بكورونا وتحت هدير المدافع ليبيون يسارعون لتخزين بضائع رمضان قبل الحظر

الصورة من الأرشيف (طرابلس - ليبيا).  سارع الليبيون يوم الخميس 16 / 04 / 2020 إلى تخزين الطعام لشهر رمضان قبل بدء حظر التجول في العاصمة طرابلس والمناطق الغربية الأخرى.

ويهدف الحظر للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد بعد أن تأكدت إصابة 48 شخصا مع حالة وفاة واحدة في البلاد التي تعصف بها الفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.

وفي مسعى لمنع انتشار المرض، فرضت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا حظر التجول على مدار 24 ساعة اعتبارا من يوم الجمعة. وتستهدف الخطوة تخفيف الضغط على نظام الرعاية الصحية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة ومنها طرابلس. ولن يُسمح سوى بشراء الخبز والطعام في الصباح.

وتحت هدير القصف المدفعي في الهجوم الذي يشنه الجيش الوطني الليبي (قوات شرق ليبيا) بقيادة خليفة حفتر على طرابلس، وقف السكان في طوابير أمام البنوك للحصول على النقود وشراء الغذاء.

ومن المتوقع أن يبدأ شهر رمضان في 24 أبريل / نيسان 2020. ويفاقم الفيروس مشاعر القلق والخوف التي يتجرعها السكان على مدى سنوات من الصراع الذي قسم الدولة الكبيرة المساحة بشمال أفريقيا إلى حكومتين متنافستين.

وقالت آمال (52 عاما) وهي أم لخمسة أطفال "لا أستطيع إلقاء اللوم على الناس الذين لا يتبعون التعليمات (التباعد الاجتماعي) لأنهم لديهم مايكفي من هموم". ومضت قائلة: "ليس لديهم ما يكفي من المال ويحاولون شراء الطعام من الأماكن الرخيصة حيث تجد حشودا من الناس هناك".

 

 

أما خالد العاطل عن العمل والذي يبلغ من العمر 36 عاما، فلم يعد لديه المال لشراء الطعام بعد أن فقد عمله في مقهى أغلق بسبب كورونا. وقال: "أنا أقترض المال من أصدقائي وعائلتي ولكن إلى متى يمكنهم إعطائي؟ هم أيضا لديهم عائلات يعتنون بهم".

وفي مصراتة، وهي مدينة ساحلية تبعد حوالي 200 كيلومتر شرقي العاصمة، ومتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني، اشتكى الطيب علي وهو صاحب متجر في المدينة من غلاء أسعار الطعام.

وقال: "إذا كنت تنفق 100-200 دينار في اليوم، ففي شهر رمضان تجد نفسك تنفق 500 دينار (355 دولار).. والآن جائحة كورونا زادت من معاناة الناس".

ورغم دعوات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار للسماح للمنظومة الصحية المهترئة والمجهدة للاستعداد لمحاربة مرض كوفيد-19 الذي يتسبب فيه فيروس كورونا المستجد، احتدم القتال منذ أن فقد الجيش الوطني الليبي أربع بلدات في غرب ليبيا.

وفي وسط طرابلس كان من الممكن على مدار الأسبوع سماع دوي القصف المدفعي في القتال بمناطق جنوبية تحاول قوات الجيش الوطني الليبي اقتحامها. أ ف ب