رابطة الصحفيين تطالب إسرائيل بأدلة قصف مقر إعلام

واصلت إسرائيل وحماس القصف واستمر سقوط القتلى أيضا بعد تدمير إسرائيل برج الجلاء في غزة الذي ضم مكاتب إعلامية لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية وقناة الجزيرة القطرية. جيش إسرائيل برر قصف البرج بمكاتب عسكرية لحماس فيه وبتحذيره المدنيين. رابطة الصحفيين الأجانب الدولية طالبت إسرائيل بأدلة.

شككت رابطة الصحفيين الأجانب، وهي تضم أيضا الصحفيين الأجانب في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، في التزام إسرائيل بحرية الصحافة، وذلك بعد استهدافها لمبنى يضم مكاتب إعلامية في قطاع غزة.

وقالت الرابطة، في بيان يوم الأحد 16 أيار/مايو 2021، إن قرار استهداف المبنى خلال القتال الدائر حاليا بين إسرائيل وحماس "يثير تساؤلات مقلقة للغاية بشأن استعداد إسرائيل للتدخل في حرية الصحافة".

وأضافت أن "إسرائيل لم تقدم أي دليل يدعم مزاعمها بأن المبنى كان يُستخدم من جانب حماس". وقالت الرابطة إنها طلبت عقد اجتماع مع مسؤولين إسرائيليين حول الحادثة.

وتقول الرابطة إنها تضم 480 عضوا يعملون في وسائل إعلام دولية.

وأسفر الهجوم الجوي الإسرائيلي أمس عن تدمير مكاتب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية ومحطة "الجزيرة" القطرية وغيرهما.

وذكرت تقارير أنه تم تحذير السكان مسبقا.

وبرر الجيش الإسرائيلي الهجوم على برج الجلاء بالقول إنه "قاعدة عمليات مهمة للاستخبارات العسكرية لحماس".

وقال مسؤولو الصحة بقطاع غزة إن ضربات جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل 33 فلسطينيا بينهم 13 طفلا في غزة في ساعة مبكرة من صباح يوم الأحد 16 / 05 / 2021 في حين تواصل إطلاق الصواريخ على إسرائيل مع دخول التصعيد يومه السابع.

وقال المسؤولون إن الهجمات التي وقعت قبل الفجر استهدفت منازل في وسط مدينة غزة. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه يتحرى هذه التقارير.

وذكر مسؤولو الصحة أن عدد القتلى في غزة ارتفع إلى 181 بينهم 52 طفلا منذ بدء القتال يوم الإثنين. وأعلنت إسرائيل مقتل عشرة أشخاص بينهم طفلان في الهجمات الصاروخية التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل أخرى.

وفي غياب أي مؤشرات على نهاية أسوأ تفجر لأعمال العنف بين إسرائيل والفلسطينيين منذ سنوات، من المقرر أن يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا يوم الأحد لبحث الوضع.

وأصر كل من إسرائيل وحماس على مواصلة القصف عبر الحدود بعد أن دمرت إسرائيل مبنى من 12 طابقا في غزة يضم مكاتب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية وقناة الجزيرة القطرية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن برج الجلاء هدف عسكري مشروع لأنه يضم مكاتب عسكرية لحركة حماس وإنه وجه تحذيرات للمدنيين للخروج من المبنى قبل الهجوم.

وأدانت أسوشيتد برس الهجوم وطلبت من الإسرائيليين تقديم أدلة.

 

دمرت إسرائيل مبنى من 12 طابقا في غزة يضم مكاتب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية وقناة الجزيرة القطرية.
دمرت إسرائيل مبنى من 12 طابقا في غزة يضم مكاتب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية وقناة الجزيرة القطرية: قال الجيش الإسرائيلي إن برج الجلاء هدف عسكري مشروع لأنه يضم مكاتب عسكرية لحركة حماس وإنه وجه تحذيرات للمدنيين للخروج من المبنى قبل الهجوم. وأدانت وكالة أسوشيتد برس الهجوم وطلبت من الإسرائيليين تقديم أدلة. وقالت الوكالة إن "مكتب أسوشيتد برس موجود في هذا المبنى منذ 15 عاما. وليس لدينا أي مؤشر على أن حماس كانت في المبنى أو أنها نشطة فيه". أدان مدير مكتب الجزيرة في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل قصف الجيش الإسرائيلي مبنى يضم مكتب القناة في قطاع غزة، ووصف الاستهداف بأنه "جريمة حرب" ترمي إلى "إسكات الأصوات الإعلامية". وقصفت إسرائيل القطاع الفلسطيني الذي تسيطر عليه حركة حماس وأطلقت منه صواريخ باتجاه الدولة العبرية ردا على قمعها العنيف للمحتجين الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة.

 

وقالت الوكالة إن "مكتب أسوشيتد برس موجود في هذا المبنى منذ 15 عاما. وليس لدينا أي مؤشر على أن حماس كانت في المبنى أو أنها نشطة فيه".

وفيما وصفته بأنه رد على تدمير إسرائيل لمبنى الجلاء، أطلقت حماس 120 صاروخا خلال الليل وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم اعتراض عدد كبير منها وإن حوالي عشرة صواريخ سقطت في غزة.

وهرع الإسرائيليون إلى الملاجئ لدى انطلاق صفارات الإنذار من إطلاق صواريخ صوب تل أبيب ومدينة بئر السبع الجنوبية. وقال مسعفون إن نحو عشرة أشخاص أصيبوا أثناء اندفاعهم نحو الملاجئ.

وفي سلسلة من الضربات الجوية في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف منزل يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة والواقع بمدينة خان يونس بجنوب القطاع. ويرأس السنوار الذي أطلقت إسرائيل سراحه من سجونها في 2011 الجناحين السياسي والعسكري للحركة في غزة.

واستخرج فلسطينيون يعملون على رفع الأنقاض من مبنى دمرته الضربات الجوية يوم الأحد جثتي رجل وامرأة.

وقال محمود حميد الذي يشارك في جهود الإنقاذ وله سبعة أولاد "هذه لحظات رعب لا يمكن لأحد أن يصفها.. مثل زلزال أصاب المنطقة".

وعلى الجانب الآخر من الحدود في مدينة عسقلان الإسرائيلية قال الطبيب زفي دافنا الذي أصابت عدة صواريخ الحي الذي يعيش فيه إنه شعر "بالخوف والرعب".

ويجتمع مجلس الوزراء الأمني في إسرائيل لبحث الأعمال العدائية. وقال بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل في ساعة متأخرة من مساء السبت "ما زلنا في وسط هذه العملية ولم تنته بعد وستستمر هذه العملية ما دامت تقتضي الضرورة".

جهود الهدنة

بدأت حماس الهجوم الصاروخي يوم الاثنين بعد توتر مستمر منذ أسابيع بسبب دعوى قضائية لطرد عدد من الأسر الفلسطينية في القدس الشرقية وردا على اشتباكات الشرطة الإسرائيلية مع الفلسطينيين قرب المسجد الأقصى في شهر رمضان.

وتعتبر إسرائيل القدس كلها عاصمة لها ولا يحظى هذا الادعاء باعتراف عام على المستوى الدولي.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إن حماس وحركة الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى مسلحة أطلقت أكثر من 2000 صاروخ من غزة منذ يوم الإثنين.

وشنت إسرائيل أكثر من ألف ضربة باستخدام الطائرات والمدفعية على القطاع المكتظ بالسكان، وقالت إنها موجهة لحماس والفصائل المسلحة الأخرى.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان يوم السبت إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش ذكّر "جميع الأطراف بأن أي استهداف عشوائي للمباني المدنية والإعلامية ينتهك القانون الدولي ويجب تجنبه بأي ثمن".

وبذلت الولايات المتحدة سلسلة من المساعي الدبلوماسية في الأيام الأخيرة في محاولة لوقف العنف.

وقال البيت الأبيض إن بايدن تحدث مع كل من نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في ساعة متأخرة من مساء السبت وأطلعهما على الجهود الدبلوماسية الأمريكية.

ومما يعقد الجهود الدبلوماسية عدم تواصل الولايات المتحدة ومعظم القوى الغربية مع حماس التي تعتبرها هذه الأطراف منظمة إرهابية.

وفي إسرائيل، اقترن الصراع بأعمال عنف في مجتمعات تضم مزيجا من اليهود والعرب في إسرائيل. وهوجمت معابد يهودية ونُهبت متاجر يملكها عرب.

وتصاعدت أيضا الاشتباكات الدامية في الضفة الغربية المحتلة. وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية قتلت 21 شخصا في الضفة بينهم فتى يبلغ من العمر 16 عاما وذلك منذ السابع من مايو / أيار 2021.

إسرائيل تدمر برجا سكنيا في غزة يضم مكاتب أسوشيتد برس والجزيرة

ودمرت إسرائيل البرجا السكني الذلي يتألف من 12 طابقا في مدينة غزة ويضم مكتب وكالة أسوشيتد برس التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها ومكاتب وسائل إعلامية أخرى يوم السبت 16 / 05 / 2021 قائلة إن المبنى تستخدمه أيضا حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وتم إخلاء برج الجلاء، الذي يضم أيضا مكاتب قناة تلفزيون الجزيرة ومقرها قطر فضلا عن مكاتب وشقق سكنية أخرى، بعد أن تلقى مالك المبنى تحذيرا مسبقا بقصفه.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن صحفيا فلسطينيا أصيب في القصف مع تطاير الحطام والشظايا إلى مسافة عشرات الأمتار.

وقال الجيش الإسرائيلي إن "طائراته المقاتلة قصفت المبنى المؤلف من عدة طوابق والذي يضم أصولا عسكرية تخص مكاتب مخابرات منظمة حماس الإرهابية".

وأضاف أنه أعطى تحذيرا مسبقا للمدنيين لإخلاء المبنى بما يسمح لهم بالخروج منه.

ووصف الرئيس التنفيذي لوكالة أسوشيتد برس جاري برويت الضربة بأنها "تطور مزعج بشكل لا يصدق" وقال إن 12 صحفيا ومتعاقدا من العاملين بالوكالة كانوا بالمبنى وتم إجلاؤهم في الوقت المناسب.

وأضاف في بيان "شعرنا بالصدمة والذعر عندما علمنا أن الجيش الإسرائيلي سيستهدف ويدمر المبنى الذي يضم مكتب أسوشيتد برس ومكاتب مؤسسات إعلامية أخرى في غزة... لن يعلم العالم الكثير عما يحدث في غزة بسبب ما حدث اليوم".

وقالت الحكومة الأمريكية إنها طلبت من إسرائيل ضمان سلامة الصحفيين.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي على تويتر "تواصلنا مباشرة مع الإسرائيليين لضمان أن سلامة وأمن الصحفيين ووسائل الإعلام المستقلة مسؤولية أساسية".

ووصف الدكتور مصطفى سواق، المدير العام بالوكالة لشبكة الجزيرة الإعلامية، الهجوم بأنه "وحشي" وطالب بتحرك دولي لمحاسبة إسرائيل وتحميلها المسؤولية.

وأضاف في بيان "هدف هذه الجريمة هو إخراس الإعلام المهني الحر وإخفاء حقيقة ما يتعرض له أهل غزة من قتل وتدمير ووحشية".

ورفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس ما يتردد عن سعي إسرائيل لإسكات وسائل الإعلام. وقال لرويترز "هذا قول زائف تماما. الإعلام ليس الهدف على الإطلاق".

ووصف كونريكوس المبنى بأنه هدف عسكري مشروع قائلا إنه يضم المخابرات العسكرية لحماس. وأضاف أن حماس ربما خلصت إلى أنها بوضع "أصول" تابعة لها داخل مبنى به مكاتب وسائل إعلامية "فإنها كانت تأمل على الأرجح بأنها ستكون في مأمن من الهجوم الإسرائيلي".

وعلى مدى أسبوع من الصراع الشرس يقول الجيش الإسرائيلي إن قصفه للمباني في غزة يستهدف ضرب أهداف تستخدمها حماس التي تدير القطاع.

وأطلق مسلحو حماس أكثر من ألفي صاروخ على إسرائيل في أحدث مواجهة. وإلى يوم السبت، يقول مسعفون فلسطينيون إن 140 شخصا على الأقل بينهم 39 طفلا قتلوا في غزة. وتتحدث إسرائيل عن مقتل 10 بينهم طفلان.

اتصال نتنياهو وبايدن

جاء تدمير المبنى بعد يوم من وصول هادي عمرو مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل وسط جهود دبلوماسية لاستعادة الهدوء وقبل اجتماع مجلس الأمن الدولي الأحد.

وردا على سؤال عن سبب تدمير المبنى بالكامل قال كونريكوس إنه لا توجد طريقة يمكن بها تدمير أهداف حماس فقط. ومضى يقول "نظرا لأنها كانت تشغل عدة طوابق في المبنى... كان من الضروري هدم المبنى بالكامل".

وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اتصال هاتفي يوم السبت بأن إسرائيل "تفعل كل ما في وسعها لتجنب الإضرار" بمن لا يشاركون في قتالها مع حماس وجماعات أخرى في غزة.

وقال نتنياهو إن الدليل على ذلك هو أنه خلال الضربات الإسرائيلية الأخيرة على أبراج متعددة الطوابق "حيث هاجم الجيش الإسرائيلي أهدافا إرهابية، تم إجلاء غير المقاتلين"، بحسب ملخص المكالمة الهاتفية الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وقال نادي الصحافة الوطني ومقره واشنطن إن هجوم اليوم السبت على البرج في غزة جاء في أعقاب "قصف طائرات حربية إسرائيلية لمبنيين آخرين يضمان أكثر من 12 وسيلة إعلام" يومي 11 و12 مايو / أيار 2021.

وأضاف في بيان "هذا الاتجاه يثير التساؤل عما إذا كانت القوات الإسرائيلية تهاجم هذه المنشآت لتعطيل التغطية المستقلة والدقيقة للصراع".

واتهمت النائبة رشيدة طليب، العضو الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي والابنة لمهاجرين فلسطينيين، إسرائيل على تويتر باستهداف وسائل الإعلام حتى "لا يرى العالم الفلسطينيين يذبحون".

ونشرت قناة تلفزيون الجزيرة أيضا تقريرا عن الضربة على موقعها الإلكتروني باللغة الإنكليزية.

ونقلت عن الصحفي صفوت الكحلوت قوله "كنا نعمل هنا على مدى 11 عاما. كنت أغطي العديد من الأحداث من هذا المبنى. عشنا تجارب شخصية ومهنية. الآن تبخر كل شيء في ثانيتين فقط".

قناة الجزيرة تعتبر تدمير إسرائيل مبنى في غزة يضم مكتبها "جريمة حرب"

وأدان مدير مكتب الجزيرة في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل قصف الجيش الإسرائيلي مبنى يضم مكتب القناة في قطاع غزة، ووصف الاستهداف بأنه "جريمة حرب" ترمي إلى "إسكات الأصوات الإعلامية".

وتقصف إسرائيل منذ الإثنين القطاع الفلسطيني الذي تسيطر عليه حركة حماس وتطلق منه صواريخ باتجاه الدولة العبرية ردا على قمعها العنيف للمحتجين الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة.

وأعلنت السلطات الصحيّة في غزة مقتل 145 شخصا، بينهم 41 طفلاً، وإصابة نحو 1100 آخرين جراء عمليات القصف الإسرائيلي، إلى يوم السبت.

وقال مدير مكتب الجزيرة في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل وليد العمري في تصريحات بثتها القناة مباشرة إن استهداف مقر القناة في غزة "جريمة تضاف إلى مسلسل الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة".

وأضاف أن إسرائيل لا تريد "فقط نشر الدمار والقتل في غزة، وإنما تحاول إسكات الأصوات الإعلامية التي تشاهد وتوثق وتنقل حقيقة ما يجري في قطاع غزة"، مشددا على أن ذلك "أمر بطبيعة الحال مستحيل".

وشاهد صحافيون من وكالة فرانس برس عدداً من الصواريخ وهي تدمّر المبنى المكوّن من 13 طابقاً والذي يحوي أيضاً مكتب وكالة أسوشييتد برس الأميركية.

من جهته، قال مراسل الجزيرة الإنكليزية في غزة صفوت الكحلوت "أعمل هنا منذ 11 عاما. غطيت عدة أحداث من هذا المبنى. الآن اختفى كله في ثوان"، وفق ما نقل عنه حساب القناة الإنكليزية في تويتر.

وزعم الجيش الإسرائيلي أنه توجد معدات عسكرية لحركة حماس في المبنى، وأن هذه الأخيرة تستعمل الصحافيين "دروعا بشرية". وشدد الجيش أنه أبلغ "المدنيين" الذين كانوا في المبنى بضرورة إخلائه لأنّه على وشك قصفه.

وفي واشنطن أعلن البيت الأبيض أنّه "أبلغ الإسرائيليين مباشرةً بأنّ ضمان سلامة الصحافيين ووسائل الإعلام المستقلّة هو مسؤولية بالغة الأهمية"، وفقاً لتغريدة نشرتها المتحدثة باسمه جين ساكي.

وفي باريس أكّدت وكالة فرانس برس على لسان رئيسها التنفيذي فابريس فريس "تضامنها الكامل مع وسائل الإعلام التي دمّرت مكاتبها في غزة"، مطالبة باحترام "الحقّ في الإعلام".

بدوره قال فيل شيتويند مدير الأخبار في فرانس برس "لقد صُدمنا بشدّة لواقع أنّ مكاتب إعلامية استُهدفت بهذه الطريقة".

وإلى يوم السبت أطلقت منظمات فلسطينية مسلحة أكثر من 2300 صاروخ وقذيفة على إسرائيل من قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص بينهم طفل وإصابة 560 آخرين.

 

 

تصاعد الصراع بين إسرائيل وغزة ونتنياهو يقول الضربات الجوية ستستمر

اندلع القتال يوم الإثنين 10 / 05 / 2021 ولا مؤشر على نهاية له. ودبلوماسيون أمريكيون وعرب يبذلون مساعي لاستعادة الهدوء. وضربة إسرائيلية تدمر مبنى مؤلفا من 12 طابقا في غزة. وصواريخ من غزة تصيب منطقة في تل أبيب.

وقصفت إسرائيل غزة ودمرت برجا كان يضم مؤسسات إعلامية قائلة إنه يضم أصولا لحركة حماس، بينما أصابت صواريخ فلسطينية تل أبيب يوم السبت 15 / 05 / 2021، في ظل غياب أي مؤشر حتى الآن على نهاية وشيكة للقتال المستمر منذ نحو أسبوع.

وإلى يوم السبت يقول الفلسطينيون إن ما لا يقل عن 145 قتيلا سقطوا في غزة منذ اندلاع القتال يوم الإثنين من بينهم 41 طفلا، وتقول إسرائيل إن عشرة سقطوا قتلى بينهم طفلان.

وفي وقت لاحق تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس للدعوة للهدوء.

لكن إسرائيل وحماس أصرتا على أنهما ستواصلان القصف دون أن تلوح في الأفق نهاية للأعمال القتالية على الرغم من جلسة مزمعة لمجلس

الأمن التابع للأمم المتحدة الأحد لبحث أسوأ جولة من العنف بين الفلسطينيين وإسرائيل في سنوات.

وقال نتنياهو في كلمة أذاعها التلفزيون "الطرف الذي يتحمل المسؤولية عن هذه المواجهة ليس نحن، بل من يهاجمنا... ما زلنا في وسط هذه العملية ولم تنته بعد وستستمر هذه العملية ما دامت تقتضي الضرورة".

وتابع نتنياهو أن حملة القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي قضت على عشرات من مسلحي حماس ودمرت "مئات" من مواقع الحركة بما في ذلك أماكن إطلاق الصواريخ وشبكة أنفاق واسعة.

وشنت حماس الهجوم الصاروخي يوم الإثنين بسبب توتر أثارته دعوى قضائية لطرد عدد من الأسر الفلسطينية في القدس الشرقية وردا على اشتباكات الشرطة الإسرائيلية مع الفلسطينيين قرب المسجد الأقصى.

وقال زعيم حماس إسماعيل هنية متحدثا أمام حشود من المحتجين في العاصمة القطرية الدوحة يوم السبت إن القتال يدور أساسا حول القدس.

وأضاف هنية أن "الصهاينة" يعتقدون إن بإمكانهم هدم المسجد الأقصى ويعتقدون أنهم يستطيعون تشريد الفلسطينيين في الشيخ جراح. وخاطب نتنياهو قائلا "لا تلعب بالنار".

حرب جوية

وقالت إسرائيل يوم السبت إن حوالي 2300 صاروخ انطلقت من غزة صوب إسرائيل منذ يوم الاثنين وإن الدفاعات الصاروخية اعترضت حوالي ألف منها وسقط 380 منها داخل قطاع غزة.

وشنت إسرائيل أكثر من ألف ضربة جوية وباستخدام المدفعية على القطاع المكتظ بالسكان، وقالت إنها موجهة لحماس وجماعات مسلحة أخرى.

وتسببت الغارات الإسرائيلية في تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة غزة وأضاءت سماء القطاع أثناء الليل.

وفي الأسبوع الماضي قالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا لرويترز إن المحكمة "تراقب بدقة شديدة" أحدث تصعيد في الأعمال القتالية وسط تحقيق يجري الآن في مزاعم ارتكاب جرائم حرب في جولات سابقة من الصراع.

واتهم نتنياهو حماس "بارتكاب جريمة حرب مزدوجة" باستهداف المدنيين وباستخدام المدنيين الفلسطينيين "دروعا بشرية".

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية ومقرها نيويورك يوم السبت إنها تشعر "بقلق حقيقي من أن الهجمات تسببت في دمار غير متناسب للممتلكات المدنية" في غزة.

دبلوماسية فاشلة

وصل هادي عمرو نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون إسرائيل والفلسطينيين مبعوث بايدن إلى إسرائيل الجمعة قبل جلسة يعقدها مجلس الأمن الدولي الأحد لمناقشة الوضع.

لكن الجهود الدبلوماسية لم تنجح حتى الآن في وقف أسوأ تصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين منذ عام 2014.

وقال البيت الأبيض إن بايدن أطلع نتنياهو على "اتصالات عالية المستوى" تجري مع شركاء إقليميين لاستعادة الهدوء وعبَّر عن القلق بشأن أمن الصحفيين.

كما تحدث بايدن مع عباس للمرة الأولى منذ تولي الرئيس الأمريكي منصبه في يناير / كانون الثاني 2021.

وقال الجانبان إن بايدن أكد مجددا دعمه لحل الدولتين للصراع وقال البيت الأبيض إن بايدن ملتزم "بتعزيز الشراكة الفلسطينية الأمريكية" التي وصلت إلى أدنى مستوى أثناء حكم إدارة دونالد ترامب.

ومما يعقِّد الجهود الدبلوماسية عدم اتصال الولايات المتحدة ومعظم القوى الغربية مع حماس التي تعتبرها هذه الأطراف منظمة إرهابية. كما لا يمارس عباس، الذي تتركز قاعدة نفوذه في الضفة الغربية المحتلة، بأي نفوذ على حماس في غزة.

وفي إسرائيل اقترن الصراع بأعمال عنف في تجمعات يقطنها مزيج من اليهود والعرب في إسرائيل. وهوجمت معابد يهودية ونُهبت متاجر يملكها عرب واندلعت مشاجرات في الشوارع. وحذر الرئيس الإسرائيلي، الذي يعد منصبه شرفيا إلى حد بعيد، من حرب أهلية.

وقالت حماس إن الصواريخ كانت ردا على غارات إسرائيلية الليلة الماضية على مخيم للاجئين على ساحل القطاع أسفرت عن مقتل امرأة وأربعة من أطفالها لقوا حتفهم جراء إصابة منزلهم في المخيم.

وقال المسعفون إن خمسة آخرين لقوا حتفهم. وقالت إسرائيل إنها استهدفت شقة تستخدمها حماس. رويترز / أ ف ب / د ب أ 

 

[embed:render:embedded:node:44254]