ترامب الذي لا يعرفه الحكام العرب
رئيس أمريكي "ينتهج أسلوب الصدمة الداعشي"

هل قرأ حكام العرب كتب ترامب وما كُتب عنه ليفهموا شخصيته؟ يرى مصطفى هاشم في تحليله التالي لموقع قنطرة أن ترامب ليس مجنونا كما يقال، بل إن له خبرة تؤهله لكسب ما يريد بأقل تكلفة، خاصة من العرب.
في عام 1991 وقَع دونالد ترامب في ورطة، وقد كان الرجل ذا باع كبير في مجال العقارات، حيث كانت سوق نيويورك للعقارات على وشك الانهيار، وكان ترامب في حاجة ماسة إلى المال السائل حتى يستطيع أن يصمد خلال الأزمة الوشيكة وكان يتطلع إلى بيع فندق سانت موريس حيث كانت تكمن فرصته الكبرى لتحقيق ما يصبو إليه.
 
 
كان الفندق على مقربة من فندق بلازا، تلك القلعة التي كان قد اشتراها مؤخرا وبذلك لم يعد بحاجة إلى الاحتفاظ بفندق سانت موريتس. حينئذ قام الملياردير الأسترالي الجريء آلان بوند بإبداء رغبته في الشراء وعلى الرغم من حاجة ترامب الملحة إلى البيع إلا أنه لم يتخلَّ عن دور البائع المتحفظ وقال مجيبا طلب آلان "لا يا آلان، لا تطلب مني بيع سانت موريتس إنه أغلى ما أملك وأنا لن أفكر في بيعه أبدا وإنما سوف أحتفظ به لأحفادي، فتخير ما شئت من ممتلكاتي وقدم العرض المناسب ولكن لا تقترب من سانت موريتس. ولكن كي أكون منصفا هل يمكنك إخباري بأفضل سعر يمكنك عرضه؟".
الغلاف العربي لكتاب روجر داوسون "أسرار قوة التفاوض"
"ترامب من أفضل من يحققون ما يريدون": يعتبر روجر داوسون من أقوى رجال التفاوض، وعمل كمستشار لكبريات الشركات كما أنه ترأس شركات كبرى. روجر داوسون وصف ترامب بأنه من أفضل النماذج الذين يحققون ما يريدون، وقد ذكره مرتين في كتابه "أسرار قوة التفاوض" ، الذي صدر قبل وصول ترامب للرئاسة بـ 14 عاما تقريبا.
 
إن ترامب كان يريد البدء من أعلى نقطة قبل بدء المفاوضات، وقد دفع آلان بوند مليون دولار لشراء فندي سانت موريتس مما وفر لترامب النقود السائلة التي مكنته من مواجهة فترة الكساد اللاحقة في سوق العقارات.
هذه قصة حقيقية ذكرها روجر داوسون في كتابة "أسرار قوة التفاوض" وهو من أقوى رجال المفاوضات وعمل كمستشار لكبريات الشركات كما أنه ترأس شركات كبرى، وقد ذكر ترامب مرتين في كتابه -الذي صدر قبل وصول ترامب للرئاسة بـ14 عاما تقريبا- كواحد من أفضل النماذج الذين يحققون ما يريدون.
 
 
ترامب ليس مجنونا من وجهة نظري كما يقال، ورغم كبر سنه الذي تعدى سبعة عقود فإن له من الخبرة ما تؤهله للحصول على ما يريد بأقل تكلفة.
هل تتذكر معي ماذا فعل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بعد أن غير اسمه إلى تنظيم الدولة وإعلان الخلافة في 29 يونيو 2014 وأراد أن يعلن عن نفسه بوضوح. قام بعمل حالة من الصدمة بمشاهد قتل وطرق للقتل لم تحدث أمام الكاميرات بهذه الصورة من قبل.
 
كان التنظيم يهدف إلى صُنع هالة حوله، حتى أنه بمجرد سماع اسمه يضطرب القلب وتخاف القرى، إذا كان متجها حولها فيسيطر على القرى بسهولة نظرا لهروب القوى المدنية أو المقاتلين بمجرد سماع خبر قدومه.
هذا بالضبط ما فعله ترامب في بدايات حكمه بداية عام 2017؛ حينما أصدر الكثير من القرارات المتتالية التي كان قد وعد بها وهو يعلم أن بعضها غير دستورية ولكنه يريد أن يؤكد على فكرة أنه الرجل القوي "وما على لسانه على قلبه"، وأنه لا يتراجع.
 
هي رسالة للعالم بأن الجميع يجب تنفيذ ما يفكر به قبل أن يطلب هو منهم، فهو يتعامل كالسينما الذي تصور الأمريكيين عادة بأنهم لا مثيل لهم وأنهم الأبطال الخارقون ولذا فهو يتوقع أن يرضخ الطرف الآخر وليس لديه مانع في المبالغة في رد الفعل إذا غضب الطرف المقابل.
 
اقرأ أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة