ترامب: محمد بن سلمان نفى معرفته بما وقع لخاشقجي وإذا كان قادة السعودية يعلمون "فسيكون ذلك سيئا"

ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه إذا كان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان يعلمان بما حدث للصحفي جمال خاشقجي "فسيكون ذلك سيئا".

وقال لشبكة فوكس بيزنس لدى سؤاله عن خاشقجي الكاتب بصحيفة واشنطن بوست وفقا لما ورد في مقتطف من المقابلة "يعتمد الأمر على ما إذا كان الملك أو ولي العهد يعلمان به أم لا، وفي رأيي فإن المهم معرفة ما حدث وليس ما إذا كانا يعلمان به أم لا. إذا كانا يعلمان فسيكون ذلك سيئا".

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء 16 / 10 / 2018 إنه تحدث إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي وعده بإجراء تحقيق "كامل" في قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وكتب على تويتر: "لقد تحدثت للتو مع ولي العهد السعودي الذي نفى بشدة معرفته بما حدث في القنصلية في تركيا"، وأضاف "أبلغني أنه أمر بالبدء بإجراء تحقيق كامل ومعمق على ان يتوسع سريعا".

ترامب يرسل وزير خارجيته بومبيو بعد طرحه نظرية "قتلة مارقين". ومصدر يقول إن محققين أتراك سيفتشون القنصلية السعودية باسطنبول مجددا. والقضية تسبب توترا في علاقات واشنطن بالرياض وتثير غضبا عالميا.

وقالت الولايات المتحدة إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق على ضرورة إجراء تحقيق شامل في اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وذلك بعد تقارير تحدثت عن أن الرياض ستقر بمقتله خلال استجواب سار على نحو خاطئ.

واختفى خاشقجي، الذي يحمل إقامة قانونية في الولايات المتحدة، وهو أحد منتقدي ولي العهد السعودية البارزين، عقب دخول القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر / تشرين الأول الجاري 2018. ويعتقد مسؤولون أتراك أن الصحفي السعودي قُتل هناك ونُقلت جثته من المكان وهو ما تنفيه السعودية بشدة. ودخل محققون أتراك القنصلية السعودية في اسطنبول الليلة الماضية لأول مرة وفتشوا المكان لمدة تجاوزت تسع ساعات.

وأرسل ترامب وزير خارجيته مايك بومبيو إلى الرياض في ظل توتر العلاقات بين البلدين بعدما تحدث مع الملك سلمان وأثار تكهنا بشأن مسؤولية "قتلة مارقين". واجتمع بومبيو مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد لبحث الواقعة التي أثارت غضبا دوليا وسلطت الضوء مجددا على سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان.

وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت إن بومبيو والأمير محمد "اتفقا على أهمية إجراء تحقيق شامل وشفاف وفي الوقت المناسب". وأضافت: "أكد وزير الخارجية مجددا قلق الرئيس فيما يتعلق باختفاء جمال خاشقجي ورغبته في معرفة ما حدث". ومن المتوقع أن يتوجه بومبيو إلى تركيا بعد عشاء مع ولي العهد.  

طلاء في القنصلية

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن المحققين الأتراك سيوسعون نطاق التفتيش ليشمل مقر القنصل السعودي وكذلك سيارات خاصة بالقنصلية. وأثناء حديثه للصحفيين في البرلمان أثار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان احتمال إعادة طلاء بعض أجزاء القنصلية. وأضاف: "يبحث التحقيق في العديد من الأمور مثل وجود مواد سامة وهذه المواد أزيلت عن طريق إعادة طلائها".

وذكر مصدر أمني تركي أن تفتيش القنصلية الليلة الماضية وفر "أدلة قوية" ولكن ليس دليلا دامغا على أن خاشقجي قتل داخلها. لكنه قال: "غير أن هناك بعض النتائج يجري العمل عليها". وتمثل القضية، على الرغم من الغضب العالمي، معضلة بالنسبة للولايات المتحدة وبريطانيا والدول الغربية الأخرى. فالسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم وتنفق ببذخ لشراء الأسلحة الغربية. كما إنها حليف عسكري وخصم لإيران.

وتواجه الرياض انتقادات أيضا من بعض الساسة وجماعات حقوق الإنسان في الغرب بشأن القتلى المدنيين الذين سقطوا جراء قصف طائراتها الحربية في حرب اليمن التي تدخلت فيها قبل ثلاث سنوات.

وهدد ترامب "بعقاب شديد" إذا تبين أن خاشقجي قُتل داخل القنصلية لكنه استبعد إلغاء صفقات سلاح بعشرات المليارات من الدولارات بينما حثت دول أوروبية على محاسبة المسؤولين.

ومما يوضح القلق بشأن قضية خاشقجي، انسحبت شركات إعلامية دولية ومدراء تنفيذيون من مؤتمر استثماري مزمع عقده في السعودية الأسبوع المقبل.

وانضم الرئيس التنفيذي لبورصة لندن ديفيد شويمر للقائمة اليوم وكذلك الرؤساء التنفيذيون لبنوك (إتش.إس.بي.سي) وستاندرد تشارترد وكريدي سويس وبي.إن.بي باريبا، فضلا عن الملياردير ديفيد بوندرمان رئيس شركة (تي.بي.جي) للاستثمار المباشر والمشارك في تأسيسها.

وقالت سيتي أوف لندن كوربوريشن، التي تدير الحي المالي بالعاصمة البريطانية، إن رئيسة إدارة السياسة والموارد فيها كاثرين مكجينيس لن تحضر المؤتمر، بينما قال وزير المالية الهولندي فوبكه هوكسترا إنه لن يحضر على الأرجح. وقالت السعودية إنها سترد على أي ضغط أو عقوبات اقتصادية. 

جمع الأدلة

وأفادت شبكة (سي.إن.إن) بأن السعودية تستعد للاعتراف بمقتل خاشقجي خلال تحقيق سار على نحو خاطئ بعدما ظلت تنفي على مدى أسبوعين أن لها أي دور في اختفائه. ونقلت نيويورك تايمز عن شخص مطلع على الخطط السعودية قوله إن ولي العهد وافق على استجواب خاشقجي أو خطفه. وقالت الصحيفة إن الحكومة السعودية ستحمي الأمير بإلقاء اللوم على مسؤول مخابرات فيما يتعلق بالعملية. ولم يتسن الحصول على تعليق من السلطات السعودية.

وأبلغت مصادر تركية رويترز بأن لدى السلطات التركية تسجيلا صوتيا يشير إلى أن خاشقجي قُتل داخل القنصلية وإنها أطلعت بلدانا تشمل السعودية والولايات المتحدة على الأدلة.

وذكر شاهد من رويترز أن سيارات للطب الشرعي حملت عينات من التربة وبابا معدنيا من الحديقة، لكن مسؤولا تركيا كبيرا أقر بصعوبة جمع أدلة بعد 13 يوما من الواقعة. في غضون ذلك، أكد مصدر أمني تركي أن القنصل العام السعودي في اسطنبول محمد العتيبي غادر تركيا عائدا إلى الرياض اليوم الثلاثاء 16 / 10 / 2018 قبل ساعات من تفتيش الشرطة التركية المتوقع لمقر إقامته. وقال إن السلطات التركية لم تطلب منه الرحيل، مضيفا: "هو أراد المغادرة".

"أداة هدم"

وانتقل خاشقجي إلى واشنطن العام الماضي خشية العقاب على انتقاده للأمير محمد الذي يواجه المعارضين بالاعتقال. ووجه عدد كبير من أعضاء الكونغرس الأمريكي انتقادات شديدة للمملكة. ووصف السناتور الجمهوري لينزي جراهام، الذي يصف نفسه بأنه مؤيد قديم للرياض، الأمير محمد بأنه "أداة هدم" واتهمه بقتل خاشقجي. وقال لفوكس نيوز: "هذا الرجل يجب أن يرحل". وعبر في لقاء منفصل مع إذاعة فوكس نيوز عن قلقه بشأن أحد أبناء خاشقجي الذي لا يزال يعيش في السعودية وعرض مساعدة "أولاده الثلاثة الذين يحملون الجنسية الأمريكية". 

وعاود الريال السعودي ارتفاعه بعدما تراجع إلى أدنى مستوى له منذ عامين بفعل مخاوف من انكماش الاستثمارات الأجنبية. ونزل مؤشر البورصة السعودية ثلاثة بالمئة في المعاملات الصباحية اليوم الثلاثاء قبل أن يغلق على ارتفاع بعد دخول صناديق مرتبطة بالحكومة للشراء قرب الإغلاق. رويترز ، أ ف ب