تركيا تريد إعادة مليون سوري إلى منطقة آمنة بمنازل جديدة في سوريا محذرةً من موجة لجوء إلى أوروبا

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الخميس 05 / 06 / 2019 إن بلاده تعتزم إعادة توطين مليون لاجئ في شمال سوريا وربما تفتح الطريق إلى أوروبا أمام المهاجرين، ما لم تتلق دعما دوليا كافيا لهذه الخطة.

وتسيطر تركيا التي تستضيف 3.6 مليون لاجئ سوري على أجزاء من شمال سوريا حيث تقول إن 350 ألف سوري عادوا بالفعل إلى هناك. وتقيم "منطقة آمنة" مع الولايات المتحدة في الشمال الشرقي حيث قال إردوغان إنه يمكن نقل المزيد إليها.

وفي كلمة ألقاها في أنقرة قال إردوغان: "هدفنا هو إعادة مليون على الأقل من أشقائنا السوريين إلى المنطقة الآمنة التي سنقيمها على حدودنا الممتدة بطول 450 كيلومترا".

جاءت التصريحات في وقت تصعد فيه تركيا من ضغطها على واشنطن لتقديم المزيد من التنازلات بشأن عمق المنطقة الآمنة المقرر إقامتها في شمال شرق سوريا والإشراف عليها كما تتعرض هي لضغط متزايد في إدلب بشمال غرب سوريا حيث يتقدم هجوم حكومي مدعوم من روسيا باتجاه الشمال.

وتشير بيانات الحكومة التركية إلى أن عددا محدودا من السوريين في تركيا جاءوا من الشريط الشمالي المقترح لإعادة التوطين. وجاء في كلمة إردوغان: "نقول إنه يجب علينا إقامة مثل هذه المنطقة الآمنة حيث تستطيع تركيا بناء بلدات فيها بدلا من مدن المخيمات هنا. دعونا ننقلهم إلى المناطق الآمنة هناك".

وأضاف: "أعطونا دعما لوجيستيا وسوف نستطيع بناء منازل في عمق 30 كيلومترا في شمال سوريا. بهذه الطريقة يمكننا أن نوفر لهم أوضاعاً معيشة إنسانية".

وتابع قائلا: "إما أن يحدث هذا أو سيكون علينا فتح الأبواب. "إن لم تقدموا الدعم فاعذرونا، فنحن لن نتحمل هذا العبء وحدنا. لم نتمكن من الحصول على الدعم من المجتمع الدولي وتحديدا الاتحاد الأوروبي".

صراع متجدد: وطبقا لاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في مارس / آذار 2016 وافقت أنقرة على كبح تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل مساعدة بمليارات اليوروهات. لكن عدد المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان المجاورة ارتفع الشهر الماضي أغسطس / آب 2019. وقبل أسبوع وصل أكثر من 12 زورقا تحمل 600 مهاجر وذلك في أول موجة هجرة من نوعها خلال ثلاث سنوات.

 

 

وفي الشهر الماضي أغسطس / آب 2019 قال وزير الداخلية سليمان صويلو إن 17 بالمئة من اللاجئين في تركيا جاءوا من مناطق في الشمال الشرقي تخضع لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية. ولا تغطي المنطقة الآمنة المزمعة سوى جزء بسيط من هذه المساحة.

وفي الأسبوع الماضي قال المسؤول الكردي السوري الكبير بدران جيا كرد إن من الضروري إعادة توطين اللاجئين في بلداتهم الأصلية. وقال عن الشمال الشرقي: "توطين مئات الآلاف من السوريين الذين ينتمون لمناطق أخرى هنا غير مقبول".

وقال نيكولاس دانفورث الزميل الزائر في صندوق مارشال الألماني والمقيم في اسطنبول إن التحذير بشأن اللاجئين في سياق المنطقة الآمنة يتيح لإردوغان فرصة الضغط على أوروبا والولايات المتحدة في ذات الوقت. وقال: "ما يبدو واضحا هنا هو أنه سيكون من المستحيل توطين هذا العدد من اللاجئين في أي منطقة تقام عبر المفاوضات مع الولايات المتحدة ووحدات حماية الشعب".

وأضاف: "تبدو هذه محاولة لممارسة الضغط من أجل الحصول على المزيد من التنازلات الأمريكية بشأن المنطقة الآمنة حيث يمكن إعادة توطين بعض اللاجئين بغية كسب الرأي العام داخل (تركيا)". رويترز