إردوغان يلوِّح بيديه إثر فوزه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية - تركيا.

تركيا على مواقع التواصل العربي
قراءات عربية متباينة لفوز إردوغان الرئاسي

أثار فوز إردوغان بولاية رئاسية ثالثة تفاعلا كبيرا في منصات التواصل الاجتماعي العربي ما بين ابتهاج وانتقاد وسجال بين مؤيدي ومعارضي إردوغان لم يخلُ من تراشق إعلامي. متابعة محمد فرحان.

تفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية بشكل واسع مع نتائج جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التركية والتي أسفرت عن فوز الرئيس التركي الحالي 2023 رجب طيب إردوغان على مرشح المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو. وتراوحت ردود الفعل بين من أشاد بالفوز ومن انتقده.

وحتى قبل جولة الإعادة، نالت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا والتي وُصفت بـ "انتخابات القرن"، اهتماما واسعا في العالم العربي خاصة بين الدول ذات الروابط الجيوسياسية القوية مع تركيا ودول إقليمية أخرى ليست على وئام مع تركيا إردوغان.

الجدير بالذكر أن الهيئة العليا للانتخابات في تركيا أعلنت فوز إردوغان بولاية جديدة حيث قال رئيس الهيئة أحمد ينار إن إردوغان فاز بنسبة 14ر52% من أصوات الناخبين فيما حصل كيليتشدار أوغلو على 86ر47% من الأصوات، لكنه لم يقر حتى الآن بخسارته السباق الانتخابي.

وكان إردوغان قد استبق إعلان النتائج بإعلان نفسه فائزا بالانتخابات أمام حشد كبير من أنصاره حيث قال من سطح حافلة متوقفة أمام مقر إقامته في إسطنبول "عهدت إلينا أمتنا مسؤولية حكم البلاد للسنوات الخمس المقبلة".

ابتهاج بفوز إردوغان

وعلى وقع الفوز، أعرب كثير من رواد مواقع التواصل عن فرحهم بفوز الرئيس التركي بالسباق الانتخابي الذي حظى بنصيب الأسد من اهتمام المغردين العرب سواء في المنطقة العربية أو من يعيشون في تركيا.

الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي أشاد بفوز إردوغان. في تغريدة على حسابه بتويتر واعتبر المرزوقي أن "تركيا تعطي للعالم أروع الدروس في تسيير هذا النظام السياسي المتميز"، على حد وصفه.

 

 

وفي تغريدة، قال الرئيس الأسبق لـ"الائتلاف الوطني السوري المعارض"، معاذ الخطيب، إنه "مايزال أمام الأنظمة في المنطقة العربية وخصوصاً سوريا مسار فلكي حتى تتعلم من تركيا ماذا تعني الانتخابات".

 

 

وإقليميا، لقي فوز إردوغان تفاعلا كبيرا من الدول العربية التي على وئام قوي مع الرئيس التركي خاصة قطر حيث نشر مغردون صورا ولقطات مصورة إضاءة أبراج بعلم تركيا وصور إردوغان.

كذلك، شهد لبنان وقطاع غزة ومناطق في الضفة الغربية المحتلة خروج العشرات وهم يرفعون الأعلام التركية وصور إردوغان مع توزيع الحلوى.

لاجئون سوريون يتنفسون الصعداء

وبعد انتهاء السباق الانتخابي لصالح إردوغان، أعرب الكثير من رواد التواصل الاجتماعي من اللاجئين السوريين في تركيا عن ارتياحهم لحصول إردوغان على ولاية رئاسية جديدة خاصة مع ما شهدته الانتخابات من تصاعد لوتيرة الخطاب المعادي لوجود اللاجئين الذين يصل عددهم إلى أكثر من 5 ملايين في تركيا، جلهم من سوريا.

 

 

الجدير بالذكر أن اللاجئين السوريين والتواجد السوري في تركيا كان إحدى النقاط الساخنة خلال الانتخابات التركية سواء الرئاسية أو البرلمانية خاصة مع احتدام المعركة الانتخابية بين إردوغان وكمال كيليتشدار أوغلو. فخلال السباق الانتخابي تعهد كيليتشدار أوغلو بترحيل اللاجئين خلال عامين في حالة فوزه الانتخابات فيما أكد إردوغان أنه سيعمل على إعادة أكثر من مليون لاجئ إلى المناطق الآمنة في الشمال السوري فضلا عن اتخاذ خطوات ترمي إلى استئناف العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وتقول منظمات حقوقية إن الكثير من اللاجئين السوريين في تركيا يعانون من تدني مستوى المعيشة وصعوبة الحصول على وظائف فضلا عن تعرضهم لمضايقات عنصرية مع انتقاد لعمليات "الترحيل القسري" التي قامت بها السلطات التركية في الآونة الأخيرة.

انتقادات لسجل إردوغان

ورغم مظاهر التفاعل الإيجابي مع فوز إردوغان خاصةً من أصوات تدعم ما يُعرف بـ "الإسلام السياسي"، إلا أن حصول الرئيس التركي على ولاية جديدة لم يسلم من انتقادات مغردين عرب.

 

 

وفي مصر، قال الإعلامي عمرو أديب على فضائية "أم بي سي مصر" المملوكة لسعوديين إن فوز إردوغان "لم يكن مفاجئا"، قائلا إن هذا الفوز جاء "رغم الاقتصاد المتبهدل والفشل في التعامل مع الزلزال"، على حد وصفه.

 

 

 إردوغان المثير للجدل

واعتبر الإعلامي السعودي عضوان الأحمري أنه رغم فوز إردوغان إلأ أن مشروعه "قد تحطم"، فيما قال الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله إن إردوغان "فاز بفارق 4 نقاط فقط" في تغريدة أثارت تراشقا بينه وبين العديد من رواد التواصل الاجتماعي.

 

 

كذلك، انطلق حقوقيون من فوز إردوغان بولاية رئاسية جديدة لانتقاد أسلوبه في إدارة البلاد منذ أن برز في الحياة السياسية التركية قبل عشرين عاما.

يشار إلى أن منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان قالت في تقريرها العالمي لعام 2022 إن حكومة إردوغان "استهدفت بانتظام منتقدي الحكومة والمعارضين السياسيين المتصوَّرين وفرضت سيطرة قوية على وسائل الإعلام والقضاء تمهيدا للانتخابات البرلمانية والرئاسية".

 

محمد فرحان

حقوق النشر: دويتشه فيله 2023

 

ar.Qantara.de

 

 

 

 

اقرأ أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة