كما نقلت الصحيفة احتجاز عدد من المشتبه بهم المرتبطين بإيران. وأشار المسؤولون الأتراك إلى أنّ محاولة الاغتيال كانت انتقاماً لمقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة في عام 2020 من قبل عملاء إسرائيليين.
سير إردوغان على حبل جيوسياسي مشدود
بالنسبة لرجب طيب إردوغان، إصلاح العلاقات مع إسرائيل وإقامة شراكة محتملة في القوقاز وآسيا الوسطى هي مرحلة حرجة كالسير على حبل مشدود.

إذ ينبغي على إردوغان الموازنة بين تحسين العلاقات مع بلدان مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي يعتبر منتقدوها أنها تخلّت عن الدفاع عن قضايا المسلمين، بما في ذلك محنة الفلسطينيين، وبين تصدير نفسه باعتباره الزعيم المسلم الذي يهتم بشركائه في الدين.
ونتيجة ذلك، أشار وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو مؤخراً إلى أنّ "أي خطوة نتّخذها مع إسرائيل فيما يخصّ علاقاتنا، أي تطبيع، لن يكون على حساب القضية الفلسطينية، مثل بعض البلدان الأخرى".
وفي الوقت ذاته تقريباً، وجّهت تركيا الاتهام إلى 16 شخصاً اعتقلتهم الخريف الماضي (تشرين الأول/أكتوبر 2021) بتهمة الانتماء إلى شبكة تجسّس إسرائيلية. وقد أنكرت مصادر استخباراتية إسرائيلية وجود مثل هذه الشبكة.
وقد قال سيث فرانتزمان، كبير مراسلي الشرق الأوسط في صحيفة "جيروزاليم بوست" اليمينية، بعد فترة وجيزة من الاعتقالات في الخريف الماضي: "اتهامات أنقرة "بالتجسّس" والتهديدات الظاهرة بطلب مقابل كبير لإخلاء سبيل المعتقلين تُظهِرُ أنّها كانت تستخدم دبلوماسية الرهائن مع سياح أبرياء. وبهذه الطريقة تصرفت حركة حماس، التي يدعمها الحزب الحاكم في أنقرة... . الأنظمة الطبيعية لا تحتجزُ الأبرياء".
د. جيمس م. دورسي
ترجمة: يسرى مرعي
حقوق النشر: موقع قنطرة 2022
د. جيمس م. دورسي هو صحفي حائز على جوائز، وباحث بارز في معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية.