تقنين الحشيش في العالم الإسلامي
أبرز محاولات الدول العربية لتشريع الحشيش

بعد فشلها في منعه، تفكر دول جدياً في تقنين الحشيش لتحصيل أموال لخزانة الدولة وتقليل نسبة المدمنين. فيما شهدت دول عربية مطالبات بتقنين المخدر الذي يُدخنه الملايين في المنطقة العربية، من بينها مصر، والمغرب، وتونس، ولبنان، على غرار ما فعلته هولندا، والأورغواي، والولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى كثيرة. لكن ما تأثير ذلك بالفعل؟ رضا غنيم يسلط الضوء على إمكانية تقنين الحشيش في العالم العربي.

الحشيش ممنوع والخمرة مش ممنوعة. طب ليه؟ ده يسطل المخ ودي تلطش المخ. ده حرام ودي حرام. ده يضر بالصحة ودي تضر بالصحة. الحشيش غالي والخمرة أغلى منه. اش معنى القانون متحايز للخمرة؟ القانون بيفوت للخمرة علشان ندفع عليها ضرائب. طيب خليه بيفوت لحشيش وندفع عليه ضرائب".

هذه التساؤلات طرحها الفنان المصري عماد حمدي، في فيلم "ثرثرة فوق النيل"، المقتبس عن رواية الأديب العالمي نجيب محفوظ، عام 1971. وتعد هذه التساؤلات أول دعوة شهيرة لتقنين الحشيش في العالم العربي، والتعامل معه مثل الخمور.

بعد رواية محفوظ بسنوات، بدأت بعض الدول بالتفكير جدياً في تقنين الحشيش، لعدة أسباب، منها تحصيل أموال لخزانة الدولة، وتقليل نسبة المدمنين.

وشهدت بعض الدول مطالبات ومقترحات بتقنين المخدر الذي يُدخنه الملايين في المنطقة العربية، من بينها مصر، والمغرب، وتونس، ولبنان، على غرار ما فعلته هولندا، والأورغواي، والولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى كثيرة.

مصر: الدعوة إلى التقنين تُواجه رفضاً مجتمعياً ورسمياً

قبل عامين، طالب رئيس رابطة تجار السجائر في مصر، أسامة سلامة، الحكومة بتقنين الحشيش، موضحاً أن ذلك يوفر للدولة ملايين الجنيهات، ويُقلل من استهلاكه.

Symbolbild Hanfanbau; Foto: dpa
شهدت دول عربية مطالبات بتقنين المخدر الذي يُدخنه الملايين في المنطقة العربية، من بينها مصر، والمغرب، وتونس، ولبنان، على غرار ما فعلته هولندا، والأورغواي، والولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى كثيرة.

يقول سلامة لرصيف22: "المبالغ التي يجرى صرفها على تجارة الحشيش بطريقة غير شرعية، يمكن توفيرها من خلال فرض الضرائب، مثل الخمور. التقنين يُنعش الاقتصاد المصري. فلننظر إلى الدول الأوروبية. سيوفّر قرابة أربعة مليارات دولار للخزينة"، مشيراً إلى أنه لم يكرّر الدعوة بسبب الهجوم الذي تعرّض له.

بعد ساعات من دعوة سلامة الحكومة بتقنين الحشيش، تصدر هاشتاغ #قننوا_الحشيش موقع تويتر، وغرّد مئات المصريين، مؤيدين مطلب التقنين، فيما عدّد آخرون مزاياه.

السياسي المصري البارز أسامة الغزالي حرب أيّد تقنين مخدر الحشيش، وقال إن الدولة فشلت في منعه، فلماذا لا تفكر في تقنينه، موضحاً أن التقنين يقلل من استخدامه، لأن الأشياء الممنوعة تزداد الرغبة في اقتنائها.

رفض مجتمعي ورسمي سرعان ما ظهر ضد مقترح التقنين، وأصدر صندوق مكافحة الإدمان الحكومي بياناً قال فيه إن تقنين الحشيش يشكل تهديداً حقيقياً للسلم المجتمعي، كونه سبباً رئيسياً في حوادث السير في مصر، إذ تخطى عدد ضحايا السير فيها 15 ألفاً.

ورفض السلفيون المقترح، وغرّد أنصار التيار الإسلامي ضد الفكرة، بدعوى أن "مصر بلد سُني، والحشيش من المحرّمات"، كما قال أحدهم. يُضاف إلى ذلك، استضافة وسائل إعلام مصرية أساتذة علم اجتماع أعلنوا رفضهم للتقنين.

المغرب: رئيس الحكومة يرفض التقنين

كانت المغرب في طليعة الدول العربية التي تشهد مقترحات جادة لتقنين الحشيش، إذ تتصدر مع أفغانستان قائمة أكثر الدول إنتاجاً وتصديراً لنبتة القنب الهندي أو الحشيش، وفق تقرير للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات. وحسب وزارة الداخلية، تعيش نحو 90 ألف عائلة عاملة في المجال الزراعي في شمال البلاد من عائدات الحشيش.

وذكر تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية أن نسبة إنتاج القنب في المغرب ارتفعت أواخر عام 2016، ليساهم بقرابة 23 مليار دولار من إجمالي الدخل القومي.

أصوات كثيرة طالبت بتقنين الحشيش في المغرب تصدّرها عبد الحكيم بن شماس، قيادي بحزب الأصالة والمعاصرة المعارض للحكومة، بسبب وجود مناطق فقيرة تعيش على زراعته، ويعاني أبناؤها من الملاحقات القضائية. وأضاف أن التقنين يساعد في تحسين ظروف سكان الريف.

اقرأ أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة
ملفات خاصة من موقع قنطرة