
تكريم "الشهداء" في إيرانتقديس "الشهداء" بين الإسلام الشيعي والنهج الخميني
كلُّ شيء يبدأ مع الفراشات. "قاعة الفراشات" هو اسم القاعة الأولى في أكبر متحف إيراني حكومي للحرب في العاصمة الإيرانية طهران. "الدفاع المقدَّس" اسم يُطلق في جمهورية إيران الإسلامية على حرب الثمانية أعوام مع جارها العراق، وهذا الاسم لا يطلق على هذا المتحف فقط، بل وعلى جميع متاحف الحرب في إيران.
ما هو سبب تسمية "متحف الدفاع المقدَّس" الحربي الحكومي في إيران، الذي يُعَدُّ واحدًا من أكبر وأغلى المتاحف في البلاد، لقاعته الأوَّلى الكبيرة باسم "قاعة الفراشة"؟ يشرح لنا ذلك أحد المرشدين الناطقين باللغة الإنكيزية العاملين لإرشاد الزوَّار الأجانب في هذا المتحف: "الفراشات تحبُّ النور. فهو يجذبها كثيرًا، بحيث أنَّها تُقدِّم حياتها من أجله. فهي تحترق في نار الحب، وذلك من أجل النور".

ترمز الفراشات كاستعارة رومانسية إلى أكثر من خمسمائة ألف قتيل، هم "الشهداء" الذين قدَّموا حياتهم القصيرة جدًا في الغالب من أجل الجمهورية الإسلامية الفتية في الحرب ضدَّ العراق. تشكِّل اليوم ذكرى القتلى والجرحى، الذين احتاجتهم المعركة ضدَّ قوَّات صدام حسين، حجر الزاوية في الأساس الذي تُقيم عليه إيران هويَّتها وفهمها الذاتي التاريخي.