ثقة علماء دين مصريين أزهريين درَّسوا سابقاً في أفغانستان ببقاء إرثهم الإسلامي رغم سيطرة طالبان

الأزهر لا يخشى ضياع إرثه في أفغانستان رغم سيطرة طالبان: يثق علماء دين من الأزهر الشريف بمصر -كانوا قد أمضوا سنوات في التدريس في أفغانستان وكانوا يخططون لفتح معهد تعليمي للفتيات هناك- بأن رسالة الإسلام السمحة التي عكفوا على نشرها هناك لن تضيع بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد.

وأرسل الأزهر، المؤسسة الدينية التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام، بعثة تعليمية إلى أفغانستان عام 2007 بهدف نشر تعاليم الإسلام الصحيح في بلد كانت تستخدم الجماعات المسلحة فيه الدين مبررا للقتال.

وعادت البعثة المؤلفة من 23 شخصا إلى مصر بعد أن تقطعت بهم السبل لفترة وجيزة في كابول عندما اجتاحت طالبان العاصمة الأفغانية الشهر الماضي. وكان أعضاء البعثة يُستبدلون كل ثلاث سنوات تقريبا. وقال شوقي أبو زيد (58 عاما) رئيس بعثة الأزهر إلى أفغانستان في مقابلة بعد عودته للقاهرة "كان لا بد أن يكون هناك تواجد للأزهر في دولة أفغانستان، حتى نتواصل مع الشعب الأفغاني ومع الشباب الأفغاني، حتى ننشر رسالة الإسلام السمحة، هذا أمر ضروري وأمر مهم جدا".

وكان الأزهر يستضيف نحو 700 تلميذ من الذكور في معهده التعليمي في كابول وعلى مدار سنوات نال آلاف الطلاب منحا لاستكمال دراستهم في كليات جامعة الأزهر في القاهرة. وكان أعضاء البعثة يلقون محاضرات وخطباً في عدة محافل وكانوا يظهرون في كثير من وسائل الإعلام الأفغانية.

وكان الأزهر يستعد لافتتاح معهد تعليمي جديد للفتيات. وعبر أبوزيد عن أمله في أن تفي طالبان بوعدها بالسماح للفتيات والنساء بالدراسة.

وقال "طالبان من نسيج الشعب الأفغاني، وكما سمعت من خلال وسائل

الإعلام ومن خلال تواصلنا مع الأساتذة في الجامعات ورؤساء الجامعات وبعض الشخصيات الهامة أن الفكر تغير، وأنهم يقدرون المرأة وأيضا قالوا إننا سنتيح تعليم المرأة ولكن بمقاييس معينة تتوافق مع الشريعة الإسلامية".

وقال مسؤولون في الأزهر إن عودة البعثة إلى أفغانستان لاستكمال مهمتها يعتمد في الأساس على موافقة القيادة السياسية المصرية وعلى عودة الاستقرار والأمن إلى أفغانستان.

وقال محمد ورداني مدير المركز الإعلامي بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر في مقابلة إن الإرث الذي يتركه الأزهر في أي دولة من دول العالم "لا يتغير بتغير الأنظمة أو الحكم".

وقال ورداني "الإرث الأزهري هو إرث يورث لأجيال وأجيال، ليس فقط معلومة عابرة ولكنه فكر".

وأضاف "إذا حدث هناك استقرار وتراجعت طالبان عن افكارها وعادت الدولة إلى استقرارها بإرادة شعبية، فالأزهر لا يمانع في أن تعود بعثته مرة أخرى إذا طُلب ذلك، وما دام هناك استقرار ولا يوجد أي مخاطر على البعثة هناك". 22 سبتمبر / أيلول 2021 (رويترز).

 

[embed:render:embedded:node:45309]