جماعة إسلامية شيعية في العراق تمزج موسيقى الراب بالأناشيد لجعل شعائر الدين للشباب أكثر جاذبية

تقوم جماعة داخل الطائفة الشيعية بالعراق بعمل شعائر وطقوس دينية بالاستعانة بموسيقى الراب لجعل مثل هذه التجمعات أكثر جاذبية للشباب.

ويوم الجمعة (أول مارس / آذار 2019)، اشترك عشرات الرجال الذين يرتدون قمصانا متشابهة خضراء اللون في مراسم دينية قاموا خلالها بضرب صدورهم بأيديهم واستخدام الإيقاعات بكثافة لنقل الرسائل الروحية.

والضرب على الصدر أمر شائع في الكثير من الطقوس الشيعية ويتمشى مع إيقاعات المنشد الذي يحمل الميكروفون وينشد مستخدما مواهبه في الإنشاد والغناء.

وقال عايد الحسني، ممثل رجل الدين الشيعي البارز محمود الحسني الصرخي، إن الهدف من إدخال الموسيقى إلى المراسم والطقوس هو التحدث بلغة الشباب والتقرب منهم. وأضاف أن هذا الإجراء اكتسب زخما كبيرا.

وأوضح: "طرحت هذه المرجعية طور الراب المهداوي الإسلامي الحسيني والذي أحل مجالا كبيرا والذي أصبح يحاكي ويناغي أسلوب الشباب".

وقال رجل مشارك في الطقوس يدعى عباس الزيدي: "من خلال الراب نستطيع أن نوصل رسالة إنسانية قبل أن تكون إسلامية.. رساله تنبذ التطرف تنبذ التكفير تنبذ الاعتداء وإقصاء الآخر".

وقال شاب يدعى محمد علاء: "آني كشاب إذا ما أروح إلى اللطم ما التحق وين أروح أروح للمقاهي وأتسكع بالشوارع والأمور الفاسدة".

وقد امتد الراب الشيعي، أو الراب المهداوي كما يسميه البعض في جنوب العراق، إلى محافظات أخرى في المنطقة، بما في ذلك الناصرية، والحلة، وميسان، والبصرة الغنية بالنفط، وكذلك بعض المناطق ببغداد.

وأضاف عايد الحسني: "الموسيقى بحد ذاتها هي محللة لكن هنا الحرمة تقع بالاستخدام إذا استخدمت هذه الموسيقى في مجال اللهو والطرب والغناء تحرم.. أما إذا استخدمت الموسيقى في مجال رثاء أهل البيت وفي مدح أهل البيت وفي التواشيح وفي الأناشيد الإسلامية واليوم نراها في كثير من الأناشيد الإسلامية تستخدم فيها الموسيقى".

لكن في الوقت الذي يرحب فيه بعض رجال الدين بإدخال الراب في الاحتفالات الدينية، فإن البعض الآخر يشككون فيه ويعتبرونه بدعة مخالفة للدين لأنهم يعتقدون أن الموسيقى حرام في الإسلام.

وقال رشيد الحسني وهو رجل دين شيعي معروف ومحاضر في الديوانية: "من يقول بجواز هذه الموسيقى فاعلم أنه غير منضبط وغير عالم...فإذن الموسيقى التي تكون بهذه الحيثية فهي حرام مطلقا سواء كانت في جلسات المرح أو حفلات معينة أو كانت في شعائر حسينية".

وهناك مجتمعات شيعية كبيرة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أفغانستان وأذربيجان والبحرين وإيران ولبنان وباكستان والسعودية وسوريا. رويترز