جمعية مسجد المفكر المصري مصطفى محمود - مسيرة حافلة بالعطاء الخيري الإنساني منذ أربعة عقود

تحتفل جمعية "مصطفى محمود" الخيرية في مصر عام 2019 بمرور 40 عاما على تأسيسها بشكل ساهم في ترسيخ العمل الإنساني في البلاد من خلال مساعدة ملايين الفقراء والمساكين من المرضى غير القادرين أو الأيتام الذين لا يجدون قوت يومهم، وكذلك الأرامل اللواتي تقطعت بهن السبل، لتصبح بذلك من العلامات المميزة في العمل الأهلي الخيري.

ويرجع الفضل في تأسيس هذه الجمعية، التي تم افتتاحها في عام 1979 في شارع جامعة الدول العربية في حي المهندسين الراقي بالجيزة، إلى الفيلسوف والطبيب والكاتب الشهير مصطفى محمود الذي ألف قرابة مئة  كتاب، منها العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية، كما قدم أكثر من 450 حلقة من برنامجه التليفزيوني الشهير "العلم والإيمان".

وتقول أمل، ابنة الراحل الدكتور مصطفى محمود  لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن فكرة إنشاء الجمعية بدأت في عام 1974 عندما أرسل والدها خطابا لأحد أصدقائه المغتربين في أوروبا يخبره فيه برغبته في بناء مسجد ملحق به بعض العيادات الطبية في القاهرة،  بعد نجاحه في توفير مبلغ أربعة  آلاف جنيه هي كل مدخراته، ولكن هذا المبلغ كان قليلا لإنجاز المشروع .

 

 

وأشارت  إلى نجاح والدها بعد أشهر في الحصول على قطعة أرض مساحتها  2500 متر مربع في الميدان الذي صار يحمل اسم "ميدان مصطفى محمود" بشارع جامعة الدول العربية في المهندسين، بمحافظة الجيزة، واستطاع جمع تبرعات من عدد من أصدقائه لتبدأ رحلة بناء صرح خيري عملاق أصبح البذرة الأولى للعمل الأهلي في مصر.

وتضيف أمل أن والدها رسخ قاعدة الابتكار وتطوير أدوات  العمل الخيري، "وكان لا يدخر جهدا في السفر إلي أقصى أطراف البلاد ليرسى أنبل صور التكافل والتراحم كإطعام الفقراء والمساكين وعلاج المرضى المحتاجين"، مشيرة إلى أن "مصطفي محمود" ليست مجرد جمعية أهلية تقدم مساعدات للبسطاء "بل هي كيان عملاق وعمود خيمة لمئات من المصريين منذ تأسيسه وحتى الآن".

ويؤكد الدكتور محمد ربيع، مدير القطاع الطبي وعضو مجلس إدارة جمعية "مصطفى محمود" لـ (د ب أ)، أهمية العمل الخيري في دعم الوضع الصحي في  مصر، مشيرا إلى أن عدد الذاهبين إلى العيادات التابعة للجمعية بجميع التخصصات وصل العام الماضي 2018 إلى 600 ألف حالة.

وأضاف أنهم في الجمعية يرفعون شعار أن صحة المواطن هي أهم أولوياتهم، ولذلك يحرصون على توفير جميع الخدمات التي يحتاجها المريض منذ دخوله المستشفى وحتى تلقيه العلاج على أكمل وجه.

ولفت ربيع إلى أن عدد المترددين علي أقسام الخدمات الطبية من معامل تحاليل ووحدات أشعة (رنين ومقطعية وموجات صوتية وأشعة عادية)  خلال العام الماضي 2018 وصل إلى  500 ألف حالة، مشيرا إلى أن أسعار الخدمات الطبية تقدر بحوالي 50 في المئة من أسعار السوق الموجودة بالمستشفيات والمراكز الطبية في مصر.

 

 

وأشار إلى أن جمعية مصطفى محمود تعد بمثابة "ترمومتر" ضبط أسعار العمليات الجراحية في مصر بما تقدمه من دعم، لافتا إلى مساهمتها في إجراء عمليات لغير القادرين تُقدَّر بحوالي 700 ألف جنيه  شهرياً. 

وأوضح  أنهم يساعدون في زراعة الكبد والكلي والقوقعة حيث تساهم الجمعية بعلاج 30 حالة شهرياً بتكلفة تصل إلى حوالي 300 ألف جنيه/ وكذلك المساعدة في الأجهزة الطبية بحوالي 50 ألف جنيه شهريا، فضلا عن تقديم مساعدات دوائية للأمراض المزمنة ولغير القادرين بحوالي 500 ألف جنيه شهرياً.

وتحدث ربيع عن إنشاء مستشفى على أعلى مستوى بمدينة السادس من أكتوبر، خارج القاهرة، قائلا: "هذا صرح عملاق  ينتظر اكتماله"،  لافتا إلى تسارع وتيرة الانتهاء من أعمال الإنشاءات بالمستشفى الجديد والذي سيساهم في حل مشاكل كثيرة بالمجال الطبي في مصر.

وأضاف أن المستشفى  تشمل: "أول معمل متكامل  لكافة التخصصات، بالإضافة لقسم أشعة شامل، وكذلك قسم خاص بالجراحة تشمل جراحة العظام وجراحة الأورام والعلاج بالكيماوي".

ولا يقتصر العمل في الجمعية علي الخدمات الطبية فقط، فالعمل الخيري لا يتوقف، حيث يتم توفير باقة خدمات متنوعة للبسطاء تشمل المساهمة في تكاليف الزواج وتقديم مساعدات لأكثر من سبعة آلاف أسرة شهريا، وكذلك الدعم النقدي لعابري السبيل والذي يبلغ حوالي 100 ألف جنيه شهرياً. 

 

 

ويقول ربيع إن هناك مساعدة تُقَدَّم لأكثر من 500 طفل يتيم يوم عيدهم من أجل إدخال السرور على قلوبهم، فتقدم لهم الملابس والأحذية وهدايا أخرى، لافتا إلى مشروع القرض الحسن الدوار، حيث تقوم لجنة الخدمات بخلق مجتمع منتج بقرى الصعيد الفقيرة وتعليم أفراده بعض الزراعات وتسليمهم مواشي وأبقار لمساعدتهم في الزراعة كذلك تم عمل مزارع سمكية بالأقصر والوادي الجديد.

وأشار عضو مجلس إدارة الجمعية إلى المساعدات الموسمية، التي تشمل بطاطين الشتاء حيث يتم سنويا توزيع  15 ألف بطانية على أصحاب المعاشات والأمراض المزمنة في المحافظات الفقيرة، وكذلك توزيع 5000 كرتونة خلال شهر رمضان على المحافظات، لافتا إلى إنشاء مركز لتدريب الحاسب الآلي، وتعليم الخياطة، وإعطاء دروس للشهادات الثانوية وكل ذلك بدون مقابل.

وتعد مائدة الطعام، بحسب ربيع، من أكبر أنشطة الجمعية حيث تستقبل ثلاثة آلاف عابر سبيل يوميا، بالإضافة للوجبات الموزعة على الطرق والمستشفيات. (د ب أ)