"جيش الإسلام" فصيل سوري يدعو فرنسا لإخلاء سبيل ناطق سابق باسمه اتهمته باريس بـ "جرائم حرب"

دعا فصيل "جيش الاسلام"، الذي كان يعدّ من أبرز فصائل المعارضة السورية، السلطات الفرنسية السبت 01 / 02 / 2019 إلى تخلية قيادي سابق في صفوفه، أوقفته باريس قبل أيام ووجّهت له تهماً بارتكاب "جرائم حرب".

وأعلن مصدر قضائي فرنسي لوكالة فرانس برس الجمعة أن الناطق السابق باسم الفصيل مجدي مصطفى نعمة، والمعروف باسم إسلام علوش، مثل أمام قاضي التحقيق في باريس الذي وجه إليه تهم التعذيب وارتكاب جرائم حرب والتواطؤ في حالات اختفاء قسري، بعدما جرى توقيفه الأربعاء في جنوب فرنسا، حيث يقيم بتأشيرة طالب.

وطالب "جيش الاسلام" في بيان نشره السبت 01 / 02 / 2020 على حسابه على تطبيق تلغرام القضاء الفرنسي بتخلية مجدي مصطفى نعمة "وردّ التهم الكيدية المنسوبة إليه"، والهادفة إلى "النيل من سمعة" الفصيل.

وأكد أن الموقوف كان "يمارس مهمة إعلامية موكلة إليه من خلال إصدار البيانات والتصريحات (..) وترك العمل مع جيش الإسلام منذ العام 2017 ولم تعد تربطه أي علاقة تنظيمية" به.

وكان آلاف من مقاتلي الفصيل يتمركزون في منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق، والتي حاصرتها قوات النظام لسنوات قبل أن تشن هجوماً واسعاً عليها انتهى في نيسان/أبريل 2018 بسيطرتها على المنطقة بعد اجلاء الآلاف من مقاتلي المعارضة والمدنيين الى شمال البلاد.

ويتهم ناشطون "جيش الاسلام" بالوقوف خلف خطف المحامية والصحافية المعارضة رزان زيتونة مع زوجها وائل حمادة وسميرة خليل وناظم الحمادي، الناشطين المعارضين، أثناء تواجدهم في مدينة دوما، نهاية عام 2013. لكن الفصيل لطالما نفى الاتهامات فيما لم ترشح أي معلومات عن مكان تواجدهم أو مصيرهم.

وكان سبعة من أفراد عائلة زيتونة والمنظمات غير الحكومية الثلاث "الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان" و"المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" و"رابطة حقوق الإنسان"، تقدموا خلال الصيف بشكوى أمام النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب في فرنسا بشأن "أعمال تعذيب" و"حالات اختفاء قسري" و"جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب" بين 2012 ونيسان/أبريل 2018.

وقالت المنظمات الثلاث في بيان مشترك إنه "يشتبه بأن إسلام علوش متورط أيضا في تجنيد أطفال"، مشيرة إلى أن "عدداً من الضحايا يتهمونه بالخطف والتعذيب أيضاً".

وأبدت ارتياحها كون توجيه الاتهام "يفتح الطريق لأول تحقيق قضائي يتناول الجرائم التي ارتكبتها" هذه المجموعة التي ينتشر مقاتلوها حالياً في شمال شرق سوريا مع فصائل أخرى موالية لأنقرة. 

والرجل من مواليد عام 1988 يقيم في فرنسا بتأشيرة طالب في إطار برنامج "إيراسموس" المخصص للطلاب وتم توقيفه في مدينة مرسيليا (جنوب).

وذكرت المنظمات غير الحكومية الثلاث "الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان" و"المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" و"رابطة حقوق الإنسان"، في بيان مشترك أن الرجل الموقوف اختار لنفسه الاسم الحركي إسلام علوش، لكن اسمه الحقيقي هو مجدي مصطفى نعمة.

وكانت رزان زيتونة واحدة من شخصيات الانتفاضة الشعبية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد في آذار/مارس 2011. ومنحت في ذلك العام جائزة ساخاروف لحقوق الإنسان مع ناشطين آخرين في "الربيع العربي".

وبعد ذلك انتقدت زيتونة انتهاكات حقوق الإنسان من قبل كل أطراف النزاع. لم تتبنَ أي جهة خطف هؤلاء الناشطين ولم ترشح أي معلومات عن مكان تواجدهم او مصيرهم، فيما اتهم حقوقيون وأفراد من عائلاتهم جيش الاسلام بخطفهم، الأمر الذي نفاه الأخير.

ومنذ خطفهم، سرت شائعات متضاربة عن مقتلهم أو نقلهم إلى أماكن أخرى أو حتى تسليمهم للحكومة السورية في اطار اتفاق مقايضة مع معتقلين من الفصائل.

وكان سبعة من أفراد عائلة زيتونة والمنظمات غير الحكومية الثلاث تقدموا في حزيران/يونيو 2019 بشكوى لدى قسم الجرائم ضد الإنسانية في النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب في فرنسا بشأن "أعمال تعذيب" و"حالات اختفاء قسري" و"جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب" بين 2012 ونيسان/ابريل 2018.

وبعد ثلاث سنوات من البحث المضني، تمكنوا من إبلاغ السلطات الفرنسية في كانون الثاني/يناير 2020 بوجود الناطق السابق للجماعة في جنوب فرنسا.

وكانت محكمة في باريس قضت السبوع الماضي بسجن جهادي فرنسي 22 عاما لتحريضه عشرات الشباب على السفر إلى سوريا للقتال وقيادته مجموعة مقاتلين ناطقين باللغة الفرنسية. وكان مراد فارس (35 عامًا) فرّ من سوريا في صيف 2014 بعد عام من وصوله إليها. أ ف ب