سناء سيف شقيقة علاء عبد الفتاح أحد أشهر النشطاء السياسيين في مصر.

حقوق الإنسان في مصر
شقيقة الناشط المصري علاء عبد الفتاح "محبطة" بعد لقائها بساسة ألمان

خلال وجودها في ألمانيا تحدثت سناء سيف عن إضراب شقيقها الناشط المصري البارز علاء عبد الفتاح عن الطعام ومعايير أوروبا المزدوجة وحقوق الإنسان في مصر. فماذا قالت؟ حاورتها كاثرين شير.

خلال جولتها في عدة دول للتعريف بقضية أخيها الناشط السياسي المصري البارز علاء عبد الفتاح والمعتقل في أحد السجون المصرية، أكدت سناء سيف أنها غير مسموح لها بالكشف عن أسماء جميع السياسيين الذين التقت بهم في ألمانيا مؤخراً، إذ أراد بعض البرلمانيين إبقاء الاجتماعات معها في إطار السرية.

هذه الواقعة تنبئ بالكثير، كما تشرح الناشطة السياسية المصرية/البريطانية والبالغة من العمر 28 عاماً، والتي قامت مؤخراً بجولة في أوروبا والولايات المتحدة، وتدافع عن شقيقها علاء عبد الفتاح، وتروج لكتابه المنشور مؤخراً. 

"ليس من المنطقي بالنسبة لي أن أرى السياسيين الألمان يخجلون من الحديث عن حقوق الإنسان"، بحسب ما قالت سناء لـِ دي دبليو، وتضيف: "يبدو الأمر كما لو أنهم لا يريدون أن يحدثوا أدنى قدر من الجلبة أو لفت الانتباه".

سجين رفيع المستوى

وعلاء عبد الفتاح، هو أحد أشهر المعارضين في مصر وربما أحد أبرز السجناء السياسيين في العالم العربي. يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره رمزا لثورة 25 يناير التي اندلعت في مصر عام 2011، وقد تم اعتقاله مجدداً في عام 2014 بزعم مشاركته في احتجاج غير مصرح به، ومنذ ذلك الحين قضى أغلب السنوات اللاحقة في السجن. 

 

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي 2021، حُكم عليه بالسجن خمس سنوات أخرى خلال أداء فترة المراقبة ما بعد تنفيذ الحكم السابق بسبب منشور قديم على موقع فيسبوك.

وصف معلقون كتابه الصادر في أبريل/ نيسان 2022، "أنت لم تُهزم بعد"، بأنه "مجموعة قوية من المقالات... التي تتعقب الانحدار المأساوي للآمال والطموحات التي حدثت له بوجه خاص أو لمصر بوجه عام وذلك منذ أحداث 2011 وصولاً إلى الديكتاتورية العسكرية الوحشية".

يذكر أن علاء عبد الفتاح مضرب عن الطعام حالياً.

في غضون ذلك، تطالب شقيقتاه منى وسناء بنقله إلى سجن في بريطانيا. تمكن شقيقهما، مثلما تمكنتا، من أن يصبح مواطناً بريطانياً إلى جانب حمله للجنسية المصرية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي 2021 لأن والدتهم ولدت في بريطانيا.

"سيكون من باب حفظ ماء الوجه أن تقوم السلطات المصرية بترحيله كمجرم". توضح سناء: "لكن بالطبع في لندن لن نعتبر مجرمين". لكن حتى تنجح هذه الخطة، يجب أن يكون هناك ضغط على النظام المصري من جانب المجتمع الدولي، كما قالت لـ دويتشه فيله.

ألمانيا لن تحرك المياه الراكدة

لهذا السبب سافرت سناء إلى عدة دول حول العالم خلال الأشهر القليلة الماضية. وهذا هو أيضاً سبب خيبة أملها، لأن بعض السياسيين الألمان الذين التقت بهم أثناء وجودها في برلين في منتصف شهر يوليو/ تموز 2022 أرادوا إبقاء اجتماعاتهم معها سرية.

وتقول سناء تعليقاً على ذلك: "إما أنهم ليسوا على علم بمدى النفوذ الذي يتمتعون به (الساسة الألمان) بالفعل في مصر، أو أنهم لا يريدون تغيير الوضع".

كانت سناء نفسها قد قضت وقتاً في السجن في مصر مؤخراً بعد إدانتها بنشر ما زعمت السلطات المحلية أنها أخبار كاذبة عن انتشار كوفيد-19 في السجون المصرية.

وأشارت إلى أنها في الوقت الذي كانت تلتقي فيه بأعضاء البرلمان الألماني خلف أبواب مغلقة، كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي بنظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، والمستشار الألماني أولاف شولتس علانية.

السيسي قال في مؤتمر صحفي في ألمانيا عقب الاجتماعات الرفيعة المستوى للصحفيين إن "الغاز المنتج في شرق البحر المتوسط يمكن نقله وتصديره إلى أوروبا عبر مصر".

 

احتجاجات على السيسي في برلين - ألمانيا. Protesters display anti-Sisi in Berlin 2022 (photo: Omer Messinger/Getty Images)
يصر النظام المصري على قول إنه ليس لديه سجناء سياسيون وإن المسجونين خالفوا القوانين: تقول سناء سيف شقيقة الناشط المصري علاء عبد الفتاح: "بإمكانك إنشاء شراكات قوية بالفعل مع أنظمة قمعية كالنظام المصري لكن عليك أن تفعل ذلك بشكل مختلف وتضع حقوق الإنسان في قلب العلاقة معه". وأشارت إلى أن "السير على غير هدى في علاقة غير صحية مع الطرف الآخر يعني أن السياسيين في [الاتحاد الأوروبي] لم يتعلموا شيئًا من الحرب في أوكرانيا.. إنها سياسة قصيرة النظر للغاية". "في البداية كان التضامن مع الشعب الأوكراني ملهماً للغاية. ولكن الآن ومع اقتراب فصل الشتاء، يبدو أن الجميع قلقون ويجعلون من أزمة الطاقة أولوية. هذا أمر مخيف للجميع". انتقد كثيرون الحفاوة التي تم بها استقبال اللاجئين الأوكرانيين في أوروبا، مقارنة بالطريقة التي يعامل بها طالبو اللجوء من الدول ذات الأغلبية العربية. وقالت: "كعربية، ليس من المفاجئ بالنسبة أن تكون هناك معايير مزدوجة … ولكن ما يثير القلق حقًا هو حقيقة أنه إذا لم تُظهر تضامنًا إلا مع الأشخاص الآخرين الذين يشبهونك، فما هي الفرصة التي لدينا نحن العرب؟ هذا مخيف للناس في كل العالم".

 

تقول سناء سيف لـ دويتشه فيله: "على الرغم من أنه لم يتم إخباري بذلك بشكل صريح، إلا أنني شعرت دائماً أن سبب القلق والتوتر [أثناء الاجتماعات] هو مشكلة الغاز (التي تعاني منها ألمانيا وأوروبا)"، وتضيف: "ولهذا السبب أشعر بخيبة أمل." 

وقالت إن علاقة ألمانيا بمصر لا يجب أن تكون "أسود وأبيض". وأضافت شقيقة الناشط المصري: "لا يزال بإمكانك إنشاء شراكات قوية بالفعل مع أنظمة قمعية كالنظام المصري"، "لكن عليك أن تفعل ذلك بشكل مختلف، وتضع حقوق الإنسان في قلب العلاقة معه".

في هذا السياق، قال كل من شولتس والسيسي إنهما ناقشا أيضاً مسالة حقوق الإنسان خلال اجتماعهما في برلين، لكن لم يخض أي منهما في أي تفاصيل بشأن السجناء السياسيين.

ومؤخراً، نفت الحكومة المصرية وجود أي سجناء سياسيين في البلاد على الإطلاق. وفي يونيو/حزيران 2022 نفت السلطات المصرية أن يكون علاء عبد الفتاح مضربا عن الطعام.

"مشاكل الطاقة أهم من حقوق الإنسان"

تعارض مجموعات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش مثل هذه المزاعم التي يطلقها النظام المصري، قائلة إن مصر "تمر حالياً بواحدة من أسوأ أزماتها الحقوقية منذ عقود"، وإن "عشرات الآلاف من منتقدي الحكومة، بمن فيهم صحفيون ونشطاء سلميون ومدافعون عن حقوق الإنسان، لا يزالون خلف القضبان".

 

وأشارت سيف إلى أن "السير على غير هدى في علاقة غير صحية مع الطرف الآخر يعني أن السياسيين في [الاتحاد الأوروبي] لم يتعلموا شيئًا من الحرب في أوكرانيا.. إنها سياسة قصيرة النظر للغاية". 

"في البداية كان التضامن مع الشعب الأوكراني ملهماً للغاية. ولكن الآن ومع اقتراب فصل الشتاء، يبدو أن الجميع قلقون ويجعلون من أزمة [الطاقة] أولوية. هذا أمر مخيف للجميع".

وعندما سُئلت عن سبب اعتقادها بأن هذا الأمر مخيف، أوضحت أن الناس في الشرق الأوسط معتادون على المعايير المزدوجة من جيرانهم الغربيين. على سبيل المثال، انتقد كثيرون الحفاوة التي تم بها استقبال اللاجئين الأوكرانيين في أوروبا، مقارنة بالطريقة التي يعامل بها طالبو اللجوء من الدول ذات الأغلبية العربية.

وقالت: "كعربية، ليس من المفاجئ بالنسبة أن تكون هناك معايير مزدوجة"، "ولكن ما يثير القلق حقًا هو حقيقة أنه إذا لم تُظهر تضامنًا إلا مع الأشخاص الآخرين الذين يشبهونك، فما هي الفرصة التي لدينا نحن العرب؟ هذا أمر مخيف للناس في جميع أنحاء العالم".

اقرأ أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة