حماس سوداني لفترة انتقالية تضمن حقوقاً وحريات أكثر وتحسن الاقتصاد وتمهد لانتخابات عام 2022
وقَّعَ المجلس العسكري وحركة الاحتجاج في السودان اتفاقا من شأنه أن يمهد لبدء مرحلة انتقالية تؤدي الى حكم مدني في البلاد التي يأمل أهلها بمزيد من الحريات وحياة أفضل. ووقع الطرفان الرئيسيان /المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير/ اتفاقا على تقسيم السلطة، حيث تم تشكيل مجلس من العسكريين والمدنيين، يحكم البلاد لمدة ثلاثة أعوام وثلاثة أشهر.
وقال: "قتل شقيقي رمياً بالرصاص في 3 حزيران/يونيو"، مشيراً إلى القمع الدموي للاعتصام أمام مقر الجيش في الخرطوم، الذي أدى في نهاية المطاف إلى استئناف المفاوضات بين المجلس العسكري الحاكم وحركة الاحتجاج بهدف تفادي اندلاع نزاع في البلاد.
تقول لجنة الأطباء المركزية المقربة من حركة الاحتجاج إن 127 شخصاً على الأقل قتلوا وفقد 11 شخصاً في ذلك اليوم، أكثر الأيام سوداوية خلال حركة احتجاجية استمرت 8 أشهر، وأسفرت عن الإطاحة بالرئيس عمر البشير الذي حكم البلاد لعقود، ودفعت العسكريين الذين حكموا من بعده إلى التسوية.
وطوال اليوم، توافدت مجموعات من السودانيين، رجالا ونساء، كبارا وصغارا، إلى قاعة الصداقة حيث وقعت الوثائق التي ترسم شكل المرحلة الانتقالية المقبلة في البلاد لمدة 39 شهراً.
وخلال سيرها في شوارع وسط الخرطوم الطويلة والمشمسة، رفعت الحشود إشارات النصر، ورددوا عبارة "مدنية، مدنية" في إشارة إلى الحكم المدني الذي يأمل هؤلاء أن توصلهم إليه المرحلة الانتقالية بعد 30 عاماً من حكم البشير المسجون حالياً.
وشارك سكان الخرطوم وسودانيون من مناطق أخرى في البلاد جاؤوا عبر الحافلات والقطارات إلى العاصمة، في هذه المناسبة، مع أولادهم وأجدادهم.
وتوجهت فتاة مرتدية سروال جينز وملتحفة بالعلم عبر دراجة هوائية إلى قاعة المؤتمرات حيث تم توقيع الاتفاق، وهو مشهد ما كان يمكن تصوره في هذا البلد المحافظ قبل عدة أشهر فقط.
وقالت صبا محمد البالغة 37 عاماً ملوحةً بعلم صغير "هذا أكبر احتفال رأيته في بلادي. هذا سودان جديد". وتسمح الفترة الانتقالية بضمان مزيد من الحقوق والحريات وتمهد لانتخابات في أواخر 2022.
وفيما تسود الخرطوم مشاعر احتفال عارمة إلا أن العديد من المواطنين ما زالوا يشعرون بالحذر. وقال عدد من الأهالي لوكالة فرانس برس إنهم يتوقعون تحسنا سريعا وكبيرا في أوضاعهم الاقتصادية.
وفي السوق المركزي في الخرطوم عبر جميع المتسوقين وأصحاب البسطات في ساعة مبكرة السبت عن الأمل في أن تساعدهم حكومة مدنية لكسب لقمة العيش.
وقال الطالب الجامعي علي يوسف (19 عاما) الذي يعمل في السوق "الكل سعداء الآن". وأضاف "بقينا تحت سيطرة الجيش 30 عاما لكن اليوم نترك هذا وراءنا ونمضي نحو حكم مدني". وكان هذا الشاب جالسا بالقرب من أكوام الطماطم المرصوفة على الأرض.
وتابع "كل هذه الخضار باهظة الثمن لكني متأكد الآن بأن ثمنها سيصبح أقل". وفيما لم يتضح بعد كيف ستغير الفترة الانتقالية معيشة المواطنين، إلا أن السكان كبارا وصغار باتوا في غاية الحماسة للتعبير بحرية عن رأيهم.
وقال علي عيسى عبد المنعم جالسا أمام خضاره المتواضعة في السوق "عمري 72 عاما، وطيلة 30 عاما تحت حكم البشير، لم يكن هناك أي شيء جيد بالنسبة لي". وأضاف "الآن بدأت أتنفس الحمد لله". أ ف ب