بعد الاتفاق النووي..."حان الوقت للاتفاق على أولوية حقوق الإنسان"

بعد الاتفاق حول النزاع النووي مع إيران بات يجب على الغرب أن يعمل في المستقبل أكثر من أجل المجتمع المدني الإيراني والالتزام بحقوق الإنسان في جمهورية إيران الإسلامية، مثلما تطالب الحقوقية الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي في الحوار التالي مع شهرام أحادي وميترا شجاعي.

الكاتبة ، الكاتب: Shahram Ahadi & Mitra Shodjaie

السيدة شيرين عبادي، تختلف الآراء ووجهات النظر حول كيفية تأثير الاتِّفاق النووي مع ايران على وضع حقوق الإنسان هناك، حيث يتوقَّع البعض حدوث تغيير إيجابي في الوضع وانفتاح اجتماعي في إيران. بينما يعتقد الآخرون أنَّ الوضع سوف يزداد سوءًا. فما هو رأيك؟

شيرين عبادي: أعتقد أنَّ وضع حقوق الإنسان بالإجمال سوف يتحسَّن. ولكن مع ذلك فإنَّ هذا يتطلب أن يصل إلى الجمهور المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، وكذلك أن تزداد نشاطات الناشطين في مجال حقوق الإنسان في داخل إيران وخارجها.

من خلال رفع العقوبات المفروضة على إيران سيتحسَّن الوضع الاقتصادي لدى الشعب. وبالتالي سوف يصبح لدى الناس نتيجة لذلك المزيد من الوقت والمجال من أجل الاهتمام بقضايا مثل حقوق الإنسان ووضع السجناء السياسيين في بلدهم.

ما هو الدور الذي من الممكن أن يلعبه الغرب ووسائل الإعلام الغربية في هذه المسألة؟

شيرين عبادي: عندما تتفاوض الحكومات الغربية مع إيران حول العلاقات الاقتصادية، فمن الممكن حينها أيضًا أن يتم التطرُّق إلى موضوع حقوق الإنسان. صحيح أنَّ كلَّ دولة تعمل من أجل مصالحها الخاصة، غير أنَّ الحكومات تريد أيضًا أن يكون الناخبون إلى جانبها وأن تكسب رضاهم.

وعندما نتمكَّن نحن كناشطين مدافعين عن حقوق الإنسان من التأثير أكثر في تكوين الرأي العام في الدول الغربية وجعل الناس في الغرب يهتمون أكثر بموضوع حقوق الإنسان في إيران، فمن الممكن حينها أن يؤثر هذا أيضًا في موقف الحكومات وحملها على التعامل بجدية مع مثل هذه الموضوعات.

أَلا تعتقدين أنَّ الغرب سوف يُهمل موضوع حقوق الإنسان في إيران بناءً على الاتِّفاق النووي الذي تم التوصُّل إليه؟

شيرين عبادي: لا، بل أعتقد أنَّ هذا الاتِّفاق سوف يزيد من حساسية الغرب فيما يتعلق بوضع حقوق الإنسان في إيران وكذلك سوف يُمهِّد الطريق من أجل إجراء محادثات مناسبة حول هذا الموضوع. وهذا يحتاج إلى المزيد من التنوير والتوعية وتدفق المعلومات. وهنا بالذات تكمن مهمة المدافعين عن حقوق الإنسان، الذين ينشطون في داخل إيران وخارجها.

Gemeinsame Pressekonferenz der Oppositionsführer Mir Hossein Mussawi (r.) und Mehdi Karrubi; Foto: www.sahamnews.org
Nicht eingelöste Versprechen: Nach Amtsantritt des neuen Präsidenten Hassan Rohani im August 2013 kamen zwar mehrere Dissidenten frei. Seine Zusagen, alle politischen Gefangenen freizulassen, konnte der Präsident aber bislang noch nicht umsetzen. Besonders die Anführer der "Grünen Reformbewegung", Mussawi und Karrubi, stehen seit über vier Jahren unter Hausarrest.

منذ قمع احتجاجات "الحركة الخضراء" في عام 2009 لا يزال زعيما هذه الحركة مير حسين موسوي ومهدي كروبي موضوعين تحت الإقامة الجبرية، وقد وعد الرئيس الإيراني حسن روحاني الناخبين في أثناء حملته الانتخابية بالعمل في المستقبل من أجل تحسين حقوق الإنسان في البلاد. أَلا يستطيع إذًا إلغاء العقوبات المفروضة على زعيمي المعارضة؟

شيرين عبادي: آمل ذلك. فبعد الاتِّفاق حول النزاع النووي مع إيران، كانت الشوارع في إيران مليئة بأشخاص مبتهجين. ولذلك فقد حان الآن الوقت من أجل التوصُّل إلى اتِّفاق حول قضايا حقوق الإنسان في إيران. وبما أنَّ النزاع النووي مع إيران قد تمت تسويته الآن، فقد بات يجب على الغرب أن يعمل في المستقبل أكثر من أجل المجتمع المدني الإيراني والالتزام بحقوق الإنسان في إيران.

 

حاورها: شهرام أحادي وميترا شجاعي

ترجمة: رائد الباش

حقوق النشر: دويتشه فيله/ موقع قنطرة 2015  ar.qantara.de

 

ولدت الدكتورة شيرين عبادي عام 1947 في مدينة همدان الإيرانية. درست القانون في طهران وأصبحت في عام 1969 أوَّل قاضية في وزارة العدل الإيرانية. وفي عام 1971 حصلت على شهادة الدكتوراه في القانون الخاص من جامعة طهران وقد كانت بين عامي 1975 و1979 أوَّل رئيسة محكمة في مدينة طهران. وفي عام 1994 شاركت في تأسيس منظمة حقوق الأطفال "جمعية حقوق الأطفال"، التي تعمل من أجل تحسين القوانين الخاصة بالأطفال. وفي عام 2002 أسَّست عبادي مع محامين إيرانيين آخرين "مركز حقوق الإنسان"، الذي يعمل من أجل حقوق الأقليات. وفي عام 2003 تم منحها جائزة نوبل للسلام تكريمًا لها على نضالها الشجاع من أجل سيادة القانون وحقوق الإنسان.