
حوار مع الحقوقي أبو رحمة حول الحياة في قطاع غزةناشط فلسطيني: غزة على قيد الحياة ولكن بلا أي حياة
احتجاجات فلسطينية لا تنقطع عند السياج الحدودي الإسرائيلي في قطاع غزة، قُتِل فيها أكثر من مئة محتج في أسابيع قليلة، ولا شيء يشير إلى احتمال التهدئة في تلك المنطقة. الصحفية الألمانية إنغه غونتر حاورت لموقع قنطرة، محمود أبو رحمة، مدير العلاقات الدولية في مركز الميزان لحقوق الإنسان، حول آفاق غزة المستقبلية.
ما الذي يجب فعله في المقام الأوَّل من أجل تهدئة الوضع في غزة؟
محمود أبو رحمة: يطالب المتظاهرون بمطالب منها إنهاءُ سياسة الحصار والإغلاق المفروضة على قطاع غزة. لا يوجد أي دليل يثبت أنَّ هذه السياسة تساهم في حفظ أمن إسرائيل. فإسرائيل لديها دائمًا الحقّ في تفحُّص البضائع وتفتيش كلِّ شخص يدخل ويخرج.
هذا الحصار وضع قطاع غزة في وضع خطير للغاية. إذ إنَّ تسعة وستين في المائة من أهالي القطاع يُعتبرون دون سنِّ التاسعة والعشرين، وقد نشؤوا في ظلّ ثلاث حروب وبؤس وفقر. وستون في المائة منهم عاطلون عن العمل. لقد تم إطلاق العديد من المبادرات من أجل تحسين الوضع من خلال المساعدات الإنسانية. ولكن جميعها فشلت، لأن سياسة الإغلاق لا تسمح باتِّخاذ أية إجراءات فعَّالة. حتى أنَّ هذه السياسة تؤدِّي إلى نتائج عكسية، لأنَّها تدفع الناس نحو التطرُّف.
هل صحيح أنَّ معظم الناشئين والشباب هناك لم يغادروا قطاع غزة؟
محمود أبو رحمة: نعم هذا صحيح. وهم يقولون نحن موجودون ولكن لا توجد لدينا حياة، ولا آفاق مستقبلية ولا أمل. وعلى الأرجح أنَّ ما سيخرج منهم لن يكون مفيدًا للمجتمع الفلسطيني ولا لأي طرف آخر في المنطقة.

أكثر من مائة فلسطيني لقوا مصرعهم خلال أسابيع في الاحتجاجات المستمرة عند السياج الحدودي الإسرائيلي مع قطاع غزة برصاص القناصة الإسرائيليين. أثارت هذه المأساة من جديد المزيد من الاهتمام بالبؤس السائد في قطاع غزة. ولكن ازداد أيضًا خطر التصعيد العسكري. فقد قصفت إسرائيل عدة مرات مواقع حماس بعد اشتعال حقول إسرائيلية بطائرات ورقية محملة بمواد مشتعلة تم إطلاقها من قطاع غزة. كذلك أُطلقت مؤخرًا من غزة قذائفُ هاون وصواريخ، ردَّ عليها الجيش الإسرائيلي بنيران شديدة.
من المفترض أنَّ إغلاق قطاع غزة يهدف في الأصل إلى معاقبة حماس…
محمود أبو رحمة: لكن الهدف الرئيسي لسياسة الإغلاق هذه هو فصل غزة عن الضفة الغربية، وتفتيت المجتمع الفلسطيني وعدم السماح بقيام دولة فلسطينية.
ما هي آثار هذه السياسة على أهالي غزة؟
محمود أبو رحمة: مثلًا، عدم تمكُّن مرضى القلب والسرطان، الذين لا يوجد لهم علاج في غزة، من السفر خارج القطاع. ولكن توجد على بعد ساعة بالسيارة مستشفياتٌ فلسطينية في الضفة الغربية. كلَّ شهر لدينا نحو ألفي مريض مثل هؤلاء المرضى، وتقريبًا نصفهم يُحرَمون من الحصول على العلاج الطبي.
في العام الماضي 2017 توفي أكثر من خمسين مريضًا في غزة أثناء انتظارهم الحصول على تصريح خروج. وهذا يُولـِّد الكثير من الغضب والإحباط لدى الأُسر المتضرِّرة، ولدى الجيران وجميع مَنْ يعرفون هذه الحالات.
الصفحات
اقرأ أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة
لماذا تخلى قادة العرب عن الفلسطينيين؟ صراع إسرائيل وفلسطين - بلوغ الفلسطينيين أدنى نقاط تاريخهمالباحث حسن نافعة لموقع قنطرة: "صفقة القرن بين العرب وإسرائيل هدفها تصفية القضية الفلسطينية"مقاومة خلاقة ضد الأسلاك الشائكة الإسرائيلية - مقاومة فلسطينية سلمية - حوار عبد الله أبو رحمة
ملفات خاصة من موقع قنطرة