حوار مع رئيس الجالية اليهودية في طهران
"احترام متبادل بين اليهود والمسلمين في إيران"

إسرائيل وإيران تعتبران رسميا من ألد الأعداء. ورغم ذلك لا تزال تعيش في جمهورية إيران الإسلامية حتى يومنا هذا ثاني أكبر طائفة يهودية في الشرق الأوسط. رئيس الجالية اليهودية في طهران، سيامَك مُره صَدِق يرى أن هذا لا يشكل أي تناقض. ولكن ما هي حقوق اليهود في إيران؟ وكيف يرى يهود إيران الموقف السياسي الإيراني من إسرائيل والمحرقة اليهودية في ألمانيا؟ الصحفية تيريزا تروبر حاورته حول ذلك لموقع قنطرة.

كيف تبدو حياتك كيهودي في جمهورية إيران الإسلامية؟

سيامك مره صدق: أفضل بكثير مما يعتقده معظم الناس. اليهود هنا أقلية معترف بها، وهذا يعني أنَّنا نستطيع ممارسة ديننا بحرِّية. حيث يوجد أكثر من عشرين كنيسًا يهوديًا نشطًا في طهران وحدها وأكثر من خمسة محلات جزارة كوشر (ملتزمة بالشرائع اليهودية). في حين أنَّ هذا غير مسموح به في بعض البلدان الأوروبية بسبب قوانين حماية الحيوان. هنا في إيران هذا مسموح.

وبشكل عام يمكن القول إنَّ اليهود هنا في إيران حالهم على الدوام أفضل من حال أقرانهم في أوروبا. في تاريخ بلدنا، إيران، لم يكن هناك حتى ولو يوم واحد فقط، كان فيه جميع الإيرانيين يعتنقون الدين نفسه وينتمون لنفس العرق أو يتحدَّثون اللغة نفسها، وهذا يفسِّر التسامح الكبير في بلدنا. اليهود والمسلمون يحترمون بعضهم بعضًا، غير أنَّهم يعرفون أيضًا أنَّ هناك اختلافات. ولهذا السبب فإنَّ حالات الزواج بين اليهود ومعتنقي الديانات الأخرى نادرة جدًا في إيران، ونسبة هذه الزيجات تعتبر أقل من 0.1 في المائة.

هل هذا يعني أنَّ اليهود في إيران يعيشون في مكان واحد مع الطوائف الدينية الأخرى، ولكنهم منفصلون عن هذه الطوائف؟

Siamak Morsadegh ist Arzt, Parlamentsabgeordneter und Direktor des "Tehran Jewish Committees"; Foto: DW
"بشكل عام يمكن القول إنَّ اليهود هنا في إيران حالهم على الدوام أفضل من حال أقرانهم في أوروبا. في تاريخ بلدنا، إيران، لم يكن هناك حتى ولو يوم واحد فقط كان فيه جميع الإيرانيين يعتنقون الدين نفسه وينتمون لنفس العرق أو يتحدَّثون اللغة نفسها - وهذا يفسِّر التسامح الكبير في بلدنا"، كما يقول الطبيب والنائب البرلماني ورئيس "الجالية اليهودية في طهران"، سيامك مره صدق.

سيامك مره صدق: لا. على العكس. نحن لدينا علاقات اقتصادية قوية جدًا مع المسلمين، كما أنَّ أصدقائي المقربَّين مسلمون. على سبيل المثال، المستشفى الذي أعمل فيه هو مستشفى يهودي - بيد أنَّ أكثر من خمسة وتسعين في المائة من موظفينا ومرضانا مسلمون. وفي هذا المستشفى السؤال عن الدين ممنوع منعًا تامًا. ذلك لأنَّ أهم آية في التوراة تقول: "عامل الآخرين كما تريد أن تعامل نفسك"، وهذه الآية مكتوبة فوق بابنا. وهي لا تقول "اليهود الآخرين" بل تقول "الناس الآخرين". وهذا يدل على أنَّ لدينا علاقة عملية مع بعضنا البعض، وأنَّنا نتعاون من أجل جعل العالم مكانًا أفضل.

لكن اليهود لا يتمتَّعون بنفس الحقوق أمام القانون الإيراني، على سبيل المثال لا يُسمح لهم بأن يكونوا قضاة أو يشغلوا مناصب سياسية رفيعة. أَلا يُزعجك ذلك؟

سيامك مره صدق: بطبيعة الحال إنَّ حقيقة كوننا أقلية دينية فهذا يُسبِّب لنا بعض المشكلات. وبسبب الأزمة الاقتصادية هنا في إيران، يواجه الكثير من الناس صعوبات في العثور على عمل. وبالنسبة لليهود يعتبر العثور على عمل صعبًا بشكل خاص، لأنَّ القوانين تفرض علينا بعض القيود. وهكذا لا يسمح لنا على سبيل المثال بالعمل كضبَّاط في الجيش، بل فقط كجنود بسطاء.

ونحن نبذل قصارى جهدنا من أجل تغيير ذلك. هذه عملية تدريجية لا يمكن أن تحدث بين ليلة وضحاها، ولكننا نُحرز تقدُّمًا. ومن أكبر النجاحات التي حقَّقناهنا على مدى الأعوام الماضية السماح للأطفال اليهود، الذين يتعلمون في المدارس العامة، بالبقاء في منازلهم يوم السبت، إذا كانوا يريدون الالتزام بِـ (عطلة) السبت، والكثيرون يريدون ذلك لأنَّ معظم اليهود هنا في إيران هم يهود أرثوذكس.

اقرأ أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة