هل تغير طالبان نهجها؟

بعد سيطرة طالبان على السلطة: كيف ستتعامل مع النساء؟ وهل ستكون ملاذا للمتشددين؟ وكيف ستكون علاقتها بالدول الغربية؟ وهل انتهت باستلامها الحكم قصة أفغانستان؟ ولماذا لا تسطيع الوصول إلى احتياطيات أفغانستان المالية؟ وماذا قال أفغان عن مطار كابول بعد وصولهم إلى ألمانيا؟ وكيف يرى العرب انتصار طالبان؟

عضو بارز في طالبان: علماء المسلمين سيقررون دور المرأة في أفغانستان: قال قيادي بارز في حركة طالبان الأربعاء 18 / 08 / 2021 إن دور المرأة في أفغانستان، بما في ذلك حقها في العمل والتعليم وشكل ملابسها، أمور سيبت فيها في نهاية المطاف مجلس من علماء المسلمين.

وقال وحيد الله هاشمي، المطلع على صنع القرار في الحركة، لرويترز "علماؤنا سيقررون ما إذا كان سيُسمح للبنات بالذهاب للمدارس أم لا".

وأضاف "سيبتون فيما إذا كان يتعين على النساء وضع حجاب أو نقاب أو مجرد غطاء للرأس مع عباءة أو شيء ما أو لا. الأمر متروك لهم".

وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث الرئيسي باسم حركة طالبان، في مؤتمر صحفي بكابول الثلاثاء 17 / 08 / 2021 إنه سيُسمح للنساء بالعمل والدراسة و "سيكُن فاعلات للغاية في المجتمع لكن في إطار الشريعة الإسلامية".

وقال قادة غربيون إنهم سيحكمون على حركة طالبان الجديدة من خلال أفعالها بما في ذلك كيفية معاملتها للبنات والنساء.

طالبان تتعهد بحكم "مختلف"

قدمت حركة طالبان عرض مصالحة متعهدة بعدم الانتقام من معارضيها وباحترام حقوق النساء في حكم "مختلف" لأفغانستان عما كان عليه قبل عشرين عاما.

 

صدر هذا الاعلان مساء الثلاثاء 17 / 08 / 2021 بعيد عودة نائب زعيم طالبان الملا عبد الغني برادر إلى أفغانستان بعد يومين على سيطرة الحركة التي شارك في تأسيسها على البلاد، ليكرس بذلك توليها الحكم مجددا بعدما أطاح بها اجتياح غربي بقيادة الولايات المتحدة عام 2001.

 

وفيما يتزايد القلق في العالم ازاء سجل طالبان في مجال حقوق الإنسان واصل عشرات آلاف الأفغان محاولاتهم الفرار من البلاد.

 

وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في أول مؤتمر صحافي في كابول امام الصحافيين المحليين والأجانب إن "كل هؤلاء في المعسكر المعارض تم العفو عنهم بشكل تام" كاشفا هويته للمرة الأولى. وأضاف "لن نسعى الى الثأر".

 

وتابع أن النظام الجديد سيكون "مختلفا بشكل إيجابي" عن حكمهم بين 1996 و2001 الذي شهد عمليات رجم حتى الموت ومنع فتيات من ارتياد المدارس ونساء من العمل مع الرجال.

 

وأضاف مجاهد "الحرب انتهت (...) (زعيم طالبان) عفا عن الجميع"، مضيفا "نتعهد السماح للنساء بالعمل في إطار احترام مبادئ الإسلام".

 

وقال إن طالبان ستشكل حكومة قريبا من دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل حول أعضائها، مكتفيا بالقول إن الحركة "ستقيم روابط مع كل الأطراف".

 

ولدى سؤاله عن أوجه الاختلاف بين حكومة طالبان التي أطاحها تدخّل عسكري غربي بقيادة الولايات المتحدة قبل عشرين عاما والحركة اليوم، قال "إذا كان السؤال يستند إلى العقيدة والمعتقدات ليس هناك اختلاف... لكن إذا كان يستند إلى الخبرة والنضج والبصيرة، فمن دون أدنى شك هناك أوجه اختلاف كثيرة".

 

في ردود الفعل، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الثلاثاء أن الولايات المتحدة تأمل أن "تفي" طالبان بوعودها في شأن حقوق الإنسان.

 

وقال برايس في مؤتمر صحافي "إذا كان طالبان يقولون إنهم سيحترمون حقوق مواطنيهم، فإننا نتوقع منهم أن يفوا بهذا الالتزام".

 

كما أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن تباحث مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الثلاثاء في الأزمة الأفغانية واتّفق وإيّاه على تنظيم قمّة افتراضية لمجموعة الدول السبع حول هذا الملف الأسبوع المقبل.

 

من جهته، أعلن وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء أن على الاتحاد أن "يحاور" طالبان "في أسرع وقت" لأن هؤلاء "ربحوا الحرب" في افغانستان.

 

وقال بوريل في مؤتمر صحافي "طالبان ربحت الحرب في أفغانستان. لذلك، علينا أن نتحدث إليهم بهدف إجراء حوار في أسرع وقت لتفادي كارثة إنسانية وربما على صعيد الهجرة" من أفغانستان.

 

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الثلاثاء "سنحكم على طالبان استنادا إلى أفعالها"، معربا عن أسفه لعرقلة وصول أفغان يرغبون في إجلائهم إلى مطار كابول.

 

وأعلن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتّحدة مساء الثلاثاء أنّه سيعقد في 24 آب/أغسطس 2021 الجاري جلسة خاصة لمناقشة "القلق البالغ المتّصل بحقوق الإنسان" بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان.

 

في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الثلاثاء أن بلاده "لا تعتزم الاعتراف بحكومة طالبان"، في وقت يطرح المجتمع الدولي تساؤلات عن العلاقات المستقبلية مع الحركة المتشددة.

 

رغم تأكيدات طالبان.. العالم قلق من عودة أفغانستان ملاذا آمنا للمتشددين

طالبان قدمت تأكيدات بأن أفغانستان لن تصبح ملاذا للمتشددين ودبلوماسيون ومسؤولون ومحللون يعبرون عن قلقهم. وخبراء يقولون إن المكاسب المذهلة للحركة ستشجع المتشددين. والدولة الإسلامية والقاعدة لهما أيضا وجود في أفغانستان. وتنامي التهديد من طالبان الباكستانية.

هللت الجماعات المتشددة في أنحاء العالم عندما سيطرت طالبان على أفغانستان، الأمر الذي أثار قلقا عالميا من تحول البلاد مجددا إلى ملاذ آمن للمتشددين الذين ألهب نجاح الحركة حماستهم. وقالت طالبان إنها لن تسمح باستخدام أفغانستان لشن هجمات على بلدان أخرى.

لكن خبراء يقولون إن العلاقات لا تزال قائمة مع تنظيم القاعدة الذي كانت هجماته على الولايات المتحدة سببا دفع واشنطن إلى اجتياح أفغانستان في 2001، فضلا عن جماعات متشددة أخرى في باكستان المجاورة.

وأحد قادة طالبان الكبار هو سراج الدين حقاني زعيم شبكة حقاني المتشددة. وصنفته الولايات المتحدة إرهابيا عالميا ورصدت مكافأة خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.

يقول أسفنديار مير، الخبير الأمني لجنوب آسيا في مركز الأمن والتعاون الدولي بجامعة ستانفورد "الجهاديون بصفة عامة مبتهجون بعودة طالبان ومتحمسون".

وتابع "كبرى الدوائر الجهادية في أنحاء جنوب آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا تتابع الموقف... ونظام القاعدة يرى عودة طالبان نصرا له".

وإلى جانب الجماعات المتحالفة مع القاعدة، تلقت طالبان رسائل تهنئة من جماعة الشباب الصومالية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي.

وقالت جماعة الحوثي اليمنية إن الأحداث في أفغانستان أثبتت أن "الاحتلال" الأجنبي مآله الفشل.

وتعهدت حركة طالبان الباكستانية، وهي ليست جزءا من طالبان الأفغانية، بالولاء وقالت إنه تم إطلاق سراح المئات من أفرادها من السجون عندما بسطت طالبان الأفغانية هيمنتها على أفغانستان في الأيام القليلة الماضية.

ويشكك قادة العالم في التصريحات العلنية المعتدلة التي تطلقها طالبان منذ استيلائها على السلطة، وإن كان بعض المسؤولين الدبلوماسيين الذين لهم دراية بمفاوضاتها يقولون إن الحركة تسعى لاعتراف العالم بها بل وربما الحصول على مساعدات تنموية.

وتعهد ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة في مؤتمر صحفي في كابول يوم الثلاثاء 17 / 08 / 2021 بألا تكون أفغانستان أرضا لشن هجمات على بلدان أخرى.

وقال "أود أن أؤكد للولايات المتحدة والمجتمع الدولي أن أحدا لن يمسه سوء... لن نسمح باستخدام أراضينا ضد أحد... لا نريد أعداء في الداخل أو الخارج".

 

 

الدولة الإسلامية

وأبلغ خبراء مستقلون بالأمم المتحدة مجلس الأمن في الشهر الماضي بأن تنظيم القاعدة له وجود في 15 إقليما على الأقل من 34 إقليما في أفغانستان.

كما يقول الخبراء إن تنظيم الدولة الإسلامية وسع نطاق وجوده ليمتد إلى عدة أقاليم منها كابول، بينما شكل المقاتلون خلايا نائمة.

وتعارض الدولة الإسلامية طالبان. لكن بعض المحللين والمسؤولين حذروا من أن التنظيم قد يستفيد من أي فوضى أو يشجع مقاتلي طالبان المتشددين على الانشقاق مع سيطرة الحركة على الحكم.

وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن "استخدام جميع الأدوات المتاحة لوقف التهديد الإرهابي العالمي في أفغانستان".

وشدد مجلس الأمن على أهمية محاربة الإرهاب في أفغانستان لضمان عدم تعرض الدول الأخرى لتهديدات أو هجمات.

وقال متحدث من داونينج ستريت إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أكد في اتصال هاتفي بالرئيس الأمريكي جو بايدن "أهمية عدم خسارة المكاسب التي تحققت في أفغانستان خلال العشرين عاما الماضية وحماية أنفسنا من أي تهديد ناشئ من الإرهاب".

وقال مصدران مطلعان إن الصين أثارت مخاوف بشأن حركة شرق تركستان الإسلامية المناهضة لها في لقاءات مع طالبان مؤخرا.

وقال مصدر من طالبان لرويترز "يتحدثون عن حركة شرق تركستان الإسلامية كلما التقوا بنا"، مضيفا أن الحركة طمأنت الصين إلى أنها لن تسمح بهجمات.

وتقول الحكومة الأمريكية إن حركة شرق تركستان الإسلامية لم تعد قائمة كمنظمة فعلية بل باتت تصنيفا واسعا تستخدمه الصين لقمع مجموعة متنوعة من الجماعات العرقية المسلمة مثل الويغور في إقليم شينجيانغ. وتنفي الصين جميع الاتهامات بارتكاب انتهاكات.

خطر على باكستان

يقول بعض المسؤولين والمحللين إن الخطر الحقيقي الأكبر تواجهه باكستان جارة أفغانستان.

وقال مير من جامعة ستانفورد "الاختبار الأول والسهل لالتزامهم (بوعودهم) هو حركة طالبان باكستان". وأضاف "من مقرها في شرق أفغانستان... صعّدت حركة طالبان باكستان العنف ضد باكستان ويبدو أنها تجهز لحملة كبيرة".

وقالت حركة طالبان الباكستانية إن 780 من أعضائها، ومنهم الرجل الثاني في القيادة سابقا مولوي فقير محمد، تم تحريرهم من سجون في أفغانستان وتمكنوا من الوصول إلى ما وصفته الجماعة بمعاقلها في شرق أفغانستان. ولم يرد متحدث باسم طالبان الأفغانية بعد على طلبات للتعقيب على تحرير السجناء.

وفي ذروة قوتها، أودت هجمات طالبان الباكستانية بحياة المئات، ومنها هجوم على مدرسة في بيشاور في عام 2014 أدى لمقتل أكثر من 140 معظمهم أطفال.

وتراجعت عمليات الحركة بشدة في السنوات التالية، لكنها شرعت في الآونة الأخيرة في تنظيم صفوفها من جديد وشنت هجمات على قوات أمن في المناطق الحدودية.

وقال جورج ريكيليس، المدير المساعد لمركز السياسة الأوروبية، وهو مؤسسة بحثية في بروكسل، إن طالبان الأفغانية تريد اعتراف المجتمع الدولي وقد تحاول الوفاء بوعدها عدم السماح بأن تصبح أفغانستان قاعدة لأعمال قتالية. لكنه قال إن نجاح طالبان جعل من مقاتليها أبطالا في نظر التطرف الإسلامي الخفي.

أضاف "تجد كل عناصر الأسطورة التي تلهم وتجذب الجماعات والشباب المتطرف: فكر ديني متطرف، مقاتلون أبطال في جبال وعرة، نجاح عسكري ونصر أولاً على الغزو السوفيتي والآن على الولايات المتحدة.  "هذا جزء من الدروس التي يجب أن نتعلمها، وما ينبغي أن نستعد له".

الدول الغربية أمام خيار صعب في العلاقات مع طالبان

بعدما أمضت عشرين عامًا خلالها هزيمة طالبان، تواجه القوى الغربية حالياً خياراً صعباً بين إقامة أو عدم إقامة علاقات مع الجماعة الأصولية التي باتت تحكم أفغانستان.

يبدو أن المتمردين لقوا ترحيباً دولياً أكثر حرارةً مقارنة بفترة حكمهم التي اتسمت بالعنف (1996-2001)، إذ إن روسيا والصين وتركيا رحّبت بتصريحاتهم الأولى.

فيما يفاوض الأميركيون حركة طالبان حول "الجدول الزمني" لعمليات الإجلاء، يؤكد البيت الأبيض أنه سينتظر في المقابل ليحكم على أفعالها خصوصاً بشأن احترام حقوق الإنسان قبل اتخاذ قرار حول طبيعة العلاقات مستقبلًا معها.

وقال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جايك سوليفان "سيكون على طالبان أن تظهر لبقية العالم من هي". وأضاف "التقييم ليس جيّداً، لكن سيكون من السابق لأوانه" القول من الآن ما سيكون الوضع في المستقبل.

إلا أن واشنطن أبدت استعدادها لإبقاء وجودها الدبلوماسي في مطار كابول بعد الموعد النهائي للانسحاب العسكري المقرر في 31 آب/أغسطس 2021، بشرط أن يكون الوضع "آمناً"، وفق المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس.

وأقرّ وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بالأمر بشكل صريح الثلاثاء 17 / 08 / 2021 فقال "طالبان ربحت الحرب في أفغانستان. إذن، علينا أن نتحدث إليهم".

في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن بلاده "لا تعتزم الاعتراف بحكومة طالبان".

حذت المملكة المتحدة حذو الولايات المتحدة تماماً كما فعلت في قرار سحب قواتها من أفغانستان، فقد أكّد رئيس الوزراء بوريس جونسون أن بلاده ستحكم على نظام طالبان بناء "على أفعاله وليس على أقواله".

وكان وزير الخارجية دومينيك راب قد أكد أن لندن "بطبيعة الحال" لن تعمل مع طالبان. لكنه اعتبر أن مع المفاوضات الجارية في قطر للتوصل إلى حكومة أكثر تمثيلاً للمجتمع الأفغاني، "نريد تقييم ما إذا كانت هناك إمكانية لتعديل نوع النظام الذي سنراه قائماً".

وصرّح وزير الخارجية لقناة "سكاي نيوز"، "هم الآن في الحكم وعلينا التعامل مع هذا الواقع". وأقرّ بأن الفرص قليلة جداً لرؤية حكومة جامعة في أفغانستان.

تتمتع القوى الغربية بقدرة تأثير أقلّ بكثير الآن بعدما باتت طالبان في الحكم بدلاً من أرض المعركة.

لكن الولايات المتحدة لا تزال تمارس تأثيراً لا مثيل له على الجهات المانحة الدولية ويمكن أن تفرض عقوبات قاسية أو حتى شروطًا على المساعدات الضرورية لإعادة إعمار هذا البلد المدمّر جراء الحرب.

تعتبر ليزا كورتيس المستشارة السابقة للبيت الأبيض المكلفة شؤون وسط وجنوب آسيا في عهد دونالد ترامب، أن على واشنطن استخدام اعتراف دبلوماسي محتمل بطالبان لتمارس عليها ضغوطًا وتفرض اتباع سلوك أفضل.

وتقول هذه الخبيرة في مركز الأمن الأميركي الجديد "بما أنه سينبغي علينا توصيل مساعداتنا الإنسانية إلى هناك، سيجري التعامل معهم ربما على مستوى ما".

وتضيف "لكن في ما يخص الاعتراف الدبلوماسي، فإن ذلك لا ينبغي أن يُمنح بدون مقابل". وحدها ثلاث دول هي باكستان والإمارات والسعودية كانت تعترف بنظام طالبان السابق، الذي فرض رؤيته المتشددة للشريعة الإسلامية.

هذه المرة، استبق رئيس الوزراء البريطاني الأمر لمنع باكستان الداعمة التاريخية لحركة طالبان، من الاعتراف بحكومة جديدة، قائلاً لنظيره الباكستاني عمران خان إن مثل هذا الاعتراف ينبغي أن يُمنح "على أساس دولي، وليس بشكل أحادي".

عندما يتعلّق الأمر بعلاقات دبلوماسية، فإن الولايات المتحدة لا تسامح سريعاً.

فقد استغرقت عقدين بعد سقوط سايغون لإقامة علاقات مع فيتنام الشيوعية. وانتظرت واشنطن 54 عاماً قبل إعادة فتح سفارة لها في كوبا. في المقابل، لم تستعد الولايات المتحدة قط العلاقات مع إيران بعد الثورة الإسلامية عام 1979.

عندما وافق الرئيس الأميركي الجمهوري السابق دونالد ترامب عام 2020 على اتفاق انسحاب تمّ لتوصل إليه مع طالبان، بدا وكأنه يشير إلى نقطة تفاهم محتملة مع المتمردين، هي معركتهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقال "سيقتلون أشخاصاً سيئين جداً. سيواصلون هذه المعركة".

تحليل باحث أمريكي: قصة أفغانستان لن تنتهي بسيطرة طالبان

قد يتبادر إلى الأذهان أن تطورات المشهد في أفغانستان قد تنحصر في سيطرة حركة طالبان على مفاصل الدولة وفرضها لرؤيتها المتشددة، إلا أن المشكلة على ما يبدو أعمق من ذلك إذ تحتمل تقسيم أفغانستان نفسها بسبب تفاعلات إقليمية مع دول الجوار.

ويقول مايكل روبين، زميل معهد أمريكان إنتربرايز، المتخصص في شؤون إيران وتركيا والشرق الأوسط بشكل عام، في تقرير نشرته مجلة ناشيونال إنتريست الأمريكية إن حركة طالبان استولت على القصر الرئاسي في كابول، وأكملت حربها الخاطفة عبر أفغانستان. وفر الرئيس أشرف غني من البلاد بشكل مخز. وكتب وزير الدفاع بسم الله خان محمدي "لقد قيدوا أيدينا من الخلف وباعوا البلاد .. اللعنة على غني وعصابته".

و لعبة اللوم جارية في واشنطن. وألقى الرئيس جو بايدن باللوم على سلفه الرئيس دونالد ترامب واتفاق السلام مع طالبان الذي حدد موعدا نهائيا للانسحاب الأمريكي. ولم يكن الاتفاق في عهد ترامب مدروسا، لكن أعذار بايدن مخادعة لثلاثة أسباب. أولا، لم تلتزم طالبان بالاتفاق وأبطلته.

ثانيا، جاء انسحاب الولايات المتحدة قبل عدة أشهر من الموعد النهائي، وأخيرا، لم يلتزم بايدن باتفاقات أخرى في عهد ترامب حول الجدار الحدودي وخط أنابيب كيستون إكس إل، وبالتالي فإن الفكرة القائلة بأن ترامب قيد يديه هي مجرد هراء.

ومع ذلك، ففي حين يرفرف علم "الإمارة الإسلامية" الآن فوق القصر الرئاسي في كابول، فإن انتصار طالبان ليس نهاية القصة. إن شعور طالبان بالزهو ليس مقياسا لشعبيتها قدر كونه نتيجة لدعمها من جانب باكستان، فنادرا ما يقاتل الأفغان حتى الموت، بل يجنحون بدلا من ذلك إلى الجانب الأقوى.

وكان إظهار بايدن للضعف والقسوة هدية لقادة طالبان الذين يسعون إلى إقناع حكام الولايات بالتنحي عن السلطة مقابل النجاة بأرواحهم.

غير أن حركة طالبان ليست قوية كما قد تبدو. ويقول روبين إنه في آذار/مارس 2000، زار الإمارة الإسلامية لطالبان. وفي ذلك الوقت، كانت طالبان تسيطر على 90% من البلاد. وقد مارست الحركة ضغوطا على واشنطن

للاعتراف بها. وقال روبين "قُدت السيارة عبر ممر خيبر من بيشاور في باكستان، ثم زرت جلال أباد وكابول وغزنة وقندهار. وفي كل مدينة، قال الأفغان إن الأمن الذي وعدت به طالبان عندما وصلت الحركة في البداية اختفى بسرعة عندما بدأت طالبان نفسها تفترس الشعب".

وفي حين يقول بعض التقدميين والانعزاليين وغيرهم من منتقدي السياسة الخارجية الأمريكية التقليدية إن إدارة الرئيس الراحل رونالد ريجان أنشأت حركة طالبان، فإن هذا هراء عفا عليه الزمن: فقد دعمت الولايات المتحدة المجاهدين مثل أحمد شاه مسعود وآخرين من الذين أصبحوا نواة التحالف الشمالي الذي حارب طالبان. وخلال هذه الفترة، صمد التحالف الشمالي. وعبر العديد من المنتمين له الحدود الطاجيكية التي كانت من بين عدد قليل من الحدود المفتوحة أمامهم.

وقال روبين إنه في عام 1997، زار مزار الشريف أيضا، وكانت في ذلك الوقت تحت سيطرة عبد الرشيد دوستم. ثم دخل من تيرميز في أوزبكستان، وهو الطريق الذي دعمت أوزبكستان وتركيا من خلاله أمير الحرب بالوكالة لهما. وفي عام 1999، كادت إيران وحركة طالبان أن تخوضا الحرب بعد أن ذبحت طالبان دبلوماسيين وعملاء استخبارات إيرانيين في قنصليتها بمزار الشريف. ودعم الإيرانيون إسماعيل خان كأمير حرب بالوكالة في حين أنه لم يسيطر على الأرض.

ويقول روبين إن كل دولة من الدول المجاورة لأفغانستان باستثناء باكستان تخشى طالبان. ومن المتوقع أن يرعى كل منها خلال الأسابيع القليلة القادمة الميليشيات وأمراء الحرب الذين سيحاولون الاستيلاء على الأراضي على طول الحدود لتكون بمثابة حاجز. ومن المؤكد أن روسيا سوف تساعد الجمهوريات السوفييتية السابقة المتاخمة لأفغانستان، لأن روسيا تخشى التطرف بين سكانها المسلمين المتزايدين.

ونظرا لأن طالبان اعتمدت على الزخم أكثر من براعتها العسكرية، فإن هذا يعني أنها قد تفقد قريبا بعض الولايات الطرفية. فولاية هيرات، على سبيل المثال، فارسية الثقافة، وفي الواقع، كانت جزءا من إيران. وإذا بذلت إيران جهودا متضافرة لوضع أحد من يعملون بالوكالة لحسابها في السلطة هناك، فمن المرجح أن تنجح. كما يمكنها تأكيد سيطرتها على فراه ونيمروز،

وهما ولايتين أخريين تتقاسمان معها حدودا. وينطبق الشيء نفسه على منطقة بدخشان في شمال شرق أفغانستان المتاخمة لطاجيكستان.

ومع نشاط الدول المجاورة لأفغانستان ورعايتها لوكلاء جدد، قد يستغرق الأمر عاما أو عامين من القتال المنخفض الشدة مع طالبان قبل أن تؤسس مناطق نفوذها الخاصة وتقسم أفغانستان مرة أخرى كما كانت خلال فترة الحرب الأهلية في التسعينيات.

وفي ختام تقريره يقول روبين إن طالبان قد تعلن انتصارها اليوم، ولكنها

بالنسبة لأفغانستان لا تمثل نهاية القتال أكثر من كونها فصل في تاريخ دموي. ويضيف قائلا "استعدوا للمرحلة التالية في الحرب الأهلية الأفغانية".

طالبان لا تستطيع الوصول إلى احتياطات أفغانستان (رئيس البنك المركزي)

قال رئيس البنك المركزي الأفغاني الأربعاء 18 / 08 / 2021 إنّ طالبان لن تتمكن من الوصول إلى معظم احتياطات البلاد من النقد رغم استيلائها السريع على السلطة.

وكتب أجمل أحمدي محافظ البنك المركزي الأفغاني على تويتر، إن المصرف لديه احتياطات تقدر بنحو 9 مليارات دولار، لكنّ معظمها موجود في مصارف خارج البلاد، بعيدا عن متناول طالبان.

وأضاف أحمدي الذي فر من البلاد يوم الأحد 15 / 08 / 2021 خوفا على سلامته مع دخول طالبان العاصمة كابول، "وفقا للمعايير الدولية، فإن معظم الأصول محتفظ بها في أصول آمنة سائلة مثل سندات الخزانة والذهب".

وقال مسؤول في الادارة الأميركية لوكالة فرانس برس يوم الإثنين 16 / 08 / 2021 إن "أصول البنك المركزي التي تملكها الحكومة الأفغانية في الولايات المتحدة، لن تكون متاحة لطالبان".

وأشار أحمدي إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يحتفظ بسبعة مليارات دولار من احتياطات البلاد بما فيها 1,2 مليار دولار من الذهب، في حين أن البقية موجودة في حسابات دولية منها في بنك التسويات الدولية في بازل.

ووسط تقارير عن قيام طالبان باستجواب موظفي البنك المركزي بشأن موقع الأصول، قال "إذا كان هذا صحيحا فمن الواضح أنهم في حاجة ماسة إلى إضافة خبير اقتصادي إلى فريقهم".

وقال إن واشنطن قطعت يوم الجمعة الشحنات النقدية إلى البلاد مع تدهور الوضع الأمني، وهو ما قد يكون قد غذّى تقارير عن سرقة طالبان الاحتياطات لأن مصارف البلاد لم تتمكن من إعادة المبالغ بالدولار لأصحاب الحسابات.

وبالإضافة إلى تجميد الأصول، يمكن لواشنطن أيضا أن تحظر المساعدات لأفغانستان من مقرضين متعددي الأطراف مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، كما فعلت مع أنظمة أخرى لا تعترف بها، مثل فنزويلا.

بعد وصولهم إلى ألمانيا.. أفغان يتحدثون عن مشاهد مفزعة في مطار كابول

تحدث أفغان وصلوا إلى ألمانيا يوم الأربعاء 18 / 08 / 2021 عن مشاهد فوضوية مفزعة في مطار كابول قبل إجلائهم، وعبروا عن قلقهم على أحبابهم الذين تركوهم خلفهم.

وبعد قليل من هبوطهم في فرانكفورت على متن رحلة قادمة من طشقند، قال رجال ونساء وأطفال إنهم كانوا ضمن قلة حالفهم الحظ وقامت بإجلائهم جيوش حلف شمال الأطلسي بعد سقوط الدولة في أيدي حركة طالبان بسرعة مذهلة.

وقالت امرأة متحدثة بالألمانية "كان علينا أن نشق طريقنا بالقوة، وسقط ابني الصغير أرضا، وتملكنا الذعر، لكننا نجحنا.

"بعد ذلك، أبدى رجل أمريكي تعاطفا وأدرك أننا منهكون تماما. أخذ جوازات السفر وقال إنه يحتاج إلى التحقق من سلامتها. بعد ذلك قال ‘كل شيء على ما يرام، يمكنكم المرور‘. بكى آخرون خلفنا واستلقوا على الأرض. كان الحال مخيفا".

كانت هذه المرأة، وطفلها وزوجها، على متن إحدى أوائل الرحلات التي نظمتها ألمانيا لإجلاء أفغان، مهددين من جانب حركة طالبان بسبب عملهم مع جيوش حلف الأطلسي أو منظمات خيرية تحصل على تمويل غربي.

وفي مشاهد أخرى، مسحت امرأة منتقبة دموعها، بينما كانت أخرى تتحدث في هاتف محمول، وانتحب رجال وهم يعانقون ذويهم وأصدقاء ألماناً جاءوا لاستقبالهم.

 

 

ولم يذكر أي من القلة الذين تحدثوا إلى الصحفيين أسماءهم، أو عملهم في أفغانستان، حيث يخشى الكثيرون تعرض أقاربهم للانتقام.

وقال زوج المرأة، متحدثا بالألمانية أيضا بينما كان يحمل ابنهما "الكل يريد الخروج... كل يوم أسوأ من السابق. نجونا بأنفسنا، لكن لم نتمكن من إنقاذ عائلاتنا".

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في اجتماع لحزبها يوم الإثنين 16 / 08 / 2021 إن ألمانيا قد تحتاج إلى منح اللجوء لقرابة عشرة آلاف أفغاني عملوا مع الجيش ووكالات التنمية الألمانية وكذلك لنشطاء في الدفاع عن حقوق الإنسان ومحامين.

وانتقدت أحزاب المعارضة في ألمانيا الحكومة بسبب إخفاقها في توقع سقوط كابول في أيدي طالبان وبسبب ما تصفه بمغامرة عسكرية فاشلة منذ عام 2001 تكلفت مليارات اليورو وأودت بحياة 59 جنديا ألمانيا.

ودعا حزب (البديل من أجل ألمانيا) اليميني المتطرف الحكومة إلى تعليق طلبات اللجوء ورعاية المدنيين الأفغان في دول مجاورة مثل باكستان.

وفي مطار فرانكفورت، عبر شاب أفغاني يرتدي معطفا باللونين الأحمر والأبيض عن سعادته بالوصول إلى ألمانيا. وقال "كان القلق عارما لأن عائلتي كلها لا تزال هناك". وأضاف "لم يكن من السهل أن أتركهم ورائي، وآتي إلى هنا. لا يزال هناك جزء مني. أنا متأثر للغاية، لكنني بخير، الحمد لله".

وقالت فتاة صغيرة كانت برفقة والديها، متحدثة بالألمانية "عندما فتح الجنود النار، لم يكن ذلك جيدا لأن الجميع أصابهم الفزع وبدأوا يصرخون".

في الشرق الأوسط - انتصار طالبان دليل على تراجع القوة الأمريكية

محللون: دول الشرق الأوسط قد تسعى لتحالفات موازية. وبعض العرب يرحبون بانسحاب القوات الأجنبية. ومخاوف من تحول أفغانستان لملاذ آمن للجماعات المتشددة.

يرى البعض في أنحاء الشرق الأوسط أن استيلاء حركة طالبان السريع على السلطة في أفغانستان دلالة على أنه لن يكون بوسع الأطراف الفاعلة في المنطقة من الآن فصاعدا الاعتماد على القوة الأمريكية الآخذة في التراجع.

وفي حين رحبت فصائل وجماعات مناهضة للغرب بقدرة طالبان على استعادة السيطرة على الأرض من القوات الأجنبية، فقد أثار تقدمها السريع مخاوف أيضا من أن تصبح أفغانستان مرة أخرى ملاذا آمنا للجماعات المتشددة.

وسيطرت طالبان، التي خاضت قتالا لطرد القوات الأجنبية منذ الإطاحة بها في 2001، على العاصمة كابول يوم الأحد 15 / 08 / 2021 بعد هجوم خاطف مع انسحاب القوات الغربية بقيادة الولايات المتحدة.

وفي الشرق الأوسط، حيث تعد الولايات المتحدة القوة الخارجية المهيمنة منذ أمد بعيد رغم تراجع دورها عقب خفض عدد قواتها في

العراق، يقول محللون إن الأحداث في أفغانستان قد تدفع دولا لإبرام تحالفات موازية.

وقال المحلل الأردني محمد أبو رمان، وهو وزير سابق أيضا، "ما حدث في أفغانستان يعزز قناعة العديد من الأنظمة السياسية العربية أن الدور الأمريكي في العالم العربي والإسلامي... في تراجع".

وكتب المحلل الإماراتي عبد الخالق عبد الله في (ذا ناشونال) "حان الوقت لتقليل الاعتماد على واشنطن في المجال الاستراتيجي".

وتسببت السياسة الغربية والتدخلات العسكرية في ظهور حركات مقاومة على مدى عقود في الشرق الأوسط، ورحب بعضها بانسحاب القوات الأجنبية.

وأصدرت حركة الحوثي في اليمن وجماعة حزب الله اللبنانية، اللتان تدعمهما إيران، بيانات تلفت الانتباه لما وصفتاه بالفشل والمهانة للولايات المتحدة.

وقال حزب الله إن الانسحاب الأمريكي يجب أن يكون درسا تتعلم منه الجماعات المتحالفة مع الولايات المتحدة في لبنان مفاده عدم الاعتماد على واشنطن كحليف.

وقال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله مساء أمس الثلاثاء 17 / 08 / 2021 "إن كان هناك أحد ينتظر أن يأتي الأمريكان ويقاتلون بالنيابة عنه، هذا (الرئيس الأمريكي جو) بايدن يقول هذا، ولكي لا يقاتل بالنيابة عن أحد هو قبل بتحمل هزيمة تاريخية ومذلة في أفغانستان".

أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة فقد هنأت طالبان والشعب الأفغاني. ويقول محمد دادار (28 عاما) من مدينة غزة إن سكان القطاع سعداء بتقدم طالبان الذي أعطى تشجيعا للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي.

"النصر على الغزاة المعتدين"

ورحب الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي سلطنة عمان، التي تنتهج سياسة الحياد منذ فترة طويلة، بالنصر الذي تحقق على من وصفهم بالغزاة المعتدين.

لكن ردود الفعل شابتها المخاوف والقلق من عودة التشدد في أفغانستان التي تدرب فيها العديد من المتشددين العرب قبل 2001 في ظل حكم طالبان السابق وعادوا لينضموا لجماعات متشددة في بلادهم.

وقال تقي عبد الصمد هو أردني يبلغ من العمر 23 عاما مستشهدا بعنف المتشددين في سوريا والعراق "نحن خائفون من عودتهم". لكن جماعات عدة موالية لتنظيم القاعدة رحبت بالمكاسب التي حققتها طالبان.

وقال المحلل الأردني أبو رمان وهو خبير في الجماعات الإسلامية إن استيلاء طالبان على كابول قد يسرع من وتيرة توجه متشددين وجهاديين لأفغانستان.

وتابع قائلا "هذا قد يشجع في تقديري معنويات آلاف الجهاديين الذين تعثروا بعد تفكك داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) إذ سيعتقدون أن أمورهم ليست بهذا السوء".

لكنه أشار إلى أن طالبان قد تعامل من يفد جديدا إليها من المتشددين بحذر بسبب اتفاق سلام أبرمته مع واشنطن وأدى لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.

وعبر آخرون عن استيائهم من عودة السلطة في يد جماعة لديها أجندة دينية متشددة.

وقالت سارة نواس وهي طالبة في العاصمة السورية دمشق "يجب أن نتحد جميعا لمنع ذلك من الحدوث لأن من غير المقبول لذلك أن يحدث لحقوق النساء وأي فرد في العالمين العربي والإسلامي".

وأشار متحدث باسم طالبان إلى أن الحركة ستطبق القوانين والشريعة بشكل أكثر مرونة مما كان وقت حكمهم البلاد سابقا بين عامي 1996 و2001.

وفي العراق، أعادت مكاسب طالبان إلى الأذهان ذكريات مؤلمة للبعض تتعلق بسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من أراضي البلاد في 2014.

وقال خالد الراوي وهو موسيقي من الموصل التي كانت معقل التنظيم قبل طرده منها في 2017 "أتعاطف حقا معهم (الشعب الأفغاني) لأنني مررت بهذا الموقف من قبل". رويترز ، د ب أ ، أ ف ب

 

[embed:render:embedded:node:45237]