لماذا استفحل التوتر الجزائري المغربي؟

بعد أقلّ من أسبوع من إعلان الجزائر "إعادة النظر" في علاقاتها مع المغرب الذي تتهمه بالتورّط في الحرائق الهائلة التي اجتاحت شمال شرقي البلاد، تدخل الأزمة بين الدولتين الجارتين منعرجاً جديداً إثر قرار الجزائر الأخير قطع العلاقات الديبلوماسية مع المغرب، معللّة موقفها بما وصفتها "أفعالا عدائية" تتهم الرباط بالقيام بها ضدها.
بعد أقلّ من أسبوع من إعلان الجزائر "إعادة النظر" في علاقاتها مع المغرب الذي تتهمه بالتورّط في الحرائق الهائلة التي اجتاحت شمال شرقي البلاد، تدخل الأزمة بين الدولتين الجارتين منعرجاً جديداً إثر قرار الجزائر الأخير قطع العلاقات الديبلوماسية مع المغرب، معللّة موقفها بما وصفتها "أفعالا عدائية" تتهم الرباط بالقيام بها ضدها.

قررت الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب بعد أقل من أسبوع من إعلانها إعادة النظر في علاقاتها المتوترة أصلا منذ عقود مع جارتها الواقعة على حدودها الغربية، مؤكدةً أن الخلافات العميقة بين البلدين "لا تمس الشعوب". فلماذا ازدادت العلاقات المتوترة توترا؟

الجزائر تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب: قرّرت الجزائر الثلاثاء 24 / 08 / 2021. قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب "الأعمال العدائية" للمملكة بعد أقل من أسبوع من إعلان إعادة النظر في علاقاتها المتوترة منذ عقود، مع الجارة الغربية.

وأعلن وزير الخارجية رمطان لعمامرة القرار في مؤتمر صحافي، حيث تلا بيانا رسميا "باسم السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وباسم الحكومة الجزائرية".

وقال لعمامرة "قررت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية ابتداء من اليوم (الثلاثاء)" لكن ""قطع العلاقات الدبلوماسية لا يعني أن يتضرر المواطنون الجزائريون والمغاربة. القنصليات تباشر عملها بصفة طبيعية".

وأضاف "نطمئن المواطنين الجزائريين في المغرب والمغاربة في الجزائر أن الوضع لن يؤثر عليهم. قطع العلاقات يعني أن هناك خلافات عميقة بين البلدين لكنها لا تمس الشعوب".

ولم يصدر على الفور أي رد فعل من الرباط حول القرار الجزائري.

وفي معرض تقديم الأسباب التي أدت الى هذا القرار قال وزير الخارجية الجزائري "لقد ثبت تاريخيا، وبكل موضوعية، أن المملكة المغربية لم تتوقف يوما عن القيام بأعمال غير ودية وأعمال عدائية ودنيئة ضد بلدنا وذلك منذ استقلال الجزائر" في 1962، ساردا الأحداث منذ حرب 1963 إلى عملية التجسس الأخيرة باستخدام برنامج بيغاسوس الإسرائيلي.

وذكر أن هذا "العداء الموثق بطبيعته الممنهجة والمبيتة، تعود بداياته إلى الحرب العدوانية المفتوحة عام 1963 التي شنتها القوات المسلحة الملكية المغربية ضد الجزائر الحديثة الاستقلال. هذه الحرب التي عرفت استعمال المغرب لأسلحة ومعدات عسكرية ثقيلة وفتاكة خلفت ما لا يقل عن 850 شهيدا جزائريا".

وسبق للمغرب أن قطع علاقاته مع الجزائر سنة 1976 بعد اعتراف الجزائر بقيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. ولم تُستأنف العلاقات إلا في 1988 بعد وساطة سعودية.

 

دان ملك المغرب محمد السّادس "هجمات مدروسة" تتعرض لها المملكة "، مدافعا عن أجهزة بلاده الأمنية، ومؤكدا أن قواعد التعامل السياسي مع بلاده تغيرت.
قال ملك المغرب محمد السّادس يوم الجمعة (20 أغسطس/آب 2021) في خطاب وجّهه إلى الأمّة في الذكرى الثامنة والستّين لثورة الملك والشعب إنّ المملكة "تتعرّض لهجمات مدروسة في الفترة الأخيرة من طرف بعض الدول والمنظمات المعروفة بعدائها لبلدنا". وتابع أن "المغرب يتعرض على غرار بعض دول اتّحاد المغرب العربي، لعمليّة عدوانيّة مقصودة" من قبل "أعداء وحدتنا الترابيّة" الذين "ينطلقون من مواقف جاهزة ومتجاوزة ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثّرًا". وأضاف أنّه "يوجد قليل من الدول، خاصّة الأوروبية، التي تُعدّ للأسف من الشركاء التقليديّين، تخاف على مصالحها الاقتصاديّة وعلى أسواقها ومراكز نفوذها بالمنطقة المغاربيّة.".

 

وكان من بين التزامات المغرب في هذا الصدد "حل عادل ونهائي لنزاع الصحراء الغربية عبر تنظيم استفتاء حر ونزيه يسمح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره" كما ذكر لعمامرة.

والنزاع في الصحراء الغربية سبب رئيسي في توتر علاقات الجارين منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة بوليساريو التي تطالب باستقلال الأقليم الذي يعتبره المغرب جزءاً لا يتجزأ من أرضه ويعرض منحه حكماً ذاتياً تحت سيادته.

كما حمل "قادة المملكة مسؤولية تعاقب الأزمات التي تزايدت خطورتها (...)"، معتبرا أن "هذا التصرف المغربي يجرّ إلى الخلاف والمواجهة بدل التكامل في المنطقة" المغاربية.

واتهم لعمامرة "أجهزة الأمن والدعاية المغربية" بشن "حرب إعلامية دنيئة وواسعة النطاق ضد الجزائر وشعبها وقادتها، دون تردد في نسج سيناريوهات خيالية وخلق إشاعات ونشر معلومات مغرضة".

وأشار خصوصا إلى "قيام أحد المفوضين للمملكة بانحراف خطير جدا وغير مسؤول من خلال التطرق إلى ما سماه +حق تقرير المصير لشعب القبائل الشجاع+" في دعم لحركة استقلال منطقة القبائل التي صنفتها الجزائر كمنظمة إرهابية.

وتبعا لذلك استدعت الجزائر في 16 تموز/يوليو 2021 سفيرها في الرباط للتشاور. وجاء التصريح المغربي ردّاً على إثارة وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قضية الصحراء الغربية في اجتماع لحركة عدم الانحياز.

 

 

 

لحظة إعلان وزير الخارجية الجزائري، قطع #الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع #المغرب ابتداءًا من اليوم.

pic.twitter.com/ELOSTyDUwb

— ملفات كريستوف (@CressFiles) August 24, 2021

 

 

ورغم ذلك "أبانت الجزائر عن ضبط النفس من خلال المطالبة علنًا بتوضيح من سلطة مغربية مختصة ومؤهلة، إلا أن صمت الجانب المغربي (...) يعكس بوضوح الدعم السياسي من أعلى سلطة مغربية لهذا الفعل"، وفق الوزير.

واذ اشار إلى أن المغرب تخلى عن قواعد ومبادئ "تطبيع العلاقات بين البلدين " اعتبر لعمامرة أن "المملكة المغربية جعلت من ترابها الوطني قاعدة خلفية ورأس حربة لتخطيط وتنظيم ودعم سلسلة من الاعتداءات الخطيرة والممنهجة ضد الجزائر".

و"آخر هذه الأعمال العدائية تمثل في الاتهامات الباطلة والتهديدات الضمنية التي أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي خلال زيارته الرسمية للمغرب، بحضور نظيره المغربي، الذي من الواضح أنه كان المحرض الرئيسي لمثل هذه التصريحات غير المبررة".

وكان يشير إلى تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، حول قلق بلاده من التقارب بين إيران والجزائر، ورفضها قبول إسرائيل في الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب.

وكانت الجزائر قرّرت الأربعاء 18 / 08 / 2021 "إعادة النظر" في علاقاتها مع المغرب الذي اتّهمته بالتورّط في الحرائق الضخمة التي اجتاحت شمال البلاد، وهو ما أعاد لعمامرة التذكير به.

كما قرر مجلس الأمن الذي ترأسه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون "تكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية".

 

الجزائر تعلن "إعادة النظر" في علاقاتها مع المغرب على خلفية "أفعال عدائية متكررة"

وكانت الجزائر قرّرت يوم الأربعاء 18 / 08 / 2021 "إعادة النظر" في علاقاتها مع المغرب الذي اتّهمته بالتورّط في الحرائق الضخمة التي اجتاحت شمال البلاد، في تصعيد إضافي للأزمة الدبلوماسية بين البلدين الجارين.

وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان إنّ "الأفعال العدائية المتكرّرة من طرف المغرب ضدّ الجزائر تطلّبت إعادة النظر في العلاقات بين البلدين وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية".

والحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة رسمياً منذ 16آب/ أغسطس 1994.

ولم يصدر في الحال أيّ ردّ من الرباط على القرار الجزائري.

واتّخذ القرار خلال اجتماع استثنائي للمجلس الأعلى للأمن برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون وخصّص لتقييم الوضع العام في الجزائر عقب الحرائق الضخمة التي اجتاحت شمال البلاد وأودت بحياة 90 شخصاً على الأقلّ.

واتّهمت الرئاسة الجزائرية في بيانها المغرب وإسرائيل بالتآمر ضدّها.

وقالت إنّ الاجتماع بحث "الأحداث الأليمة الأخيرة والأعمال العدائية المتواصلة من طرف المغرب وحليفه الكيان الصهيوني ضدّ الجزائر".

وبحسب السلطات الجزائرية، فإن معظم الحرائق التي اندلعت في الجزائر مفتعلة رغم أنّها لم تقدّم أيّ دليل على ذلك حتى الآن.

وأمر تبّون في الاجتماع الجيش "باقتناء ست طائرات مختلفة الحجم موجّهة لإخماد الحرائق".

وأتت الحرائق الهائلة التي استعرت في 9 آب/أغسطس 2021 على عشرات آلاف الهكتارات من الغابات في 26 ولاية من أصل 58 ولاية في الجزائر. كما تسبّبت بمقتل 90 شخصاً على الأقل، بينهم 33 جندياً، بحسب تقارير مختلفة للسلطات المحلية ووزارة الدفاع.

لكن بغضّ النظر عن الخسائر البشرية والمادية وأوجه القصور التي أظهرتها السلطات خلال هذه الحرائق، صدمت الجزائر بجريمة القتل الشنعاء التي راح ضحيّتها شاب اتُّهم خطأ بمشاركته في إشعال الحرائق في منطقة القبائل (شمال شرق)، وهي المنطقة الأكثر تضرّراً.

وأوقف 61 شخصاً في قضية مقتل جمال بن إسماعين، بحسب الشرطة الجزائرية التي اتّهمت حركة انفصالية في منطقة القبائل معروفة باسم "الماك"، بالتورّط في قتل الشاب.

وأقرّ بعض المشتبه بهم الذين أوقفوا على ذمّة هذه الجريمة بانتمائهم إلى الحركة، بحسب اعترافات صوّرها وبثها التلفزيون الجزائري.

لكن "الماك"، الحركة المصنّفة "إرهابية" في الجزائر، رفضت في اتصال مع وكالة فرانس برس في مقرّها في باريس هذه الاتهامات.

وفي بيانها قالت الرئاسة الجزائرية إنّ تبّون "أسدى تعليماته لجميع القطاعات لمتابعة تقييم الأضرار والتكفّل بالمتضرّرين من الحرائق التي ثبت ضلوع الحركتين الإرهابيتين +الماك+ و+رشاد+ في إشعالها، وكذا تورّطهما في اغتيال المرحوم جمال بن سماعين".

و"رشاد" حركة إسلامية محافظة مقرّها في لندن، وهي على غرار "الماك" محظورة في الجزائر ومصنّفة إرهابية.

كما قرّر المجلس الأعلى للأمن، وفقاً للبيان "تكثيف المصالح الأمنية لجهودها من أجل إلقاء القبض على باقي المتورطين في الجريمتين وكلّ المنتمين للحركتين الإرهابيتين اللتين تهدّدان الأمن العام والوحدة الوطنية، إلى غاية استئصالهما جذرياً، لا سيّما +الماك+ التي تتلقى الدعم والمساعدة من أطراف أجنبية وخاصة المغرب والكيان الصهيوني".

ومما لا شكّ فيه أنّ القرار الجزائري سيزيد من تدهور العلاقات المضطربة أساساً بين الجزائر والرباط.

 

 

[embed:render:embedded:node:44534]

 

 

وتشهد علاقات الجارين توتراً منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية التي يعتبرها المغرب جزءاً لا يتجزأ من أرضه ويعرض منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته.

ويعتبر المغرب الجزائر طرفاً أساسياً في نزاع الصحراء الغربية، ويشدّد على ضرورة التفاوض معها مباشرة لحلّ النزاع.

وقبل شهر بالضبط من يوم الأربعاء، استدعت الجزائر سفيرها في الرباط للتشاور على خلفية إعلان سفير المغرب لدى الأمم المتحدة دعم "الماك".

وجاء الإعلان المغربي ردّاً على إثارة وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة قضية الصحراء الغربية في اجتماع لحركة عدم الانحياز.

كما أدّى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل - مقابل اعتراف الولايات المتّحدة بـ"السيادة" المغربية على المستعمرة الإسبانية السابقة - إلى تصعيد التوتّرات مع الجزائر التي ندّدت بـ "مناورات خارجية" هدفها زعزعة الاستقرار.

وتتمتّع الجزائر، وهي أكبر بلد في إفريقيا، ب4,1 ملايين هكتار من الغابات، مع معدل إعادة تشجير ضئيل يبلغ 1,76 في المئة.

ويتأثر شمال البلاد كل عام بحرائق الغابات لكن هذه الظاهرة تتفاقم. وعام 2020، دمّرت الحرائق قرابة 44 ألف هكتار من الغابات وهو رقم سيتم تجاوزه بشكل كبير في العام 2021.

وزير الشؤون الخارجية الجزائري: الجزائر تقرر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب

وأعلن وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قطع الجزائر لعلاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية، اعتبارا من يوم الثلاثاء 24 / 08 / 2021.

وأوضح لعمامرة، أن القنصليات الجزائرية والمغربية ستواصل عملها الإداري المحض، مرجحا عدم تأثر مواطني البلدين بهذا القرار.

وأكد في مؤتمر صحفي أن الجزائر ترفض أن تخضع لسلوكيات مرفوضة وتدينها بقوة تتبناها المغرب، وسياسات الأمر الواقع والأحادية الجانب الكارثية على المنطقة. كما ترفض الجزائر الإبقاء على وضع غير اعتيادي في فضاء الاتحاد المغرب العربي.

وأبرز لعمامرة، أن المملكة المغربية لم تتوقف يوما عن أعمال غير ودية وعدائية تجاه الجزائر منذ استقلالها منذ عام 1963.

وأعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الثلاثاء 24 / 08 / 2021 قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب "الاعمال العدائية" للمملكة، وفق تعبيره.

وقال لعمامرة في مؤتمر صحافي "قررت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية ابتداء من اليوم (الثلاثاء)".

وفي معرض تقديم الأسباب التي أدت الى هذا القرار قال وزير الخارجية الجزائري "ثبُت تاريخيا أن المملكة المغربية لم تتوقف يوما عن الأعمال الدنية والعدائية ضد الجزائر" ساردا الأحداث منذ حرب 1963 إلى عملية التجسس الأخيرة باستخدام برنامج بيغاسوس الإسرائيلي.

كما حمل "قادة المملكة مسؤولية تعاقب الأزمات التي تزايدت خطورتها (...)"، معتبرا أن "هذا التصرف المغربي يجرّ إلى الخلاف والمواجهة بدل التكامل في المنطقة" المغاربية.

وكانت الجزائر قرّرت الأربعاء السابق "إعادة النظر" في علاقاتها مع المغرب الذي اتّهمته بالتورّط في الحرائق الضخمة التي اجتاحت شمال البلاد، وهو ما أعاد لعمامرة التذكير به.

كما قرر مجلس الأمن الذي ترأسه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون "تكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية".

وقال وزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء 24 / 08 / 2021 إن بلاده قطعت العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب "أفعاله العدائية"، وفق ما ذكر.

والعلاقات بين المغرب والجزائر متوترة منذ عقود لأسباب أهمها قضية الصحراء الغربية والحدود المغلقة بين البلدين منذ عام 1994.

وقال لعمامرة إن قطع العلاقات مع المغرب جاء "على خلفية أفعاله العدائية المتواصلة ضد الجزائر".

ولم يتسنَّ التواصل مع وزارة الخارجية المغربية للتعليق على الفور. ودعا العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى تحسين العلاقات مع الجزائر.

وقال لعمامرة إن قطع العلاقات الدبلوماسية سيكون بدءا من اليوم الثلاثاء لكن القنصليات في البلدين ستظل مفتوحة. وقالت الجزائر الأسبوع الماضي إن حرائق الغابات المميتة التي شهدتها من تدبير جماعات وصفتها بأنها إرهابية، وقالت إن المغرب يدعم إحداها.

وأشار لعمامرة إلى ما وصفه بدعم المغرب لإحدى هذه الجماعات التي تطالب بالحكم الذاتي في منطقة القبائل الجزائرية وقال إن الرباط تجسست على مسؤولين جزائريين وتقاعست عن الالتزام بتعهدات متبادلة ومنها ما يتعلق بالصحراء الغربية.

وتساند الجزائر جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية في حين تعتبر الرباط المنطقة جزءا من الأراضي المغربية.

عقود من العلاقات المتوترة بين الجزائر والمغرب

ويخيّم التوتر منذ عقود على العلاقات بين الجزائر والمغرب، القوتين الوازنتين في شمال غرب إفريقيا، وذلك بسبب ملف الصحراء الغربية الشائك، المنطقة الوحيدة التي لا يزال وضعها معلقا في القارة الإفريقية.

ويتواجه في النزاع حول الصحراء الغربية المغرب وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليساريو" المدعومة من الجزائر، وذلك منذ خروج الاستعمار الإسباني من المنطقة في سبعينيات القرن الماضي.

ويسيطر المغرب على نحو 80 بالمئة من أراضي الصحراء الغربية، ويقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته.

في السابع من آذار/مارس 1976 قطع المغرب العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر بعد اعترفها بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية" التي أعلنتها بوليساريو.

في العام 1963 اندلعت "حرب الرمال" بين البلدين الجارين إثر مجموعة حوادث حدودية، وقد أدت "المسيرة الخضراء" التي شارك فيها 350 ألف مغربي للسيطرة على الصحراء الغربية في العام 1975 إلى تدهور العلاقات بين البلدين.

في 26 شباط/فبراير 1983 عقد العاهل المغربي الملك الحسن الثاني قمة ثنائية مع الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد عند الحدود.

وفي نيسان/أبريل سمح مجددا بحرية تنقل سكان البلدين، وفي أيار/مايو تم الاتفاق على السماح تدريجا بحرية تنقل الأشخاص وبحرية نقل السلع بين البلدين وفتح الخطوط الجوية وسكك الحديد.

 

ما فعله تبون مع المغرب لم يفعله بوتفليقة في عشرين سنة#الجزائر pic.twitter.com/Ft3LkvUK5y

— ́ ̀ (@AwaTefDz213) August 24, 2021

 

في 11 تموز/يوليو 1987 التقى وزير الخارجية الجزائري الملك الحسن الثاني. وفي 22 تشرين الثاني/نوفمبر زار وزير الخارجية المغربي الجزائر.

وفي 16 أيار/مايو أعلنت الجزائر والمغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية. وفي الخامس من حزيران/يونيو فتحت رسميا الحدود بينهما.

في السابع من حزيران/يونيو أجرى الملك الحسن الثاني أول زيارة له إلى الجزائر منذ 15 عاما، وقد شارك في قمة عربية طارئة.

وشكّلت زيارة الرئيس الجزائري بن جديد إلى إفران، وكانت الأولى لرئيس دولة جزائري إلى المغرب منذ العام 1972، تتويجا للمصالحة.

وتم الاتفاق على مشروع أنبوب نفطي لربط الجزائر بأوروبا عبر المغرب.

وفي حزيران/يونيو 1992 وضعت مصادقة المغرب على معاهدة حزيران/يونيو 1972 حدا للمشاكل الحدودية التي أدت إلى اندلاع "حرب الرمال".

لكن في 16 آب/أغسطس 1994 استنكر المغرب تصريحات للرئيس الجزائري اليمين زروال اعتبر فيها أن الصحراء الغربية "بلد محتل".

وفي 26 آب/أغسطس فرض المغرب على الجزائر الاستحصال على تأشيرة لدخول أراضيه بعد هجوم استهدف فندقا في مراكش قتل فيه سائحان إسبانيان بيد إسلامويين. واتّهمت الرباط قوات الأمن الجزائرية بالضلوع في الهجوم.

وأغلقت الجزائر حدودها مع المغرب.

في 25 تموز/يوليو 1999 شارك الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في مراسم جنازة الملك الحسن الثاني في الرباط.

لكن بداية التقارب سرعان ما نسفته مجزرة أوقعت 29 قتيلا في جنوب غرب الجزائر. واتّهم بوتفليقة المغرب بتسهيل تسلل إسلامويين مسلّحين إلى بلاده.

في آذار/مارس أجريت لقاءات عدة بين الرئيس بوتفليقة والعاهل المغربي محمد السادس أسهمت في "كسر الجليد".

في تموز/يوليو 2011 أعلن العاهل المغربي تأييده إعادة فتح الحدود البرية وتطبيع العلاقات مع الجزائر. وبعد أشهر أكد بوتفليقة عزمه على إعادة تعزيز العلاقات لما فيه مصلحة البلدين.

في كانون الأول/ديسمبر 2019 دعا الملك محمد السادس إلى فتح "صفحة جديدة" في رسالة تهنئة الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون.

في كانون الأول/ديسمبر 2020 نددت الجزائر بـ"مناورات أجنبية" تهدف إلى زعزعة استقرارها متّهمة بذلك إسرائيل بعد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في مقابل تطبيع العلاقات بين المملكة والدولة العبرية.

وجدّدت الجزائر التأكيد أن "قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار" وأن "حلها يكمن في تطبيق القانون الدولي".

في 18 تموز/يوليو 2021 استدعت الجزائر سفيرها لدى المغرب "للتشاور". وكان دبلوماسي مغربي قد أعرب عن تأييده للحركة الانفصالية في منطقة القبائل ردا على دعم الجزائر للانفصاليين في الصحراء الغربية.

في 31 تموز/يوليو وفي ذكرى اعتلائه العرش أعرب العاهل المغربي محمد السادس عن أسفه للتوترات بين البلدين ودعا إلى إعادة فتح الحدود البرية.

في 18 آب/أغسطس أعلنت الجزائر أنها قرّرت "إعادة النظر" في علاقاتها مع المغرب الذي اتّهمته بالتورّط في الحرائق الضخمة التي اجتاحت شمال البلاد.

في 24 آب/أغسطس أعلن وزير الخارجية الجزائري قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب "الأعمال العدائية" للمملكة ضدها. (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)

 

ar.Qantara.de